بعد بسالة المقاومة ونجاح الوساطة القطرية المصرية الامريكية.. نبارك لأهل غزة وقف إطلاق النار وصمودهم أمام مجازر قوات الإحتلال والعدوان
محموداسكندر
نبارك للشعب الفلسطينى العظيم من أهل غزة الذىن تحملو اشد العناء وذاقوا كل مرارات الصبر، الذى لا يتحمله بشر، صمودهم أمام العدوان الغاشم ، من بدايته حتى وصولهم لإتفاقية إطلاق النار التى كسرت نفس دولة الكيان الغاصب..بعد مرور 15شهرا تعرض فيه أهل قطاع غزة، للقصف والتهجير والإبادة الجماعية، ومنع فيه الإغاثة والمساعدات الإنسانية، تحت مرأى ومسمع العالم والقوى الغربية التى كانت تنادى وتتغنى دوما بالحرية والمساواة وحقوق الإنسان.
لقد استطاع أهل غزة البواسل إن يصمدوا ويتحملوا العناء والبلاء الشديد الناتج عن العدوان، حتى أعلنت دولة قطر العربية، نجاح الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة، إلى وصولها لإتفاق شامل، لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى بقيادة حركة المقاومة حماس وحركة الجهاد الإسلامى.
واكدت دولة قطر أن الاتفاق سوف يدخل حيز التنفيذ ابتداء من يوم الأحد 19 يناير، فنحيي هذه الصفقة التى تمت بواسطة قطرية مصرية أمريكية،حيث كانوا هم الحاضنين لهذه المفاوضات الدبلوماسية منذ وقتا طويل،بين حركة حماس و دولة الإحتلال الإسرائيلى. بعد أن بائت بالفشل أكتر من مرة،بسبب أطماع حكومة نتنياهو المتطرفة.
وسوف تبدأ هذه الصفقة حيز التنفيذ على عدة مراحل، حيث ستفرج حركة حماس فى المرحلة الأولى ابتداء من يوم الاحد عن ٣٣ مختطف إسرائيلى،مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطنيين.. وطالبت حماس البدء بالإفراج عن أسرى محكوم عليهم بالمؤبد فى سجون قوات الإحتلال،قبل أحداث 7 اكتوبر من داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفى المراحل التى تليها سوف يتم الإفراج عن عدد كبير أخر من الأسرى التى تم احتجازهم بعد أحداث 7 أكتوبر ، من أهل قطاع غزة.
وعللت المقاومة الفلسطينية على أحداث السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، بأنها تمت من أجل الدفاع عن القدس الذى يهاجمه قوات الإحتلال ويدنسه ويريد هدمه، ومن أجل الأسرى الفلسطنيين بسجون الإحتلال ،بالإضافة إلى معلومات تشير إلى نوايا إسرائيل شن عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، لإحتلالها مرة أخرى، ومحوها وإزالتها وتهجير اهلها، لإنشاء قناة بون غوريون الملاحية،لتكون ممر ملاحى عالمى بديل لقناة السويس،غايته ضرب مصر إقتصاديا وإستراتيجيا ، بتعليمات من حكومة اليمين المتطرف التى يقودها نتنياهو وحزبه المتشدد، الذي يسعى لتحقيق أحلامه التوسعية بإنشاء دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
والجدير بالذكر أن المقاومة استطاعت فى عملية طوفان الأقصى التى بدأت فى يوم 7 أكتوبر، أن تكبد قوات الإحتلال هزائم وخسائر كبيرة داخل بلداته، دون وجود أدنى مقاومة من جيش الإحتلال، بالإضافة إلى إحتجاز العديد من الأسرى الإسرائيلين .
وبعد أن تم إهتزاز صورة جيش الكيان وأمنه الداخلى، شنت دولة الإحتلال بعد ذلك، عدوانا شاملا على قطاع غزة من أجل الثأر والقضاء على المقاومة وإحتلال القطاع بشكل كامل والسيطرة عليه بعد تهجير اهله، ولكنهم تخطوا جميع قوانين الحرب، وصاروا ينتهجون نهجا دمويا ووحشيا تحرمه جميع الأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان وقوانين الحروب العسكرية، وأحدثوا مجازر تخطت جرائم النازية، الذى كانو ينددون و يبكون من ذكراها أمام جميع المحافل الدولية، وتحسين صورتهم بأنهم كانوا أحد ضحاياها وأنهم ظلموا،ليستعطفوا العالم ...ولكنهم أظهروا أنهم النازيين الحقيقين، بعد أن قاموا بعمليات إبادة جماعية شملت قتل وأسر وتهجير للسكان وتدمير للبنية التحتية.. فوحشيتهم لم يسلم منها الاطفال والنساء،والمستشفيات ومخيمات النازحين .
*عوامل هزيمة الإحتلال داخل قطاع غزة:*
تفاجئت دولة الإحتلال بتحالف المقاومة الفلسطينية عسكريا مع إيران وأذرعها فى المنطقة فى العديد من البلدان من عدة جهات وكان أبرزها مقاومة حزب الله اللبنانى والمقاومة فى العراق وفى اليمن، حيث قاموا بإطلاق العديد من الصواريخ المباشرة على دولة الإحتلال ، وكبدتها كل غال ونفيس، بعد أن أصابوهم إصابات كبيرة فى المدن والمنشآت العسكرية.
فعلى الرغم من إختلافنا مع إيران ومحورها وخاصة بعد الذى أحدثته فى سوريا من صراع طائفى،لكن الحقيقة كان هناك صمود وصدق للتحالف الإيرانى فى دعم وإسناد المقاومة بغزة، ولكن خلفهم ذلك العديد من الخسائر ،ودفع الثمن فى الأرواح و القيادات، حيث استطاع الموساد الإسرائيلى إغتيال الرئيس الإيرانى، وإغتيال قادة حماس"إسماعيل هنية والسنوار، وإغتيال قائد حزب الله حسن نصرالله ، ولكن ظلت راية أهل اليمن المتمثلة فى الحوثيين قوية وصامدة ولكن كان لهم الضربات العسكرية الحاسمة و الصادمة ،التى لم يستطع الكيان أن يصدها فى البحر وفى الجو وفى البر إلى الأن.
*فضح مجازر الإحتلال وإظهار إنتصارات المقاومة العسكرية فى وسائل الإعلام*
استطاع السلاح الإعلامى للمقاومة ومنصاتها فى فضح ممارسات الإحتلال وجرائمه بالقطاع فى جميع منصات التواصل الإجتماعى ووسائل الإعلام العالمية، حيث اعتمدوا على نشر إنتصارات المقاومة وخسائر الارواح التى أحدثوها فى صفوف جنود الإحتلال، ويخفيها الكيان على شعبه، حتى تمكنت المقاومة أن تخاطب الرأى العام الإسرائيلى، واستطاعت تهييج المعارضة وأهالي الأسرى الإسرائيليين على حكومة نتنياهو المتطرفة، وإحداث ضغط شعبى، أدى إلى انفجار تظاهرات و اعتصامات فى الميادين الإسرائيلية طالبت بوقف الحرب واستعادة الأسرى ووقف قتل ابنائهم الجنود على أيدى المقاومة، وطالبت بإنهاء الحرب.
*"استراتيجية المقاومة العسكرية* "
تبنت المقاومة إستراتيجية الحفاظ على النفس الطويل، وذلك بعدم إهدار كل ما لديها من قوة.
فعلى الرغم أن المقاومة لديها الكثير من الصواريخ والأسلحة وقوات كبيرة من الكوماندوز وقوات النخبة التى كانت تظهرها فى العروض العسكرية، إلا إننا لاحظنا أن المقاومة أوقفت إطلاق الكثير من الصواريخ، واعتمدت على عمليات الإستنزاف للعدو وآلياته من مسافات قريبة، ولم تخسر إلا القليل فى الأرواح من الشهداء، فتفاجئت دولة الإحتلال فى الأيام الاخيرة، بمضاعفة نشاط هذه القدرات العسكرية التى لم تكن موجودة، مع تجنيد الآلاف و الآلاف من المتطوعين، مع الإعتماد على صناعة عبوات متفجرة من القنابل الإسرائيلية التى لم تنفجر والتى كانت تقدر بالآلاف، مما يدل على أن حماس كان لديها خطة استراتيجية للصمود والنصر والإعتماد على القدرات الذاتية، مبنية على أن الحرب قد تطول لعدة سنوات ..فعلى الرغم من ظن دولة الإحتلال أن حماس وبقية المقاومة قد أنهكوا ولم يستطيعوا الإستمرار فى الحرب وأنهم تم القضاء عليهم وفقدوا السيطرة على الارض،إلا أن المقاومة فاجئت قوات الاحتلال فى هذه الأيام، بضربات قوية وشديدة وقاتلة فى جميع أنحاء الأراضى بقطاع غزة،وكبدتهم خسائر كبرى فى الأرواح والعتاد، ناهيك عن الهزائم النفسية التى اتقنته المقاومة، بعد ترويجهم فى وسائل الإعلام للخسائر الحقيقية الفادحة التى تخفيها قوات الإحتلال على الشعب الإسرائيلى،والتصريحات الكاذبة.
*دور مصر فى المفاوضات وضغطها على الحدود مع اسرائيل*
سعت الحكومة الإسرائيلية عدة مرات لتهجير الفلسطينيين نحو الحدود المصرية،وطالبت أبواق حكومة دولة الإحتلال أن تفتح مصر الحدود لأهل غزة وتوطينهم فيها، لجر مصر بعد ذلك فى حرب كبرى ، تخفى نواياهم فى إسترجاع سيناء لهم مرة أخرى، ولإنشاء قناة مائية تكون بديلة لقناة السويس وكان يطلق عليها "بون غوريون" ولم يتم هذا المشروع إلا بعد تهجير أهل غزة وإزالة القطاع بشكل كامل، ولكن مصر أدركت ذلك جيدا وخاصة بعد إحتلال إسرائيل محور فيلادلفيا ، فلذلك ظلت مصر تقيم مناورات عسكرية كبيرة واستعدادات حربية من جنود وعتاد على الحدود والإستعداد لأى قرار للحرب فى أى وقت ، بالإضافة إلى الحرب الدبلوماسية التى تخوضها مصر لحل الأزمة على مستوى العالم.
*"دور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الضغط على نتنياهو"*
سعى الرئيس الأمريكى المنتخب خلفا لجو بايدن "دونالد ترامب"، والذى لم ينصب بعد ،ويستعد العالم لحفل مراسم تنصيبه فى ٢٠ يناير القادم ،بالضغط على إسرائيل وحكومة نتنياهو المتطرفة التى تريد استمرار الحرب والتوسع فى حروب على عدة جبهات، توريط الولايات المتحدة فى عدة حروب، بقبول صفقة وقف إطلاق النار، وذلك من خلال مبعوثه، فلم يستطيع نتنياهو رفض أوامر ترامب.
*"لماذا أصر ترامب على وقف إطلاق النار؟*
فالعديد من الملفات والقضايا ينتظرها دونالد ترامب بعد تنصيبه فى الحكم :
-ومنها تنافس الصين على النفوذ الإمبريالى والعسكرى العالمى مع الولايات المتحدة، ومحاولتها ضم العديد من الدول لها ومنها "تايوان" والعديد من الجزر والبلدان المجاورة.
- قضية الحرب بين روسيا وأوكرانيا ونوايا روسيا التوسعية فى أوروبا.
- مواجهة إيران ومحورها القوى ومنها اليمن الذى تهدد إسرائيل والتحالف الدولى فى البحر الأحمر وكبدتهم خسائر كبيرة.
- أهداف إقتصادية أخرى قد أعلن عنها من قبل فى بلاده ومنها تدفق المهاجرين وتوفير النفقات والأموال الأمريكية المستهلكة والمساعدات فى الخارج ودفع المقابل لأمريكا مقابل الحماية والخدمات.
- بالإضافة إلى تصريحاته" نيته وسعيه لضم العديد من الدول ومنها دولة كندا و"جزيرة جرين لاند" والسيطرة على قناة بنما والمكسيك.
لذلك سعى ترامب لإنهاء العديد من المشاكل فى الشرق الأوسط وأهمها الحفاظ على أمن إسرائيل ،التى تتولاه وتتبناه الولايات المتحدة بشكل دائم،وخاصة بعد خسارة أسرائيل للحرب فى ميادين القتال على أيدى المقاومة بقطاع غزة ، بالإضافة إلى هزيمة اسرائيل على أيدى حلفاء إيران واذرعها الذين يحاربون عنها بالوكالة وكان أشدهم اليمن، الذين قصفوا وأصابوا الأهداف الحيوية والعسكرية داخل المدن الإسرائيلية بالصواريخ والمسيرات، وعجز الكيان الصهيونى عن صدها بقبابهم الحديدية، فلذلك أراد ترامب حل هذه المشاكل لكى يتفرغ للقضايا الكبرى التى ذكرناها سابقا، بعد تنصيبه فى الحكم،حيث لا يريد أى صداع يأتيه من الشرق الأوسط على حسب قوله .
كما أن الحراك الشعبى والعربى والعالمى، كان له أثر كبير فى الضغط على الحكومات والدول، للتعاطف مع القضية الفلسطينية، ومحاكمة جنود الإحتلال على جرائم الحرب التى ارتكبوها بغزة.
وفى النهاية انتصرت غزة وانتصر شعبها بدون رفع الراية البيضاء أو التنازل عن الأرض ، وهزم جيش الإحتلال، بفضل صوت أحرار العالم والمقاومة الباسلة ..فأثبت أهل غزة ما قاله القائد عمر المختار " نحن لا نستلم فإما تنتصر أو نموت"