قبل 5 أعوام كان ميدان "رابعة" شاهد عيان على جرائم الأخوان
- باسم الزعبلاوىاعتصام مسلح فى مواجهة دولة كاملة، هتافات وخطابات تحرّض على إسقاط كل شىء، متاريس خرسانية وبوابات تحت سيطرة عناصر «التنظيم»، 48 يوماً مرت على هذا النحو، حتى جاء صباح 14 أغسطس، لتبدأ الدولة فى التحرك بعد سلسلة طويلة من التحذيرات والمناشدات والدعوات السلمية التى لم يلقِ لها الإخوان بالاً ولم يضعوا لها وزناً.
قبل 5 أعوام، انطلقت معركة فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، يصفها البعض بأنها كانت «شراً لا بد منه»، شراً اختارته الجماعة ونفخت فيه وفاقمته ورفضت العدول عنه إلا بـ«الدم»، لتندلع معركة واسعة سقط فيها عدد من أبطال «البدلة الميرى» بين شهداء ومصابين، أغلبهم فى مقتبل العمر، ودعوا بيوتهم وأسرهم لأداء الواجب الذى كُلفوا به، ربما كانوا يخططون لأمور كثيرة بعد نهاية المهمة، بعضهم كان يخطط للزواج، وبعضهم كان يخطط لمستقبل أبنائه، وبعضهم كان يرسم أحلاماً كبيرة لعمر طويل سوف يعيشه، لكن كل الخطط والأحلام انتهت فى صباح ذلك اليوم الأسود، عندما انطلقت الرصاصة الأولى من بين صفوف الإخوان، واندلعت من بعدها معركة واسعة.
قبل 5 أعوام، كان صوت الرصاص عالياً، وعناصر الإخوان المسلحون فى كل مكان، ليس داخل ميدانى «رابعة» و«النهضة» وحدهما، لكن فى ميادين أخرى، يستهدفون المدنيين، ويهاجمون الكنائس، ويحاولون اختراق بعض المنشآت الحيوية، فى محاولة لإحداث مخطط بالفوضى، إلا أن مخططهم فشل، ونجحت الدولة فى العبور منه، لكنها دفعت فى مقابل ذلك ثمناً غالياً، هو تلك الدماء الطاهرة لهؤلاء الذين لا نحسبهم أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون.