الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:32 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

عرب و عالم

«الجارديان» تفضح العالم السري لغرف التعذيب بالموقع الأسود لـ«السي أى إيه»

عاودت صحيفة "الجارديان" البريطانية تسليط الضوء على قضية التعذيب داخل السجون الأمريكية، والتى تم الكشف عنها فى وثائق تم التعتيم عليها منذ فترة طويلة من السلطات الامريكية ،واضطرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون والسى أى إيه" إلى إزاحة السرية عنها.

وفى تحقيق موسع نشرته الصحيفة تحت عنوان "داخل غرفة التعذيب بالموقع الأسود للسى أى إيه"، قالت إنه فى أحد تلك السجون كان هناك 20 زنزانة كل منها عبارة عن صندوق أسمنتى. فى 16 منها كان السجناء مقيدون بحلقة معدنية فى الحائط. والأربعة زنازين الأخرى كانت مصممة للحرمان من النوم فيها ووقف السجناء مقيدين من الرسغ بحاجز فوق رؤوسهم.

وكان هؤلاء فى الزنازين العادية لديهم دلو من البلاستيك، بينما هؤلاء فى غرف الحرمان من النوم كانوا يرتدون حفاضات، وعندما لا تكون الحفاضات متاحة، يقوم السجناء باستخدم بديل "الشريط اللاصق" أو كان يتم تقييد السجناء عراة فى زنازينهم. ولم تكن الزنزانة مدفأة قاتمة ليلا ونهارا، مع وجود موسيقى طوال الوقت.

وفى يناير 2003 قال جون بروس جيسون لمحقق السى أى إيه أن الجو جيد جدا، عقب استجوابه سجينا يدعى جول عبد الرحمن فى المنشأة، وجيسون هو واحد من طبيبين نفسيين صمما برنامج تعذيب السى أى إيه الذى عرف باسم "أساليب الاستجواب" وأمضى 10 أيام فى السجن السرى الموجود قرب كابول فى نوفمبر 2002. وبعد خمسة أيام من مغادرته عثر على عبد الرحمن، متوفيا داخل زنزانته جراء انخفاض درجة حرارة الجسم.

وفى أغسطس الماضى، توصلت عائلة عبد الرحمن وسجينين آخرين نجيا من هذا الموقع الأسود إلى تسوية مع المحكمة فى قضيتهم ضد الطبيبين جيسون وجيمس مايكل. ورغم أنهما تجنبا محاكمة كانت لتكشف ما وقع فى السجن، إلا أن أغلب ما تمنى المدعون أن يتم الكشف عنه يمكن العثور عليه فى 274 وثيقة أجبر البنتاجون والسى أى إيه على كشف السرية عنها ونشرها قبل المحاكمة.

والجدير بالذكر أن الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية قام برفع دعوى قضائية ضد وكالة ‏الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى أى إيه" نيابة عن عدد من السجناء السابقين فى سجون "سى أى إيه" كشفوا عن تفاصيل جديدة تخص برنامجا للاستجواب يستخدم أساليب تعتبر وسائل تعذيب .

الطبيبين النفسيين، جون بروس جيسين وجيمس ‏ميتشل، هما المدعى عليهما فى الدعوى القضائية الوحيدة التى قد تشمل أشخاصا سببوا الأذى للسجناء ‏والتى رفعت أمام المحكمة الفدرالية بمقاطعة سبوكان فى واشنطن، وقد وصفت سى أى ايه الطبيبين بأنهما ‏مهندسى برنامج الاستجواب ذلك، وهو وصف يعارضانه.‏‎

وتضمن برنامج الاستجواب أساليب عنيفة منها الحرمان من النوم والتكبيل لساعات فى أوضاع مرهقة ‏والإغراق إلى حد الاختناق.‏‎

وأكد جيسين الذى عمل بجهاز الاستخبارات الأمريكى لمدة 15 عامًا، أنه وزميله، جيمس ميتشل، كانا ‏كارهين لاستخدام تلك الأساليب القاسية إلا أنه برر استخدام تلك الممارسات لفاعليتها فى الحصول على ‏معلومات من المعتقلين الذين يمتنعون عن الإدلاء بمعلومات.‏

وقال الطبيبان أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، كانت هى المسيطرة على برنامج الاستجوابات، وأكدا صعوبة محاكمة مسئولى الجهاز الاستخباراتى لما يتمتعوا به من حصانة حكومية.

وفى عام 2014، أدان تقرير أصدرته لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكى أساليب ‏استجواب الـ"سى أى إيه" ووصفها بالقاسية وغير الفعالة فى توفير معلومات استخباراتية فريدة.‏

وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإعادة إحياء أساليب التعذيب بما فيها ‏الإغراق إلى حد الاختناق على الرغم من تراجعه عن ذلك لاحقا.‏

 

 

السى اى ايه الجارديان السجون الامريكية التعذيب الاتحاد الامريكى دعوى قضائية المحكمة الفيدرالية