الأربعاء 23 أكتوبر 2024 12:51 صـ 18 ربيع آخر 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

هل يفسد «إنريكي» منتخب إسبانيا كما فعل مع برشلونة؟

لويس إنريكي
لويس إنريكي

وصفه الجماهير بالميكانيكي، وقضى ثلاثة مواسم مع برشلونة، وإنحدر مستوى الفريق وعانت جماهير البلوجرانا معه، والأن عقب توليه تدريب الـ "لاروخا"..فهل يتكرر مشهد سقوط إسبانيا علي يد لويس إنريكي مجدداً كما فعل مع برشلونة؟..

 

حقق إنريكي في أول مواسمه مع الفريق الكتالوني، الثلاثية، الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا. قبل أن يختم مع الفريق العام بالفوز بكأس العالم للأندية ومن قبل فازوا بكأس السوبر الأوروبي؛ أي خماسية في أول مواسمه مع الفريق.

 

وفاز برشلونة تحت قيادة لويس 42 فوزًا خلال 50 مباراة وهو رقم لم يحققه مدرب قبله، كما قاد برشلونة لرقم قياسي في عدد مرات الفوز المتتالي في 39 مباراة.

 

في الموسم الثاني حافظ برشلونة على إحكامه على قبضة بطولات إسبانيا؛ وتوج بالدوري والكأس وكذلك السوبرالإسباني.

 

طوال 180 مباراة لبرشلونة تحت قيادة إنريكي، حقق الفريق الفوز في 137 وتعادلوا في 22 وخسروا 21 مباراة وبلغت نسبة فوز الفريق 76.1%.

 

ويعتبر نسبة فوز برشلونة بقيادة أنريكي هي الأفضل إذ يتفوق حتى على زميله بيب جوارديولا، الذي بلغت نسبة فوز برشلونة وهو مدربه 72.47% في 247 مباراة لكن بيب نجح في قيادة الفريق إلى 14 بطولة في أربع سنوات وتحقيق السداسية " الدوري، الكأس، السوبر الإسباني، دوري الأبطال، السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية" في أول مواسمه.

 

إلا أن منحنى البطولات بدأ في الهبوط لنادي برشلونة رفقة إنريكي، من فوز بخماسية إلى الفوز بثلاث بطولات ومن ثم بطولة وحيدة في آخر مواسمه، ففي الموسم 2016 – 2017 عاش خلاله كل عشاق الفريق الكتالوني فترة عصيبة من إخفاقات وهزائم بنتائج كبيرة تكاد تكون كارثية في دوري أبطال أوروبا، وخسارة بطولة الدوري الاسباني لصالح الغريم التقليدي ريال مدريد، وتحقيق بطولة كأس ملك إسبانيا فقط على حساب ألافيس، مما يعتبر خيبة أمل لكل محبي برشلونة.

 

وخسرت برشلونة بأربعة أهداف نظيفة أمام باريس سان جيرمان في ذهاب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا قبل أن تحقق الريمونتادا التاريخية على كامب نو وتحقق فوزًا بـ6 أهداف مقابل هدف وتصعد لربع النهائي قبل أن تخرج على يد يوفنتوس بنتيجة 3 أهداف دون رد في مجموع المبارتين.

 

ولخصت صحيفة "سبورت" الإسبانية وقتها ما يعانيه جمهور البارسا بكلمة واحدة "هذا ليس برشلونة" في إشارة إلى فقدان الفريق هويته تحت قيادة إنريكي.

 

ونشرت مجلة "FourFourTwo" البريطانية تقريرًا يسلط الضوء على هوية برشلونة التي ظهرت في فلسفة بيب جوارديولا مع الفريق خلال الفترة التي قضاها هناك بين عامي 2008 - 2012 وما تلاها مع تيتو فلانوفا، والتغييرات التي أثرت سلبًا على النادي الكتالوني مع إنريكي.

 

ففي موسم 2012/2013 تحت قيادة تيتو فيلانوفا كان اللاعبين الـ7 الأكثر تمريرًا من لاعبي برشلونة طوال الـ90 دقيقة هم لاعبي وسط الملعب، حيث حطم تشافي هيردنانديز الأرقام القياسية بوصوله لتقييم 118.2 وتياجو ألكنتارا 111.9 وأندريس انييستا96.3 وجاء خلفهم الظهيرين داني ألفيس وجوردي ألبا.

 

تحت قيادة لويس إنريكي، اعتمد الفريق على نقل الكرة من المدافعين مباشرة إلى المهاجمين وتحرك ميسي ونيمار إلى عمق الملعب لخلق الخطورة، مع تحرك لاعبي وسط الملعب للأمام مما قلل إستحواذ لاعبي برشلونة على الكرة، مما يعني خروج برشلونة من أفضل 10 فرق تمريرًا في الدوري الإسباني هذا الموسم.

 

كل هذه العوامل أدت إلى فقدان برشلونة السيطرة على الكرة وهي الميزة التي ظهرت في طريقة لعب البلوجرانا مع جوارديولا، أما مع إنريكي، فوصل معدل الاستحواذ في موسمه الأول إلى 65.3% ثم انخفض في الموسم الثاني إلى 62.9% ثم إلى 61.9% في الموسم الثالث.

 

كما أنّ دور ليونيل ميسي، هداف الفريق التاريخي، تغير كثيرًا مع إنريكي، فأصبح ليو أشبه بصانع ألعاب للفريق، وأضحت طريقة اللعب أقرب إلى 4-4-2 منها إلى 4-3-3، ولم تصبح مهمة ميسي الرئيسية في الثلث الأخير من الملعب كما كانت أيام الفيلسوف.

 

وما يبرز أكثر التحولات الكبيرة في أسلوب برشلونة هو سيرجيو بوسكيتس، فهبط معدل دقة تمريرات بوسكيتس من 93.3% وقت تولي فيلانوفا إلى 80.1% ثم 75% حتى وصل إلى 71.5% مع لويس إنريكي.

 

وربما يظهر الأمر بوضوح أكبر، حينما تعقد مقارنة بين أسلوب لعب برشلونة في 2013 ضد إسبانيول في الديربي الكتالوني، وطريقة لعب الفريق ذاته في 2016.

وفي 2013 كان داني ألفيس الأكثر تمريرًا بواقع 15 تمريرة وتلاه بوسكتس بـ9 تمريرات ثم تشافي وتياجو بـ7 تمريرات في حين 6 تمريرات فقط من 71 ذهبت لكارلوس بويول

 

أما في 2016 جاءت تمريرات برشلونة الـ72 على النحو الآتي 24 لخافيير ماسكيرانو، و12 لسيرجي روبرتو، و11 لتيرشتيجن، ثم 9 لسواريز وفي المركز الخامس أندريس إنيستا وحصل على الكرة 5 مرات فقط.

 

وفي عام 2017 خرج بوسكتس من المعادلة، فبينما كان في الماضي جزء مهم من طريقة لعب برشلونة من أجل الخروج بالكرة من الخلف، وينزل بالكرة إلى أسفل الملعب للتخلص من الضغط واللعب من اللمسة الأولى لإختراق دفاعات المنافسين، أضحى الآن سبب خسارة البارسا بصورة كبيرة.

 

مع إنريكي كانت برشلونة لديها مشكلة كبيرة مع الفرق التي تعتمد على الضغط العالي، فخسرت 4-3 من سيلتا فيجو و 3-1 من مانشستر سيتي و2-1 من إشبيلية، و 1-1 مع ريال سوسيداد لأن هذه الفرق استطاعت اغلاق المساحات بشكل جيد من الخلف، وبسبب كسر الرابط الذي كان يمثله بوسكتس بين خطي الدفاع والهجوم أصبحت برشلونة تعاني من تحريك الكرة من الخلف للأمام، لذا يضطر لاعبي برشلونة لإرجاع الكرة لبيكيه والتمريرات القصيرة بين بيكيه وأومتيتي او إرسال الكرة الطولية إلى عمق الملعب لميسي ونيمار.

 

يُذكر أنه رغم الإنتقادات الموجهة للمدرب الإسباني إلا انه تم إختياره كمدرب للمنتخب الذهبي حالياً ليخوض مغامرة جديدة مع منتخب بلاده هذه المرة ويصطدم باولي مباراياته بكونه مدرباً لمنتخب إسبانيا في مباراة ودية أمام منتخب ويلز في أكتوبر على ملعب الألفية بالعاصمة الويلزية، كارديف.

 

 

برشلونة لويس إنريكي