السبت 26 أبريل 2025 01:13 مـ 27 شوال 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

ثقافة

مسجد سيدي أبو مندور عبق تاريخي وتراث إسلامي

مسجدي سيدي أبو مندور
مسجدي سيدي أبو مندور

إيهاب حبلص

يُعد مسجد سيدي أبو مندور مكانًا ذو أهمية دينية وتاريخية كبيرة حيث أنه له تاريخاً عميقاً وجمالاً معمارياً فريداً و يُعتبر المسجد شاهدًا حيًا على تاريخ مدينة رشيد وعراقتها , بالإضافة إلى ذلك، يُعد المسجد ومحيطه منطقة جذب سياحي هام ،و يُمثل نموذجًا حيًا للتراث الإسلامي والعمراني في مصر. كما يعكس عظمة العمارة العثمانية وأهميته الدينية، بينما تحافظ المنطقة المحيطة به على طابعها التاريخي الأصيل و يتوافد الزوار للأستمتاع بجمال المسجد وتصميمه المعماري الفريد، كما انه يتميز بطبيعة خلابة حيث انه يحاط بالتل وإطلالته على نهر النيل ,

تاريخ المسجد

يعود تأسيس المسجد إلى العارف بالله سيدي محمد أبو مندور، الذي لقب بـ "أبو النضر" لقوة بصره. ينتسب سيدي أبو مندور إلى الإمام محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قدم إلى رشيد عام 991 ميلاديًا، وأقام في المنطقة لمدة 11 عامًا، أسس خلالها المسجد ليكون مركزًا لتعليم الدين ونشر تعاليمه. توفي سيدي أبو مندور عام 1002 ميلاديًا ودُفن في ضريح داخل المسجد وفى عهد الخديو عباس حلمي الثاني جدد هذا العبق التاريخي والدينى عام 1321 , وفى عام 1987 سجلت وزارة الاثار مسجد أبو مندور ضمن المساجد الأثرية التابعة للهيئة العامة للاثار الاسلامية .

اقرأ أيضاً

التصميم المعماري

يتميز مسجد أبو مندور بتصميمه المعماري العثماني الفريد الذي يعكس عظمة الفن الإسلامي و يتكون المسجد من ساحة مربعة مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين من الأعمدة الرخامية التي تحمل عقودًا مدببة يعلو هذه الأروقة سقف خشبي مزخرف و يتوسط جدار القبلة محراب معقود بعقد مدبب يرتكز على عمودين من الرخام بتيجان مقرنصة

كما تبرز المئذنة العثمانية للمسجد كواحدة من أبرز سماته المعمارية، فهي الوحيدة في رشيد التي تحمل هذا الطراز وتتميز بقاعدة مربعة يعلوها طابق مثمن مزخرف بالمقرنصات، وينتهي بقمة مدببة ,

جهود الحفاظ والترميم

تحظى منطقة مسجد سيدي أبو مندور باهتمام كبير من قبل وزارة السياحة والآثار، حيث يتم تنفيذ أعمال ترميم وصيانة دورية للحفاظ على هذا الإرث التاريخي , وتأتي هذه الجهود في إطار المشروع القومي لتطوير مدينة رشيد وإبرازها كوجهة سياحية وثقافية متميزة, كما يبقى مسجد سيدي أبو مندور في مدينة رشيد رمزأ شامخاً وعبق تاريخاً وجمالاً معمارياً عبر العصور ويستمر فى استقبال الزوار والباحثين الروحانيين ليظل شاهداً على عظمة الحضارة المصرية القديمة .

مسجد سيدي أبو مندور عبق تاريخي وتراث إسلامي