«الداخل مفقود.. والخارج مولود».. مستشفيات الشرقية «خرابات».. و«الصحة» فى «غيبوبة»
- ياسر خفاجيبعد وفاة 3 وإصابة 15 آخرين أثناء جلسة الغسيل الكلوى
مدير مستشفى ديرب نجم: استعنت بـ 3 أطباء أصداقائى لإنقاذ المرضى من الموت
نجل فردوس: «لقيت أمى مرمية على الترلى فى طرقة المستشفى»
وزيرة الصحة: تشكيل 3 فرق طبية لفحص ملابسات الحادث وإحالة الواقعة للنيابة العامة
نجل شقيق أحد الضحايا عن صرف 50 ألف جنيه لأسرة المتوفى:"محصلش"
رجب السيد: عدد الضحايا أكبر من المعلن.. وإدارة المستشفى طالبت الأهالى باستلام جثامين ذويهم قبل التشريح بحجة "إكرام الميت"
وسط حالة من الحزن والغضب اتشح مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية بالسواد وصراخ الأهالى وتحولت قرية كفر الحاج أحمد، و الصوينى، ومنشأة صهبرة إلى سرادق عزاء كبير وذلك عقب وفاة 3 مرضى أثناء جلسة الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم، وهم فردوس عبدالله أحمد، ٦٣ عامًا "ربة منزل"، وصبحي عبدالحى على 75 عاما، و سلام محمد إبراهيم وسقوط 15 آخرين ودخولهم في غيبوبة وأمرت النيابة بالتحفظ على الجثامين، وأغلقت وزارة الصحة مركز الغسيل الكلوى بالمستشفى.
ونال حادث مستشفى ديرب نجم اهتماما كبيرا من جانب المسئولين حيث أمر الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بالتواجه على الفور إلى محاقظة الشرقية للوقوف على ملابسات الحادث وإعداد تقرير مفصل عن الواقعة واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ومتابعة سير التحقيقات كما وجه بزيارة كافة المصابين، والتأكد من تلقيهم الخدمة الطبية لهم.
وتفقدت الوزيرة يرافقها الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية مستشفى ديرب نجم وقررت إغلاق مركز الغسيل الكلوى محل الواقعة وإحالة قيادات المستشفى للتحقيق و تشكيل 3 فرق طبية لفحص الواقعة، الفريق الأول من قطاع الطب الوقائى بالوزارة، وسيسحب عينات من المياه، وممثلين عن صحة البيئة، والترصد، والفريق الثانى من قطاع الطب العلاجى بالوزارة ويضم مدير عام الكلى الصناعى وفريق متخصص، والثالث من «التفتيش الفنى».
ولم يمر علي تولى الدكتور فتوح أبو المجد مسؤلية تسيير أعمال مدير مستشفى ديرب نجم المركزى أقل 48 ساعة فقط من حدوث كارثة مرضى الغسيل الكلوي، فيقول "أبو المجد" إن أمر إجراء الصيانة بمحطة مياه الغسيل الكلوى والذى تم يوم الجمعة قبل الحادثة بيوم واحد لست مسؤول عنه ولم أكن أعلم بميعاده، وأمر بدء الغسيل الكلوى تم بدون إجراء الاختبارات المطلوبة ولَم أعلم به أيضا ليس ضعف ولكن لأن ذلك تم بدون علمي ونتيجة أوامر من الإدارة السابقة "لتوريطى" قبل تولى المهمة حيث إنه جرى تعيينى يوم 13 سبتمبر الجارى مما وضعنى في امتحان صعب، مؤكدا أنه تولى إدارة الأزمة بشكل جيد وانقذ حياة الكثير من المرضى.
أضاف "أبو المجد" في تصريحات خاصة لـ"الميدان" أن كارثة الغسيل الكلوى كانت مدوية ومفجعة إلى الحد الذي كان سيصيب أكثر من ثلاثين أسرة ولكن حسن إدارة الأزمة أدى إلى تقليص عدد الوفيات من 9 إلى 3 حالات.
تابع مدير مستشفي ديرب نجم المركزى، استعنت بـ3 أطباء أصدقائى لانقاذ المرضى من الموت موجها الشكر للدكتور خالد محروس أستاذ التخدير بكلية الطب جامعة الزقازيق والدكتور محمد ماهر علام أستاذ القلب بكلية الطب جامعة الزقازيق والدكتور راقى الجوهرى مدرس التخدير بكلية الطب جامعة الأزهر، مشيرا إلى أنهم قاموا بدور البطولة في كارثة الغسيل الكلوى، قائلا إنهم استجابو لصرخة الاستغاثة منى حينما كان مرضي الغسيل الكلوى يصارعون الموت وتركو أعمالهم وحضرو مهرولين وتوجهوا إلى التعامل المباشر مع الحالات والتى كانت تصارع الموت وقاموا بعمل أشبه بالإعجاز وأنقذوا حالات من الموت.
وقال أحد العاملين بالمستشفي رفض ذكر اسمه لـ"الميدان" إن صيانة وحدة معالجة المياه بوحدة الغسيل الكلوى بديرب نجم بالشرقية من قبل الشركة كانت يوم الجمعة قبل الواقعة بيوم وحدثت الفاجعة مع أول مجموعة مرضى فى الجلسات صباح السبت، وفجأة حدث صراخ من المرضى وزرقة شديدة بأجسامهم مع صعوبة تنفس وحدثت الوفيات والإصابات مثلما أعلن.
ومن الناحية الطبية قال إن هناك احتمالية كبيرة حدوث صدمة تسممية (Septic shock) نتيجة عدم نقاء المياه بعد المعالجة وهو سبب الأعراض التي حدثت مطالبا بشفافية ومعرفة هل تمت التجربة بعد الصيانة يوم الجمعة للتأكد من تعقيم المياه وحسب المواصفات القياسية قبل البدء فى جلسات الغسيل
تابع حياة الإنسان غالية والتصريح المستفز أنهم ٣ وفيات فقط فيه مهانة لحياة الإنسان المصرى حتى ولو وفاة حالة واحدة نتيجة إهمال أو عدم توفر مستلزمات أو فلاتر أو غيره فيجب محاسبة كبار المسئولين (المسئولية الأدبية تحتم قيام المسئول الأول بتقديم الاستقالة عند وقوع خطأ جسيم مثلما نشاهد في الدول المتحضرة ) مضيفا نحن فى انتظار ماتسفر عنه التحقيقات وخالص العزاء لأسر الضحايا.
إحالة الواقعة للنيابة
من جهته قرر المحافظ، الدكتور ممدوح غراب إحالة الواقعة للنيابة العامة لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المقصرين، وتقدم بالعزاء والمواساة لأسر المرضى المتوفين و أصدر القرار رقم 11394 لسنة 2018 بوقف تشغيل وحدة غسيل الكلى التابعة لمستشفى ديرب نجم المركزى، بالطريق الإدارى، لحين إزالة أسباب المخالفة، مشدداً على مديرية الشؤون الصحية باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو توزيع مرضى الوحدة على المستشفيات التابعة للمديرية.
وقال محمد عبد المولى نجل فردوس أحمد عبد الله 85 سنة، التى توفيت أثناء جلسة الغسيل الكلوي، فوجئت باتصال تليفونى من إدارة المستشفى تخبرنى بوفاة والدتى وعندما وصلت إلى المستشفى وجدت أمى ملقاه على "الترولى" فى طرقة المستشفى وليس معاه أحد من الأطباء أو التمريض ووجدتها قد فارقت الحياة وخروج رغاوى من فمها.
يستطرد عبدالمولى فى حديثه لـ"الميدان" قائلا فوجئت بأحد العاملين فى المستشفى يقول لى "خد أمك وروح" بالفعل استلمت جثمان أمى وانصرفت إلى المنزل للبدء في إجراءات الدفن، لكن سرعان ما تواصل معى أحد العاملين بالمستشفى طالبنى بضرورة عودة جثمان والدتى إلى المستشفى لتشريح الجثة ومعرفة سبب الوفاة وبالفعل توجهت إلى المستشفى وتحفظت الشرطة على الجثة وانتظرت حتى الساعة الثامنة مساء لاستلام الجثة.
أضاف نجل فردوس، "أمي خرجت من البيت متوجهة إلى المستشفى مع دقات الساعة الخامسة كعادتها كل يوم فيه جلسه غسيل كلوى ومع موصولها تتبادل السلامات مع زملائها من المرضى حيث يتلقون العلاج فى مكان مشترك حتى نشأت بينهم صدقات ومحبة ولكن القدر شاء أن تعود لنا جثة هامدة لأن حال مستشفيات الشرقية أصبح حالها "الداخل مفقود.. والخارج مولود".
فيما تواصالنا أيضا مع رجب السيد عبد الحى، مهندس زراعى، بن شقيق صبح عبدالحى على صاحب الـ75 عاما والذى توفى فى الحادث الأليم للوقوف على تفاصيل الواقعة، حيث قال عند وصولى إلى مستشفى ديرب نجم وجدت أن وفاة عمى غير طبيعية فرفضت استلام جثمانه وطالبت بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة وتقدمت ببلاغات لوزارة الصحة واحتشد العشرات من أهالى المتوفين والحالات المصابة وسط حالة من السخط والحزن الشديد أمام المستشفى للتعرف على أسباب الوفاة، مطالبين بالقصاص من المتسببين فى وقائع الإهمال التى أودت بحياة ذويهم.
تابع عبد الحي حديثة لمحرر الـ"الميدان" عندما دخلت المستشفى فوجئت بوجود عدد كبير من المرضى فى حالة خطيرة والدماء تملأ طرقات المستشفى وعندما توجهت إلى غرفة الغسيل الكلوي وجدتها مليئة بالدماء المنتشرة على الأرض، مشيرا إلى أن عدد المصابين بلغ 36 حالة ولكن المعلن عنه 13 مصابا و3 وفيات، مضيفا إن إدارة المستشفى نصحت بعض الأهالى باستلام جثث ذويهم وسرعة الخروج بها قبل تشريحها بحجة "إكرام الميت دفنه".
وحول تصريح الدكتور غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بصرف 50 ألف جنيه تعويضا لأسر المتوفين، قال إن هذا الكلام محصلش وعار تماما من الصحة ولم نتقاضي أى أموال حتى الآن ولم يتم إخطارنا بأى إجراءات، مضيفا وزيرة الصحة ومحافظ الشرقية جاءوا إلى المستشفى من أجل "اللقطة" وانصرفوا مسرعين دون الاطمئنان على المصابين أو الحديث مع أهالى الضحايا، مؤكد أن المستشفى بها الكثير من المخالفات من نقص حاد فى عدد الأطباء والمستلزمات الطبية والتعقيم وغيرها.
كان المستشار نبيل صادق، النائب العام، قد وجه بانتقال فريق من أعضاء النيابة العامة، برئاسة المحامى العام لنيابة جنوب الزقازيق الكلية، إلى مستشفى ديرب نجم العام، لإجراء المعاينة اللازمة لوحدة الغسيل الكلوى والتحفظ على الأجهزة والأدوات المستخدمة فى عمليات الغسيل الكلوى وسؤال المصابين وإجراء مناظرة للمتوفين، وندب الطب الشرعى لتشريح الجثامين لبيان سبب الوفاة وسؤال المختصين بمستشفى ديرب نجم العام.
كما أمرت المستشار أمانى الرافعى، رئيس هيئة النيابة الإدارية، بفتح تحقيق عاجل أمام النيابة الإدارية بالزقازيق فى الواقعة، وقالت، فى بيان لها، إنها رصدت الواقعة وتأكدت من صحتها، فأمرت على نحو عاجل بإحالتها للتحقيق وعرض الأوراق على المكتب الفنى لرئيس الهيئة للتصرف.