ترحيب إسرائيلي بدعوة وزير سوداني بلاده للتطبيع مع تل أبيب
استقبلت الدوائر السياسية في تل أبيب باستغراب ممزوج بالترقب والترحيب، التصريحات التي دعا خلالها وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، إلى إقامة علاقات بين بلاده وإسرائيل وتطبيع العلاقات الثنائية بينهما.
وصفت صحيفة "هآرتس" التصريحات بـ"غير عادية" بالنسبة لوزير كبير في الحكومة السودانية، وأشارت إلى أن اللافت فى هذه التصريحات الخاصة والهامة أنها تأتي في الوقت الذي لا تعترف فيه السودان بإسرائيل ولا تقيم علاقات دبلوماسية معها.
وقال التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له، إن السؤال المركزي في تصريحات المهدي، هل تعتبر بداية لبناء علاقات وثيقة أو سعي نحو إقرار سلام إسرائيلي - سوداني أم أنها مجرد تصريحات من مسئول رفيع تعبر عن زلة لسان؟
وأشار التقرير إلى أن الإجابة عن هذا التساؤل ستظهر خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الحكومة السودانية وكما هو متوقع لن تصمت كثيرا على هذه التصريحات وستسع بالتأكيد للرد عليها.
وكان وزير الاستثمار السوداني، صرح بأنه لا يرى مانعاً من التطبيع مع إسرائيل، لافتاً إلى أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم، وأنهم "بحفروا" للسودانيين في دول الخليج، مشيراً إلى أن أي مؤسسة يكون مديرها فلسطينياً "يحفر" للسودانيين العاملين تحت إمرته، وقال إن القضية الفلسطينية "أخرت العالم العربي جداً"، واستغلتها بعض الأنظمة العربية ذريعة وتاجرت بها.
وأضاف الفاضل لدى حديثه في صالون برنامج "حال البلد" في قناة "سودانية 24"، مساء الأحد، أنه ينظر للتطبيع مع إسرائيل بتحقيق مصالح السودان، وتابع "لا توجد مشكلة في التطبيع، والفلسطينيون طبّعوا مع إسرائيل حتى حركة حماس"، مشيراً إلى أن التعامل مع القضية الفلسطينية يتم بالعاطفة.
وتابع: "يتلقى الفلسطينيون أموالا ضريبية من إسرائيل والكهرباء منها أيضا، كما يجلس الفلسطينيون مع إسرائيل ويتحدثون عنها، مع العلم أن لديهم نزاعات لكنهم يجلسون سويا".
وأشار الفاضل إلى "أن إسرائيل دولة بها نظام ديمقراطي فيه شفافية وتتم فيها محاكمة المسؤولين وزجهم في السجون".