علاقات تاريخية بين القاهرة ونيروبي .. السيسي يبحث مع كينيا تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب..تعزيز السلم والأمن الأفريقي
- محمد نصرتتميز العلاقات المصرية الكينية بأنها علاقات تاريخية وثيقة بين شعبي مصر وكينيا ترسخت من خلال شريان نهر النيل الذي يمدهما بأسباب الحياة كما تتميز العلاقات المصرية الكينية منذ نشأتها بالود وحسن التعاون حيث تحرص مصر دائما على تقديم الدعم والمساعدة للشعب الكيني.
تطورا إيجابيا
وشهدت العلاقات المصرية الكينية في الفترة الأخيرة تطورا إيجابيا وتنام ملحوظ على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا وكذلك ثقافيا ما يستوجب أهمية العمل على تحقيق تطور ملموس في كافة مجالات التعاون المشترك.
وفي إطار العلاقات القوية يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، نظيره الكيني أوهورو كينياتا، الذي يتوقف "ترانزيت" بمطار القاهرة الدولي.
جلسة مباحثات
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسي مع نظيره الكيني جلسة مباحثات لتعزيز سبل تطوير ودعم العلاقات المصرية الكينية من خلال تنشيط آليات العمل الثنائي المشترك بين البلدين، فضلا عن بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا.
"الكوميسا".
ومن المقرر بحث سبل الدفع قدما بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين وأهمية زيادة التعاون لاسيما في ضوء عضوية البلدين في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا".
العلاقات الوثيقة
وتأتي المباحثات في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين وحرص القيادتين السياسيتين على دفع العلاقات الثنائية ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
القارة الأفريقية
ومن المقرر أن تتناول المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث التحديات التي تواجه المنطقة والقارة الأفريقية، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة الأفريقية.
مكافحة الإرهاب
ويبحث الرئيسان سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المستمرة من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة والتأكيد أن مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تعتمد فقط على المحاور الأمنية والعسكرية، ولكن تشمل أيضًا الأبعاد الفكرية والدينية.
برامج الدعم الفني
ومن المقرر أن تتناول المباحثات تأكيد أهمية تطوير العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، فضلًا عن مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
التنسيق والتشاور
وتناقش المباحثات أهمية زيادة التنسيق والتشاور بين الجانبين حول الأوضاع والقضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية في إطار العمل على إحلال السلام والاستقرار وتأكيد أن سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وانفتاح مصر على الجميع وسعيها لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة.
العلاقات الاقتصادية
ويستحوذ مجال تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين على جزء كبير من المباحثات والانتقال إلى مرحلة تؤسس لآفاق أكثر تميزا في مستوى العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
المستجدات
ومن المقرر أن تتناول المباحثات كذلك التشاور حول آخر المستجدات فيما يخص الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى وسبل تعزيز السلم والأمن في هذه المنطقة، فضلًا عن التشاور حول سبل تطوير التعاون بين مختلف دول حوض النيل، وبحث سبل زيادة التبادل التجاري الذي بلغ خلال عام 2016 نحو 451 مليون دولار.
زيادة التبادل التجاري
وتستعرض المباحثات نتائج الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصرى الكينى الذي عقد في نيروبي مؤخرًا وتم خلاله الاتفاق على زيادة التبادل التجاري إلى مليار دولار على مدى عامين من خلال عدد من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات.
تفعيل الاتفاقيات
ومن المقرر التأكيد على أهمية تفعيل الاتفاقيات التي سبق التوقيع عليها بين الجانبين وإعداد اتفاقيات جديدة لاسيما في مجال منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار بهدف توفير المناخ اللازم لزيادة التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار.
التعاون الأمني
ومن المقرر أن تشهد المباحثات أهمية تفعيل التعاون الأمني بين البلدين في ظل ما يخوضانه من حرب مشتركة ضد الإرهاب وما يواجهانه من تحديات نتيجة تنامي خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة.
الأزهر الشريف
ومن المقرر التأكيد على أهمية الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي والتصدي للفكر المتطرف وبحث زيادة عدد الأئمة والدعاة الكينيين الذين يتم تدريبهم من قبل الأزهر الشريف.
التنمية
ومن المقرر أن تشهد المباحثات التأكيد على أهمية دعم جهود التنمية في دول حوض النيل ومواصلة العمل على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض من خلال المشروعات المشتركة التي تحقق المنفعة المتبادلة وبدون إلحاق ضرر بحقوق واستخدامات هذه الدول من مياه نهر النيل.
مختلف الموضوعات
ومن المقرر أن تتناول المباحثات بين الرئيسين أيضًا إلى مختلف الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وخاصة بالنسبة لتطور الأوضاع في جنوب السودان والصومال وضرورة استمرار التنسيق فيما بينهما من أجل العمل على التوصل إلى إحلال السلام والاستقرار في هذه المنطقة.
العلاقات السياسية
وبدأت العلاقات فيما بين البلدين منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني حيث قامت مصر خلال عهد الزعيم جمال عبد الناصر بمساندة حركة الماو ماو الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاحتلال الإنجليزي لكينيا، حيث كانت القاهرة أول عاصمة تفتح أبوابها للزعماء الكينيين الوطنيين وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم في داخل كينيا.
دعم كينيا
وخلال العقد الماضي استمرت مصر في سياستها لدعم كينيا حيث كانت تقدم المساعدات اللازمة في وقت الأزمات وفى مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات وذلك من خلال تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني.
كما تم تخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحيلية باسم صوت أفريقيا وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تصدر من أفريقيا- لدعم الشعب الكيني في نضاله لتحرير بلده.
المساعدات المصرية لكينيا
كما قدم الصندوق المصري للتعاون الفني مع الدول الأفريقية التابع لوزارة الخارجية معونة غذائية إلى كينيا لمواجهة آثار الجفاف في أغسطس 2011 وقبلها معونة غذائية أخرى في نوفمبر 2009، وكذلك معونة ثالثة في فبراير2009، وأُوفد الصندوق إلى كينيا العديد من الخبراء.
المساعدات الطبية
وفى يناير 2015 قام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة مستشفى كينياتا الوطني وكان في استقباله وزير الصحة الكيني ومديرة المستشفي، حيث قام بتسليم هدية مصر للمستشفي والمقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وتتضمن أربعة وحدات غسيل كلوي ووحدة مناظير كبد والتي سيكون لها إسهام فعال في تطوير الخدمة الصحية بالمستشفي.
وجاء ذلك خلال احتفالية مهيبة تعكس عمق التضامن بين الشعبين الشقيقين أعلن "شكري" قيام مستشفى مكافحة السرطان للأطفال بتوفير التدريب لـ٥٠ من المتخصصين الكينيين في مجال مكافحة سرطان للأطفال وأيضا توفير العلاج المجاني ل10 أطفال من كينيا مصابين بالسرطان في مستشفى السرطان بمصر.