الموسيقى.. إكسير الحياة
- محي الدين زيادةبحث الإنسان منذ بدء الخليقة عما يآنسة، وفتش في كل مكان عن الألفة والغريم والصاحب وقد تكون الصاحبة وفي طريقة لتحقيق ذلك اعتمد على ما يعينه في ساعات خلوه في كفره وبحره فكانت الموسيقى الحضن الأخير الذي لا يشبع منه لا يعرف على وجه التحديد متى عرف الإنسان الموسيقى.
حتى ما عثر عليه الباحثون من حفريات تدل على الإنسان الأول من حفريات تدل على بقايا آلات حجريه يصدر منها نغم بالنفخ وما تركه الأجداد والفراعنه من رسومات وتوثيق على جدران المعابد كلها لا تؤكد بدقه في أي وقت عرف الإنسان الاستماع والاستمتاع بالموسيقى.
ويرجح الباحثون أن الإنسان يبحث عن موسيقى تدفئه منذ خروجه من بطن أمه شأنه كالباحث عن طعامه وشرابه ويحاول إلى أن ينتقل إلى الدار الآخره، أن يجد ما يعادل أو يكافء الموسيقى الناعمة الحانية الجميلة عصية الوصف التى كانت تسبح حوله في بطن أمه ، وهي الموسيقى التى قيل عنها أنها أشبه بوشيش الطبيعة مخلوطا بهمهمة الذاكرين مصحوبا بإيقاع دقات قلب أمة ، وهو الإيقاع الذي يظل يبحث عنه طيلة حياته ، و إذا استحسن قطعة ما أو لحن أو آله أو حركة أوطار أو استعذب جملة موسيقية ما ، فذلك لأنها أشبه بالحنان والدفء والإبداع الذي كان يتمتع بالنعيم فيه وهو جنينا.
والمقامات الموسيقيه نغم يسمو بالوجدان ويرتقي بالمشاعر ويهذب الأخلاق ويرقق القلب ، وينمي الطاقة الإيجابية.
ربنا خلق لنا موسيقى في الطبيعة حفيف الأشجار وهو صوت احتكاك أوراق الأشجار ببعضها أشبه بصوت حراشف وخطوات الزواحف على الأرض، وصوت أمواج البحر المتتالية المصاحبه بنسيم الصبا ، إكسير الحياة السعيدة.
ويقول الدكتور طه أبو حسين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية : الأصوات في اللغة العربية ليست مطلقة ، فلكل صوت مقام وجميع الأصوات تخضع لمقامات موسيقية رفقا بسمع الإنسان (علم الصوتيات)
والموسيقى تعمل على استدرار الطاقة المختلطة الموجودة في الإنسان ، منها عقليه ووجدانية وجنسية وروحية ، يعني تأثيرها على الشباب غير تأثيرها على الأطفال غير تأثيرها على الشيوخ.
وأكد الدكتور أبو حسين، أن الأصوات العالية المنتظمة وغير المنتظمة تضر الإنسان ، وهناك أصوات عاليه غير منتظمة (مختلفة التون) يكون ضررها أقل، ولكن صوت البحر يختلط معه الدافع الذي يبعث على البهجة والشعور بالسعادة.
وتابع الدكتور طه أبو حسين أن موسيقى الإعلانات تخضع الشعور إلى شىء من الرغبة في التعامل لترويج سلعة معينة في لحظة وانت جالس في بيتك، مما يبعث للإقبال على شراء السلعة.
ومن أهم آثار الموسيقى على الإنسان:
تحريك المشاعر الراقدة في أعماق الإنسان.
تساعد على على إفراز هرمون (الإندروفين)، وهو الهرمون المسؤل عن نقل الألم.
تعتبر مسكناً للألم، نظراً لأنها تشغل الإنسان بالأمور التي تفرحه.
وتساعدة الطفل على النوم، إذ تشمل تصفير الأم، أو نشيد خفيف، أو حتى نغمات موسيقية خفيفة.
شد عزيمة، وشحن همة المقاتلين، إذ عرف قديماً بما تسمى موسيقى الحرب، حيث كانت هذه الموسيقى تعزف قبيل ابتداء المعركة، لزيادة الروح المعنوية عند المقاتلين.
تستخدم في بعض العمليات الجراحية كمخدر.
مساعدٍ للعلاج في مجال الطب النفسي.
تساعد على تخفيف الوزن، إذا تم الاستماع لها لمدة ثلاثة ساعاتٍ متواصلةٍ يومياً.
زيادة كفاءة العضلات، وزيادة الطاقة.
زيادة الشعور بالاسترخاء والانتشاء.
رفع معدل هرمون السيراتونين في الدماغ، وبالتالي تخفف من الشعور بالاكتئاب.
تهدئة الأعصاب، والمساعدة على النوم.
تؤثر على عملية التعلم والتفكير.
تطوّر المواقف الإيجابية تجاه الآخرين.
يزيد سماعها من التحفيز.
تساعد في زيادة نسبة التركيز.
تؤثر على تخدير الأعصاب.
تؤثر على ضغط الدم لدى الإنسان.
تساعد على استرجاع المعلومات السابقة وبعض الذكريات السعيدة والحزينة (حسب الارتباط الشرطي).
تساهم بعض أنواعها ببناء روح الإنسان.
تساعد على التحليل المكاني.
تخفض من نسبة هرمون الكورتيزول .
تخفّف الموسيقى الهادئة أعراض النوبات المرضية المختلفة.
الموسيقى مكون رئيسي لجميع أماكن الاستشفاء والمصحات النفسية وفي حالة انقطاع الكهرباء تستمر الموسيقى من خلال مولدات الكهرباء خشية إصابة بعض حالات الأمراض العقلية بنوبات الصرع.
ويوصى بها في المطارات والفنادق والمدارس والشركات، لتهيئة الناس على التعامل بهدوء والاستعداد لمزالة أعمالهم بنشاط ، والسعادة والتآلف فيما بينهم.