السياسة الصينية للتعريفة الجمركية وازدهار أفريقيا
بقلم : نور يانغلقد منحت الصين رسميًا منذ الأول من ديسمبر الجاري، جميع الدول الأقل نموًا التي تربطها بها علاقات دبلوماسية معاملة التعريفة الجمركية الصفرية لخطوط التعريفة الجمركية بنسبة 100%، لتصبح أول دولة نامية كبرى وأول اقتصاد كبير يتخذ مثل هذا الإجراء المهم، والتي لا تظهر مسؤولية الصين كقوة عالمية فقط، بل ويجلب أيضًا فرصًا تنموية غير مسبوقة وفوائد ملموسة للدول الإفريقية.
إن إفريقيا هي القارة التي تضم أكبر تجمع لأقل البلدان نموًا في العالم، وتنميتها الاقتصادية متخلفة نسبيا، ولكنها غنية بالموارد ولديها إمكانات هائلة. ستفيد السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية بشكل مباشر منتجات التصدير الرئيسية للدول الإفريقية مثل المنتجات الزراعية والمنسوجات والمنتجات المائية والحرف اليدوية. ففي السنوات الأخيرة، دخلت المنتجات الزراعية الإفريقية عالية الجودة مثل الأناناس من بنين، والقهوة من إثيوبيا، والفلفل من رواندا بنجاح إلى السوق الصينية، ولاقت ترحيبًا حارًّا من قبل المستهلكين الصينيين. وستعمل السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية على زيادة تحفيز إمكانات التصدير الزراعي للدول الأفريقية، ومساعدة المزارعين الأفارقة على زيادة دخلهم وتعزيز عمليتها للتحديث الزراعي.
وبالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية المباشرة، فإن السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية ستجلب أيضًا المزيد من فرص التنمية للدول الإفريقية، فيمكن للدول الإفريقية أن تتعلم من تجربة الصين الناجحة وتحسن قدراتها التنموية من خلال تعزيز التعاون مع الصين في التجارة والاستثمار وبناء البنية التحتية وغيرها من المجالات، وفي الوقت نفسه، سيساعد الدعم الصيني أيضًا الدول الأفريقية في التغلب على اختناقات التنمية مثل البنية التحتية المتخلفة ونقص المواهب، وتسريع اندماجها في النظام الاقتصادي العالمي.
وبالنسبة للبلدان الإفريقية، فإن السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية لا تمثل فرصة اقتصادية فحسب، بل إنها أيضًا فرصة لتحقيق التنمية المستدامة. ويمكن للدول الإفريقية تسريع تعديل الهيكل الصناعي من خلال تعزيز التعاون مع الصين، وتنمية نقاط نمو اقتصادي جديدة، وتحقيق التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، مما سيساعد البلدان الإفريقية على التخلص من اعتمادها على مورد واحد، وتحسين قدرة الاقتصاد على تحمل المخاطر.
ومن الجدير بالذكر أن السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية ليست إجراءً منعزلاً، ولكنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستثمارات والمساعدات وأشكال التعاون الأخرى التي تقدمها الصين في إفريقيا. وفي السنوات الأخيرة، قامت الشركات الصينية ببناء عدد كبير من مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، بما في ذلك السكك الحديدية والطرق السريعة والموانئ والمطارات والمناطق الاقتصادية الخاصة، مما خلق عددًا كبيرًا من فرص العمل ونقاط النمو الاقتصادي للدول الإفريقية، كما ستعمل السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية على زيادة توطيد وتعميق أساس التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وإفريقيا وتعزيز التنمية المستمرة للعلاقات الصينية الأفريقية.
وفقًا لإحصاءات الإدارة العامة للجمارك أنه في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، بلغت واردات الصين وصادراتها إلى إفريقيا 163 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 5.5% على أساس سنوي، وسجل الحجم رقمًا قياسيا لنفس الفترة. ولا شك أن السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية سوف تضخ زخمًا جديدًا في التجارة بين الصين وإفريقيا، وتدفع حجم التجارة الثنائية إلى مواصلة الازدهار. وفي الوقت نفسه، تجاوز رصيد الاستثمار المباشر الصيني في إفريقيا 40 مليار دولار أمريكي، مما يجعلها أحد المصادر الرئيسية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا، وتثبت هذه الأرقام بشكل كامل الإمكانات الهائلة والآفاق الواسعة للتعاون الصيني الإفريقي.
إن تحرك الصين لمنح معاملة التعريفة الجمركية الصفرية لخطوط التعريفة الجمركية بنسبة 100% للدول الأقل نموًا يدل على تصميم الصين على توسيع الانفتاح رفيع المستوى على العالم الخارجي، كما أنه يوفر فرص تنمية غير مسبوقة للدول الإفريقية من أجل تعزيز النمو السريع ودفع اقتصادها الخاص للازدهار وتحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة. وفي الوقت نفسه، تعمل السياسة الصينية للتعريفة الجمركية الصفرية أيضًا على تعزيز تطوير التعاون الصناعي من خلال التجارة واسعة النطاق وتحسين جودة التعاون بين الصين وإفريقيا، ومن ثم تحفز المزيد من دول الجنوب على المشاركة في عملية البناء المشترك للتحديث.