الجمعة 27 ديسمبر 2024 03:32 صـ 25 جمادى آخر 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

اتصالات وتكنولوجيا

خبراء وقيادات الشركات العالمية والمحلية : معرض ومؤتمر AIDC يرسم خارطة طريق مصر حول مستقبل مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي

نجحت النسخة الأولى من المؤتمر والمعرض الدولي لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية (AIDC) ، الحدث الأول من نوعه في العالم والمنطقة من رسم ملامح المستقبل فيما يخص صناعة مراكز البيانات المدعومة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في ظل الثورة التقنية التي تسود العالم ، وركز المؤتمر والمعرض الذي انتهت فعالياته مؤخرا والذي عقد مصاحبا لمعرض Cairo ICT في دورته 28 على استشراف مستقبل مراكز البيانات والحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في دعم الاقتصاد الرقمي.

وجمع المعرض والمؤتمر تحت سقف واحد نخبة من خبراء الصناعة والمسؤولين الحكوميين وقادة الشركات العالمية والمحلية لاستعراض أحدث الابتكارات والحلول التقنية التي ستساهم في تعزيز التحول الرقمي ودعم استراتيجية مصر الرقمية.

أكد أسامة كمال، رئيس شركة تريد فيرز انترناشونال ورئيس ومؤسس معرض ومؤتمر Cairo ICT و AIDC ، أن الحدث يمثل منصة استراتيجية تجمع بين صناع القرار والمستثمرين لتحديد مسارات المستقبل في مجالات البنية التحتية الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا السحابية. وأشار كمال إلى أن AIDC ليس مجرد معرض تقني، بل هو مبادرة متكاملة تهدف إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لخدمات مراكز البيانات والحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وتابع أن المؤتمر شهد جلسات نقاشية مع كبار المسؤولين الحكوميين وخبراء الصناعة، وعروض تقديمية لأحدث الحلول التقنية، ومسابقات للشركات الناشئة لتقديم أفكار مبتكرة تدعم التحول الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المعرض فرصة استثنائية للشركات العارضة للتواصل مع جمهور واسع من العملاء والشركاء المحتملين.

كما استهدف المعرض تسليط الضوء على دور مراكز البيانات في دعم الاقتصاد الرقمي المصري ، تعزيز الوعي بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مثل التعليم، والصحة، والصناعة ، توفير منصة للابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص ، دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال من خلال عرض أفكارهم أمام المستثمرين.

كما جذب AIDC 2024 اهتمامًا واسعًا من الجهات المحلية والدولية، حيث تشارك شركات عالمية متخصصة في تقديم حلول مراكز البيانات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب مؤسسات مصرية تسعى إلى تحقيق قفزة نوعية في تطوير البنية التحتية الرقمية. كما يشهد الحدث حضورًا قويًا من وزارات وهيئات حكومية تعكس التزام الدولة بدعم الابتكار التكنولوجي كأحد محركات النمو الاقتصادي.

يمثل مؤتمر ومعرض AIDC 2024 خطوة مهمة في رسم خارطة طريق مصر نحو مستقبل رقمي أكثر تطورًا وشمولًا. فهو يبرز التزام مصر بتبني أحدث الابتكارات التقنية وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام قائم على المعرفة.

ومن جانبه أكد إسلام منجي، مستشار ما قبل البيع في شركة Aruba Networks ، على الدور الرائد الذي لعبه المعرض والمؤتمر باعتباره الأول من نوعه عالميا ، ونجح في الجمع بين تقنيات جديدة عالميا ومحليا ، مؤكدا على الحاجة لتوطين البيانات عبر القوانين والتشريعات تُعد ضرورية. ، مشيرا إلى أن مراكز البيانات تنتج كميات ضخمة من المعلومات التي تحتاج إلى تأمين فعال، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يتمحور حول البيانات، مما يجعل من الضروري حماية هذه المصادر من محاولات الاختراق.

وتطرق منجي إلى أهمية موضوع الاستدامة والتكنولوجيا الخضراء في إمداد مراكز البيانات بالطاقة، لافتا إلى أن تطوير تقنيات الطاقة المتجددة يمثل أولوية كبيرة، لا سيما في ظل تزايد الاعتماد على مراكز البيانات.

من جانبه، أشار أيمن المرزكي، مدير أول ما قبل البيع الإقليمي في شركة Dell Technologies، إلى الفرص الكبيرة التي تتيحها الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاج المحلي. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يشهد تسارعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، ولكن هذا التقدم يواجه تحديات كبيرة، أبرزها توفير مصادر الطاقة بكفاءة عالية على مستوى العالم.

وأكد المرزكي أن عمليات اختراق البيانات شهدت تصاعداً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لضمان تأمين مراكز البيانات.

وفيما يتعلق بمصادر الطاقة لمراكز البيانات، قال المرزكي إن مراكز البيانات كانت في الماضي مكاناً لتخزين البيانات فقط، أما مع تقدم الذكاء الاصطناعي، فزاد الطلب على الطاقة بشكل كبير. لذلك، شدد على ضرورة توفير مصادر متجددة للطاقة، مثل الطاقة الشمسية، موضحاً أن مصر والمغرب يمكنهما إنتاج ما يتراوح بين 60٪ إلى 80٪ من احتياجات مراكز البيانات من الطاقة الشمسية.
من جهته،

أشار محمد الجلاد، كبير مسؤولي التكنولوجيا ومدير المملكة المتحدة وأيرلندا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة HPE، إلى التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة، ومنها ضرورة وضع استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

وأوضح أن هذه الاستراتيجية يجب أن تضمن تحقيق النتائج المرجوة، مع ضرورة التركيز على عمليات الحوكمة.

كما أكد الجلاد على ضرورة تأمين أنظمة الذكاء الاصطناعي عبر اتخاذ الإجراءات المناسبة، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة أساسية لتحقيق الاستدامة في مصادر الطاقة المتجددة واستخدام الموارد بشكل صديق للبيئة.

وأوضح ديموس كيرياكو، مدير العمليات ونائب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Wingu Africa Group، المؤتمر يمثل مظلة لجميع العاملين في هذه القطاعات حيث استقطب العاملين من شركات عالمية ومحلية تخت سقف واحد، وتابع قائلا إن عدد مراكز البيانات في العالم يشهد نموًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن منطقة شمال إفريقيا تختلف عن باقي القارة، مما يدفع نحو توسع كبير في مراكز البيانات والحوسبة السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويستدعي إعادة تأهيل البنية التحتية لمراكز البيانات الحالية لتلبية احتياجات إنتاج الطاقة.

وأشار كيرياكو إلى أن تصميم مراكز البيانات بشكل جيد يعد خطوة حاسمة سواء من حيث أنظمة الطاقة أو البنية التحتية أو البيئة السحابية.

وفي السياق ذاته، قال مات أونيل، المؤسس المشارك لشركة 5O Consulting، إن التطور المستمر في تأمين البيانات أصبح ضرورة في ظل نقلها عبر أنظمة الحوسبة السحابية.

وأضاف أن الأنظمة الحديثة تمكّن من تحديد مواطن الضعف باستخدام تقنيات تشفير متطورة، حيث توفر مستويات مختلفة من التشفير لمواجهة التحديات الكمية التي ستبرز مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. وشدد أونيل على أهمية تأمين أعمال مراكز البيانات بشكل مستمر في ظل التقدم في تقنيات الحوسبة والذكاء الاصطناعي، وذكر أن تحديات الأمن السيبراني تختلف من دولة إلى أخرى، مما يدعو إلى زيادة أدوات التأمين السحابية وتحديد الأدوار المطلوبة لكل جهة معنية.

وتحدث أونيل أيضًا عن تأثير الذكاء الاصطناعي كعامل مزدوج على عمليات التشفير، حيث يمكن أن يسهم في اختراقها، لكنه في الوقت نفسه يوفر آليات حماية متطورة. وأكد على أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي ليصبح قادرًا على استخدام تقنيات مثل بصمات الوجه والصوت، التي أصبحت تحتاج إلى تحديثات للحفاظ على فعاليتها.