روسيا تملأ الفراغ الفرنسي في أفريقيا بعد انسحاب دول افريقيه من الفرنكوفونية

جاء انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر، من المنظمة الدولية للفرنكوفونية في مارس الماضي، كخطوة جديدة في مسار ابتعاد دول الساحل عن النفوذ الفرنسي،
مدفوعةً باعتبارات سيادية ورفضًا لما اعتبروه ازدواجية معايير من قبل المنظمة الفرنكو فونيه، لاسيما بعد مواقفها من الانقلابات العسكرية الأخيرة.
وتُتهم المنظمة الفرنكوفونيه ،بأنها أداة فرنسية غير مباشرة، بحكم تمويل باريس لها واستضافتها لمقرها ومؤسساتها، فضلًا عن غموض دورها السياسي في ظل متغيرات إقليمية ودولية عميقة، وذلك حسب دراسة لمركز "فاروس للدراسات الإفريقية".
وهذا الانسحاب ترافق مع تصعيد رمزي ضد الثقافة الفرنسية، مثل تغيير أسماء شوارع في باماكو وإلغاء الفرنسية كلغة رسمية في مالي، وأيضًا انسحاب الدول الثلاث من الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (ECOWAS) المتهمة بالخضوع للإرادة الفرنسية.
في المقابل، شهدت موسكو زيارة رسمية لوزراء خارجية الدول الثلاث، مما يعكس التوجه نحو تحالف استراتيجي جديد مع روسيا.
وقد أعلنت موسكو ،دعمها الكامل لتحالف دول الساحل (AES)، عبر تعزيز التعاون الأمني والعسكري، وتقديم الدعم اللوجستي والتدريب، إضافة إلى التوسع في استثمارات التعدين، خاصة في الذهب واليورانيوم.
بالاضافه الى ذلك ، تسعى روسيا من خلال هذا التقارب إلى ترسيخ حضورها في المنطقة، على حساب النفوذ الفرنسي، في إطار إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية في أفريقيا.
وهو ما يعكس تحوّلًا كبيرًا في خارطة التحالفات، وسط تصاعد التنافس الدولي في منطقة الساحل، التي أصبحت ساحة مركزية لصراع المصالح بين القوى الكبرى.