زيادة المصروفات وتشريد الطلاب وتفشي الأمراض.. المدارس الدولية "صداع" في رأس التعليم

توالت أزمات المدارس الدولية التى تستوعب نحو ١٥٪ من أعداد الطلاب فى مراحل التعليم ما قبل الجامعي، ويبلغ عددها نحو ٦ آلاف مدرسة، خلال الفترات الماضية، لتدخل في صراعات وأزمات متعددة مع أولياء الأمور تارة ووزارة التربية والتعليم تارة أخرى.

 

وتصاعدت حدة تلك الأزمات عقب القرارات الاقتصادية التى صدرت العام الماضى، بزيادة المصروفات الدراسية، حيث سعى أصحاب هذه المدارس، إلى مضاعفة أرباحهم، بالمخالفة للقانون.

 

وبدأ الصراع بين الطرفين عندما حاول أصحاب المدارس زيادة المصروفات بنسبة تتجاوز ١٧٪، وتحميل فاتورة التكاليف، التى زادت فى الكتب والمواد التعليمية، على كاهل أولياء الأمور.

 

وفى السنوات الأخيرة تحولت المدارس الخاصة والدولية إلى إمبراطوريات، لا يستطيع وزراء التعليم المتعاقبون الاقتراب منها.

 

المصروفات الدراسية:

وكانت وزارة التربية والتعليم، حددت نسب الزيادة للمدارس الدولية، بحيث لا تزيد على ٧٪ سنويًا بالنسبة للطلاب المستجدين وغير المستجدين، على أن تزاد بنسبة ٧٪ أخرى للعام الدراسي ٢٠١٧ ٢٠١٨ فقط ولمرة واحدة، ما يعنى وصول نسبة الزيادة لـ١٤٪ فى العام الدراسى الجاري.

 

أما المدارس الخاصة، فتتراوح نسب الزيادة بين ٥٪ و١١٪، وينص قرار الوزارة على زيادة رسوم تعليم المدارس الخاصة «لغات- عربى»، ولمدة ٥ سنوات، اعتبارًا من العام الدراسي ٢٠١٧ ٢٠١٨، حتى العام الدراسى ٢٠٢١ ٢٠٢٢، وفقًا للشرائح الآتية:
- زيادة بنسبة ١١٪ للمدارس التى تقل مصروفاتها عن ٢٠٠٠ جنيه.
- زيادة بنسبة ٨٪ للمدارس التى تتراوح مصروفاتها بين ٢٠٠٠ و٣٠٠٠ جنيه.
- زيادة بنسبة ٦٪ للمدارس التى تتراوح مصروفاتها بين ٣٠٠٠ و٧٠٠٠ جنيه.
- زيادة بنسبة ٥٪ للمدارس التى تبدأ مصروفاتها من ٧٠٠٠ جنيه فأكثر.

 

وأمام تلك القرارات التي حددتها الوزارة، لجأ بعض تلك المدارس للالتفاف حول قرارات تحديد المصروفات، لزيادتها، عن طريق رفع أسعار الباصات أو الزي المدرسي أو بيع الكتب بأسعار مضاعفة للتلاميذ ، لتحقيق أرباح أعلى.

 

مخالفات المدارس الدولية:

أعلنت عبير أحمد مؤسس ائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، عن نتيجة الاستبيان الخاص بتجاوزات ومخالفات المدارس الخاصة فيما يتعلق بالمصروفات الدراسية، مؤكدة أن هناك أكثر من 280 مدرسة خاصة بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية والدقهلية والمنوفية خالفت الرسوم التى حددتها الوزارة.

 

وأوضحت أن الاستبيان رصد مخالفات أكثر من 280 مدرسة خاصة لغات وعربى ودولى وقومية وتحصيلهم مصروفات تجاوزت النسبة المحددة من قبل الوزارة بمبالغ تراوحت ما بين 1000 جنيه كحد أدنى إلى 7300 جنيه مصرى كحد أقصى فى أغلب المدارس ، بينما ذكر بعض أولياء الامور فى الاستبيان تجاوزات من بعض المدارس الدولية بمنطقة التجمع الخامس بلغت 40000 جنيه زيادة عن الرسوم المقررة من قبل الوزارة، وعلى سبيل المثال "كانت الرسوم التى حددتها الوزارة فى إحدى المدارس الدولية بالتجمع الخامس 22400 جنية بينما قامت المدرسة بتحصيل مبلغ 59000 جنية من ولى الأمر "، ومدارس أخرى لغات بالقاهرة الجديدة بلغت نسبة الزيادة فيها 21000 جنية عن الرسوم المقررة من قبل الوزارة، وغيرها من المدارس المخالفة لقرار الوزارة.

غلق المدارس:
تسبب قرار رضا إدوارد مالك مدرسة "بي بي سي" الدولية، بإغلاقها في حالة من الشد والجذب بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، حيث أعلن مالك المدرسة أن التعليم وافقت على قرار الإغلاق وهو ما نفته الوزارة، حيث تكررت شكوى أولياء الأمور من القرار في ظل موافقة المدارس الدولية من قبول الطلاب الجدد للعام الدراسي 2018/2019.
 
كان أولياء أمور مدرسة BBC  الدولية أرسلوا عدة استغاثات إلى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لتضررهم من قرارا صاحب المدرسة بإغلاقها فجأة دون سابق إنذار بسبب الخسائر المادية التي تتعرض لها المدرسة، حيث أن المدرسة لهم خطابا رسميا يؤكد موافقة الوزارة على تصفية المدرسة بالتدريج منذ عام 2006، قائلين إن صاحب المدرسة قرر إغلاقها فجأة.
 
وأشار أولياء الأمور إلى أن الوضع سئ جدا، وعلي وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني سرعة التحرك، حيث أن جميع المدارس الدولية أغلقت باب التقديم للعام الدراسي الجديد، مؤكدين أنه سيتم تشريد أكثر من 6000 طالب من جميع الصفوف الدراسية والمراحل العمرية، قائلين أولادنا بيضيعوا".
  
وأعلن مجلس الإدارة غلق المدرسة بشكل نهائي، موضحا أن العام الدراسي الجاري سوف يكون هو الأخير والنهائي للعمل بالمدرسة في رسالتها التعليمية التي استمرت ٣٢ عاما.
 
وأرسل رضا إدوارد رئيس مجلس إدارة مدرسة BBC الدولية، خطابا جديدًا لجميع أولياء أمور طلاب المدرسة، أكد فيه أن قرار إغلاق المدرسة نهائي ولا رجعة فيه بعد التصديق على شهادة طلاب «الصف 12».
 
وأوضح الخطاب، أنه تم إخطار الجهة المانحة بأن هذا العام هو العام النهائي لها وسيتم إلغاء التراخيص بها.
 
وأشار إلى أن المدرسة كانت قد تقدمت إلى وزارة التربية والتعليم بطلب يحمل رقم 239+3م بتاريخ 5 ابريل 2006، بشأن تصفية المدرسة اعتبارا من العام الدراسي 2006 /2007، وتمت الموافقة عليه بلجنة التعليم الخاص بالمديرية بتاريخ 13 يوليو 2006، وتم اعتماد المحضر من مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة بتاريخ 17 يوليو 2006، وقد قررت اللجنة الموافقة على التصفية تدريجيا طبقا للقواعد واللوائح المعمول بها وزاريًا، وبالتالي أصبح للمدرسة الحق في تصفية المدرسة طبقا للقرار الوزاري الصادر لها.
 

وفي رد فعل منها قررت وزارة التعليم، تشكيل لجنة من إدارة التعليم الخاص والدولي لفحص أوضاع مدرسة BBC الدولية ورفع تقرير مفصل عن مخالفاتها إلى الدكتور طارق شوقي، عقب استقبال شكاوى أولياء أمور الطلاب بالمدرسة بعد قرار إدارة المدرسة بغلقها بشكل مفاجئ.
 
وقام كل من عقد ياسر عبدالعزيز المشرف على الإدارة المركزية للتعليم الثانوى والخاص بالوزارة، وعبير إبراهيم مدير عام التعليم الخاص والدولي، بعد عدة لقاءات مع أولياء الأمور، وأكدا أنه ليس من حق المنشآت تعليمية أن تتخذ من نفسها قرارًا بالغلق، ولكن من حقها فقط إنهاء النشاط المالي ووقف استقبال طلاب جدد لحين تخرج أخر طالب بالمدرسة، ثم تسليم المدرسة لوزارة التربية والتعليم لوضعها تحت إشرافها المالي والإداري، أو يتم بيعها لشخص آخر تحت إشراف وموافقة الوزارة.
 
وأكد عبدالعزيز أن مدرسة BBC لم تخطر الوزارة بقرار الإغلاق، موضحا أنها أرسلت طلبًا للسماح بالإغلاق مرفقًا به بيان بتفاصيل أسباب هذا الطلب منذ يومين فقط، وأنه في أصعب الظروف ستتحمل الوزارة مسؤولية توفير أماكن بديلة لطلاب المدرسة في مدارس أخرى.
 
وقال صلاح عمارة، رئيس إدارة المتابعة بوزارة التربية والتعليم، إن ملف أزمة مدرسة بي بي سي الدولية وصل إلى الوزارة والتي ستحقق بالموضوع لمعرفة أسباب المشكلة، مؤكدا أن إغلاق أي مدرسة يتحدد وفقًا للقانون، وإذا كان المدير أخد قرار التصفية فسيكون الخطأ لدى الإدارة التعليمية.
 
وأشار عمارة إلى أنه لا يجوز إغلاق المدرسة مرة واحدة، ولكن تسمى تصفية ويتم إبلاغ الإدارة التعليمية»، مؤكدًا أنه «طمأن أولياء الأمور، وإذا كانت المدرسة واخدة قرار تصفية، فالوزارة ستنقل الطلاب إلى مدارس مناظرة لنفس مستوى بي بي سي الدولية».
 

وفي نفس السياق، أكدت مصادر بالتعليم، إن إدارة المدرسة تقدمت بطلب تصفية للمدرسة إلى إدارة التعليم الخاصة ولم يتم البت فيه حتى الآن، مشيرا إلى أنه أن قرار التصفية يتم على مدار 14 سنة حتى يتم تخريج كافة الطلاب من المدرسة.
 
وقالت إنه فى حال إصرار المدرسة على الغلق سيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال المدرسة ووضعها تحت إشراف الوزارة المالي والإداري، حتى يتم تخرج كافة الطلاب منها.

الالتهاب السحائي
تسببت أنباء انتشار مرض الاتهاب السحائي بين طلاب مدرسة الشويفات بالتجمع الخامس، في حالة من القلق بين أولياء أمورهم، خشية تفشي المرض بين الطلاب، ليعلن بعدها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إغلاق المدرسة لمدة 3 أيام، نظرا لحالة الذعر المنتشرة بين أولياء الأمور بسبب وجود حالات اشتباه بمرض الالتهاب السحائي بين الطلاب.

 

وأكد شوقي، أن الوزارة اتخذت قرارا بإيقاف الدراسة بالمدرسة 3 أيام، حتى يتسنى لها التأكد من وجود وباء الالتهاب السحائي من عدمه، مؤكدا أنه لن يتم تسجيل غياب الطلاب خلال هذه المدة.

 

وقالت المدرسة إنها ملتزمة بعدم تسجيل غياب الطلاب خلال المدة التي أعلنها الوزير، نظرا لحالة الذعر بين أولياء الأمور والتي تسببت في انخفاض نسبة الحضور بين الطلاب من 95% إلى 45% خلال يومين فقط.

 

وأوضحت أن الواقعة تعود لإصابة الطالب محمود حسام، بحالة من التعب الشديد والقيء وتم نقله للمستشفى تحت إشراف وزارة الصحة للتأكد من إصابته بالتهاب سحائي من عدمه، حيث أكد خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الطالب يعاني من إصابة بالمخ، وجار التأكد من إذا كانت فيروسية أم ميكروبية، وأنه لا علاقة لوجود علاقة بين حالة الطالب واكتشاف حالة أخرى مشابهة نهاية يناير، وأن الحالتين ليسا لهما علاقة بالالتهاب السحائي لحين ورود التقرير النهائي.

 

وأكد أن المدرسة خالية من العدوى بعد زيارة لجنة من وزارة الصحة والطب الوقائي المدرسة صباح اليوم، لمعاينتها بعد شكوى الأهالي من الاشتباه بوجود عدوى للالتهاب السحائي، مضيفًا أنه أخذ عينات من المياه والطعام لتحليلها والتأكد من سلامتها زيادة في الحيطة.

 

وذكر أن الإجراءات الصحية في المدرسة جيدة للغاية ولا يوجد أي مشاكل بها، لافتًا إلى تعاقد المدرسة مع إحدى الشركات لتعقيمها بالكامل.