السيسي يبدأ قمة رئاسية خامسة مع قبرص واليونان.. والاقتصاد في صدارة المباحثات

للمرة الخامسة منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم عام 2014، تُعقد اليوم قمة مشتركة تضم السيسي ورئيسي دولتي قبرص واليونان، لبحث آفاق التعاون المشترك والقضايا الإقليمية على مستوى دول البحر المتوسط، بالإضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي وعلى رأسها ملف الطاقة.

 وكشف البحر المتوسط خلال السنوات الماضية عن ثروات هائلة من الغاز الطبيعي جعلت من عملية ترسيم الحدود البحرية بين الدول المطلة عليه أمرًا هامًا منعًا للنزاع على الثروات الدفينة، واكتشفت شركة إيني الإيطالية خلال 2015 حقل غاز ضخم قبالة السواحل المصرية من المقرر أن يمكن مصر من الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي خلال العام المقبل وفقًا لتصريحات الحكومة .

وكان الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، أكد أن الإنتاج في حقل ظهر للغاز سيتم قبل نهاية 2017، بينما قال وزير البترول طارق الملا في تصريحات سابقة، إن مصر تتوقع ارتفاع إنتاجها من الغاز الطبيعي مليار قدم مكعبة يوميا ليصل إلى 6.2 مليار قدم مكعبة يوميا نهاية السنة المالية الجارية 2017-2018.

وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الاهتمام بقبرص واليونان تعاظم في الفترة الماضية وكانت نقطة الانطلاق عقب ثورة يونيو 2013، موضحًا أن الدولتين كانتا من الدول الداعمة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي عقب ثورة يونيو، خاصة بعدما أثير عن مشكلات حول حقوق الإنسان وسوء الفهم الأوروبي عن الأوضاع في مصر .

 وتابع المتحدث باسم الرئاسة في تصريحات تلفزيونية "تم تدشين الآلية الثلاثية بين الدول الثلاث وهي تجربة رائدة تعمق العلاقات المتبادلة وتفتح المجال لاستكشاف مزيد من آفاق التعاون"، مؤكدًا أن التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث آخذ في التنامي، ومن المقرر أن يتم افتتاح منتدى رجال الأعمال المصري القبرصي خلال الزيارة .

وأوضح أن الجانب القبرصي أعلن رغبته في زيادة التعاون مع مصر في مجالات النقل البحري والشحن ونقل الركاب والسياحة والبواخر، كما تسعى لتدشين خط ملاحي ثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، لافتًا إلى أنه من المقرر توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا والصحة خلال الزيارة التي تستمر لمدة يومين .

وأشار راضي إلى أن ملف الطاقة يأتي على رأس الملفات التي ستشهد مباحثات خلال القمة الرئاسية المنتظرة، في ظل تنامي اكتشافات الغاز في البحر المتوسط، منوهًا إلى أن مصر وقعت اتفاقية مع قبرص لاستيراد الغاز في 2014 للتغلب على أزمة الطاقة.

 ويرافق السيسي، خلال زيارته، وفد وزاري مكون من المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، وطارق الملا، وزير البترول، وسامح شكري، وزير الخارجية؛ ومن المقرر أن يلقي السيسي خطابا مهما أمام البرلمان القبرصي، ويعقد عدة لقاءات مع كبار المسئولين ورئيس البرلمان.

ومن المقرر أن تبحث القمة سبل دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين القاهرة وأثينا ونيقوسيا، بالإضافة إلى التشاور وتبادل التقييم فيما بينها حول مختلف القضايا والتحديات المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، بجانب إزالة أي معوقات بيروقراطية تعترض تنفيذ المشروعات المتفق عليها بين البلدان الثلاث، خاصة التعاون في مجال الطاقة والاستفادة من الاحتياطات الضخمة الموجودة في مصر وقبرص، التي يمكن أن تسهم في تلبية الاحتياجات الأوروبية من الطاقة مستقبلا.

 ويرى مراقبون العلاقات المصرية القبرصية اليونانية في أفضل حالاتها بعد تكوين غير معلن لحلف سياسي لدول شرق المتوسط، استفادت منه مصر على المستويين الاقتصادي والسياسي، فعلى المستوى الاقتصادي استطاعت مصر من خلال ترسيم الحدود البحرية مع قبرص التنقيب في المياه الاقتصادية الإقليمية، ما نتج عنه اكتشاف شركة إيني الايطالية لحقل ظهر للغاز الطبيعي، فضلا عن استفادة سياسية لمصر في علاقاتها مع قبرص واستخدامها كأداة ضغط على الجانب التركي في بعض الأحيان، حيث تحتل تركيا بعض الجزر القبرصية ومطار نيقوسيا، ويخلق التقارب المصري القبرصي حالة من الاستفزاز السياسي لدى الجانب التركي.

ولا تقل العلاقات المصرية اليونانية في إيجابياتها عن العلاقات القبرصية، حيث تسعى مصر لإعادة ترسيم الحدود البحرية مع اليونان في منطقة شرق البحر المتوسط، حتى تتمكن من التنقيب عن مصادر الطاقة.