في الذكرى (61) لأنطلاق أول إذاعة للقرآن الكريم في العالم لتنير الدنيا.. ولتظل ذكراها لصيقة بأسم الزعيم جمال عبدالناصر’ !!


في الخامس والعشرين من شهر مارس عام ١٩٦٤ تقدم الدكتور :عبد القادر حاتم وزير الإرشاد القومي , إلي الرئيس جمال عبدالناصر بمقترح لإنشاء إذاعة للقرآن الكريم، على اثر قيام المجرمون في الغرب الحاقد، بطباعة مقربة ال ٦٠ ألف نسخة محرفة من القرآن الكريم ، وقاموا بتوزيعها في البلاد الإسلامية الفقيرة, (كما فعلت امريكا في ٢٠٠٧ بطبع نسخة فرقان الحق التي تم توزيعها في دول الخليج واختصر بحذف كل آيات الجهاد في القرآن ، واليوم ينشرون للدعوة المجرمة تحت مسمي الدين الإبراهيمي)، وكانت تجربة اطلاق شبكة القرآن الكريم بإذاعة جمهورية مصر العربية، تحمل دلالات وأبعادًا كبير في هذا الميدان الإعلامي، لإنها تعتبر السابقة الأولى في هذا النوع من الرسالة الإعلامية في العالم، وهي الإذاعة الأقدم على الإطلاق بين إذاعات القرآن الكريم، والإذاعات الدينية بشكل عام، كما أنها تكشف عن الدور الحضاري والثقافي لمصر في محيطها العربي والإسلامي, فبعد اكتشاف المخطط الغربي الخبيث, من نشر النسخة محرفة من المصحف الشريف، فقد اشتملت هذه الطبعة على رفع كلمة من مكانها ووضعها في مكان آخر، في سورة آل عمران, في قوله تعالى «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85}»(سورة آل عمران). فنقلوا كلمة ( غير ) من موضعها إلى موضع آخر فكانت ( ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من غير الخاسرين ) ولم يزيدوا أكثر من ذلك حتى لا تنكشف سوءاتهم ويظن الناس أنها مجرد غلطة مطبعية غير مقصودة وتمر مرور الكرام, وهو دليل انهم صبورين جدا في تنفيذ مخططاتهم وعلى مهل وغير متعجلين ليصلوا إلى هدفهم, فانتفضت وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف, واستقرت الآراء على تسجيل القرآن مرتلا برواية حفص عن عاصم اقرب القراءات وأكثرها شهرة وبصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري رحمة الله، وتم التسجيل على أسطوانات أنتجتها شركة الفنان محمد فوزي رحمة الله , لتوزع النسخ على جموع المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، والمراكز الإسلامية في العالم، ويحسب لمصر وهيئاتها الإسلامية ووزارة الثقافة والإرشاد القومي ولشخص الزعيم الرئيس جمال عبد الناصر, أن يكون هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول أن كان اول جمع كتابي له في عهد خليفة رسول الله - ﷺ - أبي بكر الصديق. ،
لكن فكرة طبع القرآن الكريم على الاسطوانات وتوزيعها, مع الوقت تبين أنها وسيلة غير فعالة, نظرًا لعجز الدول الإسلامية في ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبي, فاستقر الرأي أن يقوم الدكتور عبد القادر حاتم بتخصيص موجتين من موجات الإذاعة، أحدها قصيرة والأخرى متوسطة الإذاعة المصحف المرتل بعد أن سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
فقام الوزير عبد القادر حاتم بدوره بنقل الرؤية الي الزعيم ’جمال عبدالناصر’ ليوافق فوراً ويصدر تعليماته بإنشاء أول إذاعة للقرآن الكريم في العالم, ليبدأ إرسال (إذاعة القرآن الكريم من القاهرة), في الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء الموافق 25 مارس لسنة 1964م - 11 من ذي القعدة سنة 1383هـ ، بمدة إرسال تصل قدرها إلى 14 ساعة كاملة يوميًّا, تبدأ من الساعة السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً على موجتين: إحداهما قصيرة وطولها 30.75 ك.هـ والأخرى متوسطة طولها 259.8 ك.هـ؛ لتكون أول صوت يقدم القرآن كاملًا بتسلسل السور والآيات كما نزل بها أمين الوحي جبريل «عليه السلام» على قلب سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
ليصل إرسالها إلى الملايين من المسلمين في الدول العربية والإسلامية في آسيا وشمال أفريقيا، حيث كان الراديو الترانزيستور وسيلة لالتقاط إرسالها بسهولة.
وتوالى إنشاء عدة إذاعات للقرآن الكريم في داخل العالم العربي، وخارجه, وصدق الله العظيم القائل )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .(
ولتكون منارة للعلم الوسطي وصوت ينير قلوب العباد في مشارق الدنيا ومغاربها ، لتظل مصر هي حامية الإسلام سلماً وحرباً على مر الزمان ، فكما شرفها الله تعالى بأن تكون صمام الأمان والاستقرار للأمة الإسلامية, وبها كسر الله همجية التتار ورعونة الصليبيين واليوم غطرسة الصهاينة، فكانت إذاعة القرآن الكريم بعلومها الشرعية, صوت الدعوة الوسطية والاعتدال الاسمى في نشر دين الله تعالى ، دون إفراط أو تفريط ، أو زيغ او شطط . وتكون ايضا بجامعتها وازهرها قبلة طلاب العلم الشرعي, من كل بقاع الدنيا
رحم الله الزعيم جمال عبدالناصر الذي كرهة من كان حجر عثرة في طريق أهواءهم وأطماعهم, المنتفعين من أصحاب المصالح الشخصية, الحالمين بالملك , من أجل المطامع وليس من أجل الدعوة واقامة شرع الله كما كانوا يدعون، وأي دعوة وكان أول قرش يدفع لهؤلاء من جيب الاحتلال الإنجليزي, الذي أنشأهم لاستخدامهم أداة في يدة يضرب بها استقرار وأمان البلاد، وكانوا فخر صنعتة العفنة كما كانت داعش فخر الصنعة الأمريكية, وصدق الله القائل «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»(سورة الحجر) فقد سبب الله الأسباب, وخص الله مصر وحدها لتفخر بحفظ كتاب الله تعالى .