ياسمين أحمد مجدي تحصد ذهبية الدوري العالمي للكاراتيه.. إنجاز مصري جديد

حققت المصرية ياسمين أحمد مجدي إنجازًا عالميًا جديدًا، بعد فوزها بالميدالية الذهبية في الدوري العالمي للشباب – الفجيرة 2025 في منافسات الكوميتيه فردي وزن -66 كجم للشابات. بهذا الإنجاز، تواصل ياسمين كتابة اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الكاراتيه المصري، مؤكدة تفوق مصر في هذه الرياضة على المستوى العالمي.

View this post on Instagram

A post shared by الفجيرة مباشر / Fujairah Live (@fuj_live)

بطولة صعبة ومنافسة شرسة

شهدت البطولة، التي أقيمت في مجمع زايد الرياضي بإمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مشاركة أكثر من 2300 لاعب ولاعبة من 87 دولة، مما جعل المنافسة في قمة قوتها. ورغم التحديات الكبيرة، أثبتت ياسمين تفوقها على منافساتها واحدة تلو الأخرى، حتى توجت بالميدالية الذهبية.

لكن الطريق إلى الذهب لم يكن مفروشًا بالورود، حيث كشفت ياسمين أن أصعب لحظة واجهتها في البطولة كانت بداية أول مباراة، حيث كان عليها أن تدخل في أجواء المنافسة سريعًا دون أي مجال لإهدار الوقت في وقت كانت ما تزال تستوعب الأجواء المحيطة. كما أوضحت أن المواجهة الأكثر خطورة كانت أمام بطلة أوكرانيا، التي تقدمت عليها بثلاث نِقَاط في بداية المباراة، قبل أن تتمكن من قلب النتيجة لصالحها والفوز (6-3).

تحدثت ياسمين عن مستوى البطولة مقارنة بالنسخ السابقة، مؤكدة أنها كانت قوية للغاية، خاصة مع مشاركة أهم المصنفات عالميًا، مثل المصنفة الأولى والثانية والرابعة. وأضافت أن هذه النسخة تميزت بالتنظيم الجيد، وتوفير وسائل النقل والتواصل المريحة، إلى جانب الالتزام الصارم بمواعيد المنافسات، رغم العدد الكبير من المشاركين.

تفوق عربي في البطولة

لم يكن الإنجاز المصري الوحيد في البطولة، فقد حقق اللاعبون العرب 18 ميدالية متنوعة خلال أول يومين، منها ذهبيتان، و3 فضيات، و13 برونزية. إلى جانب ذهبية ياسمين، حصد السعودي عبدالله القحطاني الذهبية الثانية في منافسات الكوميتيه وزن +76 كجم للشباب.

أما على صعيد الفضيات، فقد أحرزت المصرية رؤى محمد فضية وزن +66 كجم شابات، وزميلها محمد صلاح الدين في وزن +76 كجم للشباب، إلى جانب السعودي سلطان القحطاني الذي نال فضية الكوميتيه تحت 21 عامًا وزن -60 كجم.

وشملت قائمة المتوجين بالبرونز عدة أبطال عرب، منهم المصري علي ضاحي (برونزية الكاتا شباب)، وكنزي زيدان وكنزي عبدالرحيم (وزن -53 كجم كوميتيه شابات)، بالإضافة إلى مريم طنطاوي (وزن -66 كجم كوميتيه)، وملك البربري (وزن +66 كجم شابات). كما توج بالبرونز الأردني هاني رشيد، الكويتي عبدالهادي العجمي، التونسي محمد رحيمي، ومواطنته مريم التايب، بالإضافة إلى السعوديين عبدالعزيز السيف، أنس الزهراني، والمصري أشرف المنياوي، والليبي نوري عبدالسلام.

إعداد شاق وطموحات كبيرة

تحدثت ياسمين عن استعداداتها لهذه البطولة، مشيرة إلى أنها كثفت تدريباتها اليومية، وأحيانًا كانت تتدرب مرتين في اليوم، مع اتباع نظام غذائي صارم لتعزيز لياقتها البدنية وقوة عضلاتها. كما اعتمدت على تمارين التحمل والسرعة وتمارين التنفس لتحسين أدائها.

وفي خطوة غير تقليدية، كشفت ياسمين أنها استعانت بالذكاء الاصطناعي لوضع برنامج تدريبي يساعدها في التغلب على بعض الإصابات وتقوية لياقتها البدنية، ووصفت التجربة بأنها مفيدة للغاية.

أما عن أكبر التحديات التي واجهتها خلال فترة الإعداد، فقد كان التوفيق بين التدريبات المكثفة ودراستها، خاصة أنها طالبة في الثانوية العامة. لكنها نجحت في التغلب على ذلك من خلال تنظيم الوقت، وبفضل تفهم مدرسيها الذين دعموها وساعدوها على متابعة دروسها وإعداد جدول دراسي مرن.

وعلى المستوى النفسي، أكدت أنها كانت تحاول الابتعاد عن أي ضغوط والتفكير بإيجابية، إلى جانب الاهتمام بالجانب الروحاني، كما تلقت دعمًا كبيرًا من مدربيها وأفراد أسرتها، الذين لعبوا دورًا مهمًا في توفير الدعم النفسي والتشجيع المستمر.

مستقبل واعد وأحلام أولمبية

بعد هذا التتويج، تضع ياسمين تركيزها الكامل على البطولات القادمة، وتسعى إلى ترسيخ مكانتها في المنتخب الوطني. وعند سؤالها عن طموحاتها المستقبلية، أكدت أنها تحلم بالمشاركة في الأولمبياد وبطولات العالم للكبار، وهو الحلم الذي تسعى لتحقيقه بكل قوة.

أما على المدى البعيد، فإن حلمها الأكبر هو تأسيس مدينة رياضية متكاملة لدعم الرياضيين في مختلف المراحل، سواء خلال مسيرتهم أو حتى بعد اعتزالهم، مع تقديم الدعم الطبي والنفسي لهم.

وعندما سُئلت عن مثلها الأعلى في الرياضة، أشارت إلى البطلة المصرية فريال أشرف، وزميلها يوسف عماد، مؤكدة أنها استلهمت منهما الإصرار والمثابرة وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات.

الرياضة العربية والكاراتيه في المستقبل

ترى ياسمين أن هناك تطورًا ملحوظًا في مستوى اللاعبين العرب في الكاراتيه، وذلك بفضل الدعم المتزايد من الاتحادات العربية، ولكنها تؤكد أن هناك حاجة لمزيد من الدعم، سواء النفسي عبر توفير متخصصين في الصحة النفسية والطب الرياضي، أو المادي عبر زيادة تمويل الرياضة وتغطية تكاليف السفر والمنافسات.

لحظات الفخر والتأثير الجماهيري

عند عودتها إلى مصر، استقبلتها عائلتها وأصدقاؤها بالورود والهدايا، وكان رد فعلهم مليئًا بالفرحة والفخر. وقالت ياسمين إن أكثر ما أسعدها هو رؤية الفخر في عيون أسرتها بعد تتويجها بهذه الميدالية الذهبية.

كما أكدت أنها تحاول دائمًا تحقيق التوازن بين حياتها الشخصية والرياضية، بفضل دعم أهلها وتنظيم وقتها، فهي تحرص على أن تعيش حياة متوازنة بين الدراسة، التدريبات، والاستمتاع بوقتها.

رسالة إلى الأجيال القادمة

وجهت ياسمين رسالة إلى الفتيات الصغيرات اللواتي يحلمن باحتراف الكاراتيه، قائلة:

"الصبر وعدم الاستسلام هو مفتاح النجاح. ستواجهين لحظات صعبة وشعور بالرغبة في التوقف، لكن البطل الحقيقي هو من يواصل حتى النهاية، مهما كانت التحديات. حتى لو لم يحالفك الحظ في بعض البطولات، استمري في العمل الجاد حتى تحققي أحلامك."

كما أكدت أنها تحرص على نقل خبراتها إلى الجيل القادم، من خلال دعم إخوتها الصغار وزملائها في النادي، ومساعدتهم في تطوير مهاراتهم.

رحلة نجاح مستمرة

عندما طُلب منها وصف رحلتها مع الكاراتيه في جملة واحدة، أجابت:

"رحلة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنها أيضًا غنية بلحظات الفخر والسعادة، وبفضلها تعرفت على أقرب الأصدقاء."

بهذا الإنجاز، تثبت ياسمين أحمد مجدي أنها ليست مجرد بطلة عابرة، بل مشروع نجمة عالمية في الكاراتيه، في طريقها نحو تحقيق إنجازات أكبر، وتمثيل مصر بأفضل صورة على الساحة الدولية.

 

ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي ياسمين أحمد مجدي