غسان غصن لـ"الميدان": نعمل على إصدار تأشيرة مرور موحدة للعامل العربي
تحقيق العدالة الاجتماعية، والنهوض بالعامل العربي، وورقة مرور موحدة لتيسير تنقل الأيدي العاملة، وتغيير واقع العمل في كل البلدان، هذا ما تحدث عنه غسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب لـ"الميدان".
فيما يلي نص الحوار:
منُذ توليك أمانة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، ما الذي قدمته للعامل العربي؟
وظيفتنا تشجيع الانتماء القومي لدى العمال العرب وتوسيع المشاركة لديهم والتي في مقدمتها العمل اللائق، وتوفير التغطية الصحية والأمان الاجتماعي بشكل عام، ومظلة الحماية الاجتماعية بشكل خاص، وبالفعل نسعى لإتمام هذا الدور من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية التي نطمح في الوصول إليها وهذا ما نص عليه دستور الاتحاد.
ما هي أهداف الاتحاد؟ وماذا حقق من معالجة لواقع سوق العمل العربي؟
من أهم الأهداف التي نسعى إليها هو متابعة شئون وقضايا عمالنا المنتشرين في كل الدول العربية، والعمل الدائم من أجل تنقل الأيدي العاملة في ظل قوانين موحدة، بحيث أينما يحل العامل العربي في أي بلد يجد كل المزايا التي تساعده.
وقدمنا أكثر من مشروع لجهة التطوير، وناقشنا عدة قوانين، خاصة فيما يخص مظلة التأمينات وضرورة تواجدها في جميع البلدان، حتى تكون هناك حماية تصل لتساوي العامل المواطن بالعامل الوافد.
وكان هناك اقتراح قدمناه من فترة قليلة خلال اجتماع اتحاد النقل العربي، وهو أن تسقط الحواجز الجمركية أمام السائق العابر من بلد لأخرى، خلال مروره من بلد المقصد لبلد العودة، وقد سبق وقام الاتحاد الأوروبي بعمل تأشيرة موحدة واستطاع تنفيذها بالفعل رغم اختلاف اللغات والبنية الاجتماعية، واستطاع عمل ورقة مرور موحدة يتنقل بها الأوروبي من بلده لبلد أخرى دون الحاجة لتأشيرة مرور، وبالنسبة لنا سيكون هذا بمثابة بداية للوحدة العربية التي نتطلع إليها.
ما هي المعوقات التي تواجه الاتحاد؟
في ظل الأوضاع الساخنة بالوطن العربي والمؤامرات الدائمة والأهداف القائمة لدى أعداء هذه الأمة والمحاولات الدائمة لتقسيمها وتفتيتها وبث جذور الخلافات وزرع الفتن فيما بين الشعوب العربية، والإرهاب الذى تبين أنه إرهاب عالمي وليس محلى، فكما يهدد وطنا العربي يهدد العالم أجمع، وجاء هذا الإرهاب بمشروع معد بإحكام ليسير لما نحن فيه الآن من معارك في كل بلد عربي واختيرا له عنوان "الربيع العربي"، وما طرحه على العرب من العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية، وبعض الكلمات البراقة التي أخفت بين سطورها الاستيلاء على السلطة، مثلما حدث في مصر ومن قاموا بفرض إملاءاتهم على المواطنين المصريين بالقهر والقوة، وأيضا ما حدث بتونس، وليبيا نفس السيناريو، والأشد قسوة منه ما يحدث الآن في فلسطين وسوريا، هذه الحرب المفتوحة التي نشهد كل فترة واحدة من فصولها، فكلما توجهنا ناحية الأمان والاستقرار، فتحوا علينا جبهة تهدده حتى بلغ التهديد من إرهاب العصابات إلى الإرهاب الدولي وما يحاول فعله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب والتي تتعدى على سياسات الدول وتحاول تقرير حياة شعوب.
فليتركوا للشعوب الحرية في تقرير مصيرها ولها ما تشاء، في ظل تعامل أمريكا تحت مسمى المعلم الأكبر، ومن الواضح جدًا أن هذا كله هدفه السيطرة على الثروات العربية وهذا ما يحذر منه دائما الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ويعمل بشكل عملي على نشر الوعى العربي بالانتماء القومي، وهذه هي المعوقات التي تواجهنا ومنها ما يتعلق بتشتيت العمال لأن العامل هو عصب السوق العربي ولهذا يستعمل العدو ذلك لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية ليحقق الهيمنة بتباين الأفكار وخلق تفكك لدى العامل العربي.
هل توجد عمالة مصرية في لبنان؟
لدينا بلبنان عمالة مصرية نشطة وعلى مهارة عالية، وجرى بين الحكومة المصرية واللبنانية اتفاقيات تم على أساسها إعفاء عدد كبير من المقيمين بطريقة غير شرعية ومنحوا بعد تقديم الطلبات الإقامات بشكل قانوني ورسمي.
ما حقيقة ما يثار حول العمالة السورية في لبنان وضغطها على سوق العمالة؟
هدف هذه الشائعات هو بث الفتنة بين اللبنانيين والسوريين، أولا العمالة السورية في لبنان هي عمالة جوار يتنقل فيها العمال في مواسم معينة سواء في قطاع الزراعة أو الإنشاءات، ويعملوا بتفاني في عملهم، وكل تلك الإشاعات لا أساس لها من الصحة.
وحتى لا تكون هناك منافسة بين عامل البلد والعامل الوافد فيما يخص الأجر فأرى أنه يجب توحيد الأجر، بالإضافة لضرورة التشجيع على منح العامل العربي الأولوية في بلدنا، وبمجرد تيسير عملية التنقل للعمالة وتوحيد القوانين سيكون هناك سهولة في سوق العمل العربي.