الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:44 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

لمسة وفاء ..«الميدان » تُكرم أمهات و زوجات الشهداء

والدة الشهيد أبو العز: قطفوا مني أحلي وأجمل وردة في حياتي

 

أم البطل تامر العشماوي: وحشتني يا نور عنيا.. آخر مرة قال لي مش راجع تاني

 

قلت للرئيس أنا هقدم ولادي كلهم فدا مصر وابني الأصغر دخل الحربية لياخذ بثأر أخيه

 

عيونهم لا تزال تنزف دمعاً وألماً على فراقهم "فلذات أكبادهم " اسقطتهم رصاصات الغدر لنعيش آمنين فى حضن الوطن الدافئ، حملوا السلاح ضد الإرهاب الاسود وقدموا حياتهم فداءاً للوطن، لم يتحملوا وقع خبر فقدانهم فمنهم من تهاوت أمام غرفته وأخري أصيبت بصدمة عصبية، استمرت نحو شهرين حزنا علي الفراق، إنهم صناع الأبطال أمهات الشهداء. 

وهبت نجلها فداءاً لوطنه كما تقول، بل وفرحت من خلاله بعدما أصبح سبباً في تكريمها كل عام من مصر أم الدنيا حصلت علي لقب أم الشهيد والأم المثالية بشكل عام ، أبدت سعادتها واستقبلت احتفال جريدة "الميدان" بكل حب ما بين دموع الحزن على نجلها ودموع الفرح من أجل التكريم.

 والدة الشهيد النقيب محمود أبو العز، تفتح قلبها لـ "الميدان" وتروى كواليس يوم استشهاد نجلها تقول: راح "فداء للوطن" "وحشتني يا حبيبي أنا فقدت حاجة كبيرة في حياتي بس أنت مش خسارة في الوطن ولا دينك انت نلت مكانة أعلى و أكبر، رفعت رأسي انت راجل واستشهدت راجل و ربنا يرحمك و يرحمني من اللي أنا فيه”

وتضيف أم الشهيد "الحمد لله نشكر ربنا و أقول لابني مع السلامة يا عمري يا أكبر فرحة في حياتي قطفوا مني أحلي وأجمل وردة في حياتي"

في عيد الام كان نجلي يشجعني علي الخروج سوياً و يصطحبني معه في كل مكان ويشتري لي الذهب من تحويشة عمره اللي اتسرق بدري" لسه فاكرة أخر هدية قدمها لى، كانت عبارة عن خاتم ذهب، وقال لى "كل سنة و انتي طيبة يا أحلي أم في الدنيا"، وقبل رأسى ، "ووعدني ألا يتركني.

وأوضحت قبل استشهاده بـ 15 يوما حدث لى أزمة قلبية فأسرع بإحضار الطبيب إلى البيت وعقب شفائى اخبرنى بأنه لن يعود لي مجدداً و بالفعل سافر لمواصلة واجبه الوطني لكنه اخبرنى عبر الهاتف أنه يريد أن يخطب و هي المرة الأولي التي يطلب منى هذا الطلب.

وتلتقط الحديث منها، والدة الشهيد العقيد تامر العشماوي " أخبرني أنه سيعود إلى البيت يوم السبت ليرتمي بين أحضاني إلا أنه عاد لي "شهيداً" حينها أصبت قبل معرفتي بوفاته في قدمي و صرخت عالياً بإسم نجلي ومن بعدها وجدت إسم نجلي بين هؤلاء الشهداء فلم يصدق أحد، وبعد يومين عاد لي جثمانه ليؤكد ما شعرت به.

بعد استشهاد نجلى شعرت أن ابنى لم يفارقنى، "أشعر كأنه أمامى طوال الوقت وبشم ريحته"

وتستطرد معايا بروحه وابتسامته، كل حاجة كان بيعملها موجودة وحاسة بيها، حاسة بخوفه ولهفته عليّ".

واستكملت حديثها منذ استشهاده أصبت بمرض القلب لكنى لا أهتم بنفسى لكونى لا أحتاج إلى الدنيا "من غيره الدنيا ملهاش لازمة".

"قلت للرئيس أنا هقدم ولادي كلهم فدا مصر، وابني الأصغر دخل الكلية الحربية عشان ياخد بثأر أخوه".

 والدة الشهيد النقيب إسلام، لم تفارق صورته صدرها تدعو له بالرحمة ولنفسها بالصبر، تقول"ابني مات يوم ميلاد أبوه وكان بيعاملني بكل أدب واحترام.. وكان في عيد الأم يكتفي بجملة "كل سنة وانتي طيبة يا أمي" وكانت بتفرحني وفجأة ألاقيه داخل عليا بتورته كبيرة هو وخطيبته، وحبيبة عمره ملحقوش يدخلو دنيا.

وأضافت "الأم "ابني استشهد، وقبل وفاته كنت قلقة عليه فاتصلت به فقال إنه عاد من مداهمة وسيذهب لمداهمة أخرى ووصاني على صحتي".

وتشير والدة الشهيد النقيب محمود عبد الظاهر المحرزى، معاون مباحث قسم شرطة السلام، إنها حرصت على استقبال المعزين مرتدية الثوب الأبيض ، مشيرة إلى أنها حريصة على إرتداء الملابس البيضاء ، لأن ولدها كان دائما يردد أن "الأعمار بيد الله".

وتقول أرملة الشهيد العميد عامر عبد المقصود، إنها فخورة بإستشهاد زوجها فى سبيل الحفاظ على الوطن، مشددة على أن الإرهاب لن يستطيع أن يكسر المصريين، وهى تعد الآن نجل الشهيد ليكون مشروع شهيد جديد أيضًا خلفًا لوالده، وتابعت:"أنا بكون سعيدة جدًا فى ذكرى يوم إحياء الشهيد ..وأنا فخورة انى زوجة البطل الشهيد ..زوجى كان يلقب بشيخ العرب فى قسم كرداسة كونه يحب الخير للجميع ويعمل على خدمتهم."

وتتابع زوجة الشهيد: إنها ترى أمامها كل يوم الثلاث ساعات التي تعرض خلالها زوجها، للتعذيب، بالضرب المبرح بالمواسير الحديدية فوق رأسه بعد إطلاق الرصاص عليه في مناطق متفرقة من جسده، والتمثيل بجثمانه على الأرض حتى منطقة ناهيا، فضلاً عن تعدى سيدة تدعى «سامية شنن» عليه بالضرب بـ«الشبشب» وإلقاء مياه حارقة على جثمانه.

وتقول: "كلما أتذكر تلك المشاهد أصاب بحالة انهيار، تجعلنى أريد مفارقة الحياة، وتتساءل بخيبة أمل: ما جدوى محاكمة أناس إرهابيين أمام قضاء مدنى، ولم ير أهالى الشهداء أحكامًا رداعة بعد مرور عام على استشهادهم بصورة بشعة" . نجلا تشير إلى أنها ارتبطت بزوجها الشهيد عامر عبدالمقصود، عن قصة حب، بخلاف أنه ابن خالتها، وتزوجت منه وقتما كانت تدرس بالفرقة الثانية بكلية الآداب، قسم اللغة العربية، وبينها وبين الشهيد زواج دام 21 عامًا، وارتباط عاطفى 4 سنوات، وعندما تتذكر بطء المحاكمات تهم بالذهاب إلى أروقة القضاء للقصاص بيديها، لكنها تتماسك في اللحظة الأخيرة "لأننى لو رأيت سامية هقطع من جسمها أمامى، وأصاب بحالة تشنج شديدة، وسأفقد السيطرة على نفسى " على الرغم من علامات الحزن والدموع التى تملأ عيونهن، إلا أنهن اعتبرن أن لقب "أم الشهيد" تعويض عن فراق أبناء سالت دماؤهم دفاعا عن الوطن، ومثلما لم تنسى القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، تهنئة أمهات الشهداء فى عيد الأم ، لم تنسي "جريدة الميدان" وعدد من نجوم الفن من بينهم الفنانة نجوي فؤاد والفنان فاروق فلوكس والفنان رامي وحيد والفنان محمد نجم أن نقول لهن كل سنة وأنتى طيبة.. يا "أم الشهيد" ، ونقول بكل جدارة "وراء كل بطل وشهيد أم مصرية أحسنت تربية أبنائها.

تكريم العقيد تامر العشماوى وفاء أمهات الشهداء