الخميس 9 يناير 2025 09:12 صـ 9 رجب 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

البعض ضحك على الكل

بقلم- محمد البحيري:

في كل مقالة أو خبر صحفي سواء في الصحافة الإسرائيلية أو العالمية نجد في تحليلها أن مخطط إسرائيل لتغير خريطة الشرق الأوسط ليس صدفة ولا نتيجة "طوفان الأقصى" الذي اخترق حدودها في 7 أكتوبر 2023.. وهو ما يتنافى مع "صورة الضحية" التي يصدرها الكيان الصهيوني وحلفائه في العالم.

البداية من أمريكا وحلفائها وإسرائيل الذين استخدموا إيران سواء بالعمد أو بتضليل مخابراتي لتحريض حماس على تنفيذ 7 أكتوبر، حتى يبدأ المخطط كنوع من رد الفعل، مثل ما فعلته واشنطن في أحداث 11 سبتمبر 2001 بعد تفجير برجي التجارة العالمي والتي كانت الإشارة لبدء المراحل الأولى لمخطط غزو العراق وتفكيك ثاني أكبر جيش في المنطقة وأول نقطة للسيطرة على نهر الفرات، استكمالا لما يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط.


ما يظهر من خلاف واختلافات في دولة الاحتلال ماهي إلا مناورات بينهم من أجل مصالح داخلية لكن كلهم على نية واحدة وهدف وأحد لتحقيق مخطط الدولة الكبرى من النهر للنهر، وبما أن نتنياهو أطلق صفارة المباراة بهدف إحراز الأهداف، إذا كل من الفريق والجمهور الصهيوني خلفه قلبا وقالبا، بينما يصدرون لنا شائعة الخلافات لكن في الحقيقة يحتسون سويا كأس الانتصار وهم يناقشون كيف يصلون إلى ما تبقى من الخريطة التي رسمتها الصهيونية العالمية.

اقرأ أيضاً

والذي جاء في مخطط برنارد لويس، يؤكد اعتماد الكونجرس في عام 1983 على خطة تقسيم الدول إلى دويلات، وهو ما يحدث بداية من حرب العراق وحتى نهايته، فلا نتنياهو ولا حكومته ولا الشعب الصهيوني مختلف هم فقط يمارسون المناورات داخل وخارج دولة الاحتلال.

ولذلك يجب الانتباه لما يقدم للمجتمعات والشعوب من جرعات إعلامية نحتسيها جميعا وتُذهب العقول العربية وتهضمها، ثم بعد فترة نجد إن دولة الاحتلال تتقدم بنجاح في تغير الحدود وتتوسع أكثر وهم يراهنون أن العرب لديهم وجبة دسمة من التضليل الإعلامي وكتائب الشائعات التي تبث لك من كل إتجاه وتجعلك في حيرة وتخبط وهذا ما يحتاجه العدو في الوقت الحالي أن تكون في حالة عدم فهم.


لذلك يجب على المواطن المصري وأيضاً العربي أن يتخذ القيادة المصرية كأولي الأمر في اختيار ما يرونه مناسبا في المواجهة مع العدو وأن يصطف صفا واحدا لحماية سيادة أرضه وأمنه القومي ويكون الشعب كتلة واحدة في صد العدوان الذي يريد أن يبني أحلامه وأطماعه على دماء الأبرياء.

ولكن في المقابل يجب أن توفر الحكومات، لهذا المواطن المقاتل دفاعا عن وطنه حياة كريمة خالية من البيروقراطية والكسل وأن تكون حكومة حرب ليس فقط في الإجراءات ولكن في العمل التنفيذي على أرض الواقع حتي يكون لدي المواطن احساس حقيقى بالانتماء والوطنية لأن هذا هو الرصيد الحقيقي عندما تاتي ساعة الحق في مواجهة العدو.

الشرق الأوسط الاحتلال الإسرائيلي