المثقفون الليبيون يصدرون بيانًا ضد الهجوم على حرية الإبداع
- أحمد صوانأصدر المثقفون الليبيون بيانًا أدانوا فيه ما وصفوه بـ" الهجمات الظلامية التى تتعرض لها حرية الإبداع فى ليبيا من قبل بعض المتطرفين ودعاة الانغلاق"، وطالبوا بالتصدى لهذه الهجمات الشرسة؛ ووقع على البيان عشرات المثقفين من ليبيا والدول العربية
وجاء في البيان "طالعتنا صفحات التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون ووسائل الإعلام، الأيام القليلة الماضية، بهجوم غير مسبوق على الكتاب والأدباء مثّل شكلا عنيفا من أشكال الوصاية على الفكر والإبداع.
فقد أدى نشر كتاب، يعد إنجازا متميزا ومهما في الحركة الثقافية الوطنية الليبية، هو كتاب "شمس على نوافذ مغلقة" ضم كتابات شباب ليبيين في مجالات الشعر والقصة والرواية كتبت بعد سنة 2011 إلى حالة من الاعتراض والغضب، وجرى التشهير بأسماء كاتبات صاحبات نصوص في الكتاب، ومحرري الكتاب كما تم اتهام كاتب رواية "كاشان" بتهم متفرقة وصلت لحد تكفيره، بل بلغ الأمر حد التهديد والتحقيق مع البعض منهم، ووسط انتقاد عنيف على كل المستويات الرسمية والشعبية. بل تعدى الأمر ذلك، إلى المطالبة بمحاكمة أصحاب النصوص المنشورة في الكتاب ووصفهم بالعمالة والمطالبة بإنزال أشد العقوبات عليهم، وآخر هذه التطوّرات الخطيرة، هو إقدام مجموعة مسلّحة على إغلاق دار حسن الفقيه حسن التاريخية التي شهدت حفل التوقيع على كتاب "شمس على نوافذ مغلقة)
وكما أنه من حق الجميع تكوين الرأي حول ما ورد في هذا النص، والنقاش حوله، إلا أن الأمر قد جاوز الاعتراض الهادىء الرصين واختلاف الرؤى والأفكار، واتخاذ ما من شأنه نزع فتيل العنف وتهدئة الرأي العام، وهو ظاهرة صحية ومطلوبة وحق مكفول، ليتخذ وجهة خطيرة تهدد مصائر هؤلاء الكتاب ومن تضامن معهم ويطال التهديد أسرهم فيما يعتبر إرهابا فكريا، ، يتعرض له الكتاب الليبيون بمباركة أو صمت وتجاهل كثير من المؤسسات الرسمية، حيث أصدرت بعض هذه الجهات بيانات تدين أولئك الكتاب أو تشجع على استهدافهم. في حين كان يمكن لها اللجوء للطرق المعتادة والمتعارف عليها قانونا في مثل هذه الحالات كشطب الألفاظ التي قد تخدش الحياء العام، وأن يُتخذ ما يمكن أن يشكل حماية للكتاب ومحرري الكتاب.
وفي ظل ماتمر به ليبيا من فقدان الأمن وانتشار الميليشيات المسلحة تصبح مثل تلك التهديدات ذات خطورة ماثلة تستلزم الوقوف ضدها من قبل كل من يتخذ موقفا مبدئيا لصالح حرية الفكر والإبداع ويعارض الإرهاب الفكري. لذا يندد الموقعون على هذا البيان بهذه الحملة الضارية ويدينونها ويطالبون بإيقافها العلني والفعلي، كما يطالبون الجهات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة والسلطات القائمة تحمل المسؤولية في حماية الكُتاب والمحررين ودار النشر والمنظمين لحفلات التوقيع. كذلك على هذه الجهات تَحمُّل مسؤوليتها كاملة إزاء ما قد يحدث من ضرر لهم. كما عليها أن تضع حدا لإغلاق المراكز الثقافية وتكميم الأفواه وهي المسؤولة على حرية الفكر والنشر والإبداع وحماية الكتاب والمبدعين".