الجمعة 22 نوفمبر 2024 04:40 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

مزرعة لتربية الدواجن.. آخر تقاليع أردوغان في القصر الرئاسي

القصر الرئاسي بتركيا
القصر الرئاسي بتركيا

تنشغل الأوساط السياسية في تركيا بجدل واسع حول القصر الفاره، الذي تم تشييده للرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان، وبلغت تكلفة بناء القصر أكثر من 600 مليون دولار على مساحة تزيد على 200 ألف متر مربع، واعتبر معارضون، القصر بأنه دليل على نزعة سلطوية وشوق لعصر السلطان والإمبراطورية العثمانية، ودوليا، كتبت صحيفة "واشنطن بوست"، خبرا على صدر صفحاتها، قالت فيه إن قصر الكرملين في روسيا أصبح مثل النادي إلى جانب القصر الأبيض التركي.

 

مؤخرا، قررت الرئاسة التركية إلحاق مزرعة ومفرخًا بالقصر الرئاسي، لإنتاج الخضروات وتربية الدواجن، داخل مفرخًا وصوبات زجاجية، لضمان جودتها..وستنشأ تلك المزرعة على أرض غابات أتاتورك، التي أقيم بها القصر الرئاسي وتسبب الأمر في غضب عارم من قبل النشطاء والمنظمات البيئية.

 

وبعد الجدل الذي دار حول استيراد وحدة تدفئة شتوية من أجل أشجار النخيل المزروعة في حديقة القصر الرئاسي، قدم رئيس فرع غرفة المهندسين المعماريين في أنقرة، تزجان كاراكوش جاندان، معلومات تشير إلى إمكانية إبقاء أشجار النخيل حية في طقس أنقرة من خلال وضعها في صوبات زجاجية.

 

وكشف جندان أنه في أغسطس عام 2017 تم الانتهاء من مخطط إنشاء صوبات زجاجية داخل القصر الرئاسي لهذا الغرض.

 

ويبلغ إجمالي مساحة الصوبة الزجاجية أكثر من ألفي متر مربع، وتضم الصوبة الزجاجية طماطم وفلفل وخيار على مساحة 1150 متر مربع. وتم تخصيص مساحة 680 متر مربع من أجل نباتات الزينة، بينما تبلغ مساحة المخزن والأمور التقنية بالصوبة الزجاجية نحو 224 متر مربع، وبجانب الصوبة الزجاجية سيتم إنشاء مفرخ.

 

وفي ظل ما تفرضة الحكومة على بعض القطاعات من حالة تقشف لمواجهة التضخم، أكد جندان على ضرورة مشاركة المعلومات المتعلقة بتكلفة الصوبة الزجاجية والمفرخ والنباتات والأزهار مع الرأي العام التركي.

 

1000 غرفة فارهة من الرخام

 

القصر الذي تم بناؤه على مساحة 200 ألف متر مربع على أراضي غابات خضراء محمية استلزم اقتلاع نحو 3500 من أشجار الغابة التي زرعها مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وهو ما أثار حفيظة المعارضة التي اعتبرت أن أردوغان يعمــــل عــــلى تأســـــيس قوة استبدادية في تركيا.

 

ويحتل المجمع الرئاسي الذي أطلق عليه بالتركية "آق سراي" أو "القصر الأبيض" مبنى بأضوائه المبهرة أثناء الليل قمة تلة تطل على خط الافق الغربي لمدينة أنقرة، ويشمل مبنى من ثلاثة طوابق مخصصا لسكن اردوغان وعائلته. وكان من المقرر أن يستخدمه أردوغان كمقر لرئاسة الوزراء لكنه قرر تحويله لمقر رئاسي قبل ترشحه للرئاسة.

 

وكان الرؤساء السابقون يستخدمون قصر مصطفى كمال أتاتورك - مؤسس جمهورية تركيا الحديثة - القديم الاكثر تواضعا غير أن قرار الانتقال الى المجمع الجديد يأتي وفقا لما يطلق أردوغان عليها مرحلة "تركيا الجديدة".

 

ويتفوق القصر الجديد لأردوغان على القصر الملكي البريطاني "باكنغهام بالاس" في لندن، كما يتفوق على قصر الإليزيه في باريس، وأكبر من قصر فرساي الشهير في فرنسا بنحو 4 مرات، ومساحتــه تــــــزيد 30 مرة على مساحة البيت الأبيض الأميركي، حيث يتكون من 1000 غرفة فارهة وتتجاوز تكلفته 600 مليون دولار.

 

ودخل القصر الأبيض الذي تم افتتاحه الشهر الماضي متضمنا تقاليد العمارة التركية التقليدية، بما في ذلك العمارة العثمانية والسلجوقية، دخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بعدما فاقت مساحته قصر سلطان "بروناي" الذي اعتبر الأكــــبر في العالم عندما اكتمل بناؤه عام 1984 وبلغت تكلفته 442 مليون دولار.

 

وذكرت رئيسة غرفة المعماريين في العاصمة التركية تيزكان كاراكوس كاندان أن قصر أردوغان "يحتوي على ألف غرفة مطعمة بالغرانيت الأخضر ولصقت حوائط دورات المياه بأوراق حريرية، بالإضافة إلى الأشجار الناضجة في فناء القصر والتي تم استيراد الواحدة منها بمبلغ 3750 دولاراً".

 

وتناولت وسائل الإعلام العالمية بكثير من الاهتمام الأخبار عن القصر الذي أثار انتقادات واسعة من قبل المعارضة التركية ومنتقدي أردوغان في الداخل والخارج، سواء من حيث التــــكلفة أو غـــــير ذلك من أمور متعلقة بمدى الحاجة إليه، والرمزية التي يمثلها لتركيا، حيث اعتبر البعض أن "هذا القصر يشهد بوضوح على جنون العظمة والشهوة للبذخ والمجد، والشوق لإحياء الإمبراطورية العثمانية القديمة، والعودة إلى عصر السلطان".

 

وقارن عدد من منتقدي أردوغان القصر البالغة مساحته 200 ألف متر مربع بقصر الشعب الذي بناه ديكتاتور رومانيا الشيوعي نيكولاي شاوشيسكو

 

ودانت المعارضة القصر واعتبرته ترفا مبالغا فيه يظهر أن أردوغان ينحدر نحو الحكم السلطوي. وانقسم الرأي العام التركي بحدة حيال مسألة بناء الصرح المترامي الأطراف مع نظرة منتقدي المشروع إليه على أنه علامة على النزعة الاستبدادية المتزايدة.

 

صحيفة الاندبندنت البريطانية، التي قالت إن الرئيس التركي أو السلطان الجديد ـ على حد وصفها ـ يسكن في قصر ثمنه 635 مليون دولار، مشيرة إلى أنه مكــون من 1000غرفة مغطاة بالرخام، وحمام مصنوع من الحرير وأنه أكبر من البيت الأبيض الأميركي، لفتت ايضا إلى ان الرئيس التركــي يواجه اتهامات تقول إنه قد يتصرف مثل السلطان خاصة وأنه انتخب رئيسا بعد 12 عاما من وجوده في منصب رئيس الوزراء.

 

وقال الكاتب ميميت يلماظ: "إنه أفضل مثال على نوعــية الدولة، وتحت أي نوع من الإدارة. نحن نعيش ما دام قصر أردوغان غير مرخص"، مشيرا إلى أن "دافعي الضرائب يريدون معرفة تكلفة الإنشاءات التي تمت في القصر من دون أن تخضع لمناقصــــة مفتوحة".

 

وعلّق نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي يعد القوة الرئيسية في المعارضة على تكلفة بناء القصر متهكما: مع هكذا أموال كان يمكن أن نرسل 3 أقمار صناعية إلى المريخ، فيما قال النائب المعارض خورشيد جونس "لا أعتقد أن هذا القصر هو رمز دولة صاعدة بل دولة متخلفة ونامية. إنه أمر سخيف".

 

واعتبر قـيادي في المعارضة التركية ان "أردوغان يبني لنفسه في البلاد سلطانا، بينما يوجد 3 ملايين مواطن تركي عاطلين عن العمل"، وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كاليغدار أوغلو مخاطبا الرئيس أردوغان: "أنت تقطع مئات الأشجار من أجل أن تبني قصراً لنفسك".

 

ارتفاع راتب أردوغان رغم دعوات التقشف

 

يذكر أن راتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ارتفع في ميزانية عام 2019 بواقع 26 في المئة عن العام السابق، حيث كان راتب أردوغان في ميزانية 2018 في ظل النظام البرلماني نحو 59 ألف ليرة، بينما ارتفع هذا المبلغ في ميزانية 2019 في ظل النظام الرئاسي إلى 74 ألف و500 ليرة.

 

ومن المتوقع أن يصل راتب أردوغان بحلول عام 2020 إلى 81 ألف و750 ليرة، على أن يواصل الارتفاع في عام 2021 إلى 87 ألف و500 ليرة. وبهذا سيبلغ راتبه السنوي مليون ليرة.

 

وكان راتب الرئيس التركي السابق عبد الله جول قد ارتفع بنسب تتراوح بين 7 و11 في المئة، فخلال العام الأخير من رئاسته حصل جول منذ مطلع عام 2014 حتى شهر أغسطس على راتب شهري بقيمة 40 ألف ليرة.

 

رجب طيب أردوغان القصر الأبيض التركي الإمبراطورية العثمانية