كحك العيد.. تَعَرَّف على حكايته وفوائده وأضراه
أحمد واضح
ساعات قليلة ويودعنا شهر رمضان؛ لنستقبل نفحات عيد الفطر المبارك، فتعم الفرحة جموع المسلمين حول العالم، متمنين أن يغمرهم الله بكرمه وفضله ويغفر لهم ما تقدم من ذنوب، وآملين في انطلاقة جديدة تزينها الأخلاق الإسلامية وعمل الخير والطاعات.
وفي مصر يتميز الاحتفال بعيد الفطر، بعادات موروثة تدلل على فرحة المصريين وسعادتهم باستقبال العيد، ومن أبرز ما يتميز به الشعب المصري، هو "كحك العيد"، والذي هو موروث يصل عمره إلى آلاف السنين فظهرت صور لصناعة كحك العيد فى مقابر طيبة ومنف، وكانت زوجات الملوك يحرصن على إعداد الكحك في عشرات الأشكال الفنية؛ لتقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو – بحسب ما ذكر في كتاب "لغز الحضارة الفرعونية" للدكتور سيد كريم.
ومرت صناعة "الكحك" بالعديد من التطورات على مدار السنين في العهد الإخشيدي والفاطمي، حيث يوثق متحف الفن الإسلامي بالقاهرة له، فلا تزال قوالب الكعك شاهدة على هذه العادة الإسلامية حيث حفر عليها عبارات "كل واشكر مولاك" و "كل هنيئًا واشكر" وعبارات أخرى بذات المعني، فكان الخلفاء يُولون اهتمامًا كبيرًا بصناعة الكحك وتوزيعه على جموع الشعب التي كانت تصطف أمام قصر الحاكم للحصول على نصيبها من الكحك؛ لتظل بذلك عادة تتوارثها الأجيال حتى يومنا هذا.
صناعة كحك العيد في المنزل
ومع ارتفاع أسعار الكحك الجاهز من محلات الحلوى تتجه بعض الأسر إلى صنع الكحك بالمنازل محتفظين بالعادة المتوارثة عن أجدادهم، وفي جو من التآلف الأسري، حيث تجتمع الأمهات والفتيات لتحضير الكحك بالمنازل أو تجهيزه، والذهاب به إلى المخابز لإتمام عملية الخبز.
وتتخوف العديد من ربات البيوت من صناعة كحك العيد بالمنازل؛ خشية تلفه أو خروجه بجودة أقل من الكحك الجاهز، نقدم إليكم طرقة عمل الكحك في السطور التالية:
يمكن لربات البيوت شراء المقادير بحسب الحاجة لكميات الحكك، وتشمل شراء "رائحة الكحك"، حديثة الإنتاج، شراء الدقيق الفاخر، حديث الإنتاج، وغربتله أكثر من مرة قبل الاستخدام، إلى جانب استخدام السمنة الصفراء، بدلًا من السمن الأبيض؛ لتجنب جفاف الكحك بشكل غير مرغوب فيه، استخدام خميرة "بيرة"، وبث الدقيق والسمن جيدًا، وترك العجيب يختمر لوقت كافٍ.
احذر من تناول الكحك في هذه الحالات
ويحذر الأطباء أصحاب أمراض القلب والذبحات الصدرية من تناول كحك العيد؛ لضرره على عضلة القلب، ولاحتوائه على سعرات حرارية عالية، حيث يسبب أكسدة لدعمات القلب وفشلها، لافتًا في الوقت ذاته إلى إمكانية تناول كحك العيد بكميات بسيطة مع تقليل تناول الأكلات الأخرى التي تحتوى على السكريات والسعرات الحرارية، مع الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة الخالية.
ويتعين على مرضى السمنة، والكولسترول، الحذر من تناول كحك العيد؛ لاحتوائه على الدهون والسكريات، والتي ترفع نسبة الكوليسترول في الدم إلى جانب الدهون الثلاثية الضارة، وتؤدي إلى انسداد الشرايين، وحدوث الجلطات، ونتمنى لكم عيدًا سعيدًا وصحة وافرة.