أكاديمية الدعاة صرح جديد لمحاربة الإرهاب.. الأوقاف: 50 مليون جنيه تكلفة الإنشاء.. ومستشار الرئيس:"امتداد للوطنية للتدريب"

أكاديمية الدعاة، صرح جديد شيدته وزارة الأوقاف في إطار سعيها لتجديد الخطاب الديني ومحاربة الفكر المتطرف، الأكاديمية المقامة بمدينة السادس من أكتوبر في مبنى حضاري، تضم معملا للغات، وآخر للحاسب الآلي، وعددًا من قاعات المحاضرات، وقاعة عامة مجهزة على مستوى عصري بما في ذلك الترجمة الفورية، إضافة إلى أماكن متميزة لإقامة الدارسين.

 

تدشين سابق

 

الإعلان عن إنشاء الأكاديمية، قبل عدة أشهر طرح العديد من التساؤلات، خاصة وأنه سبق وافتتح وزير الأوقاف الأكاديمية مطلع عام 2016، في مسجد النور بالعباسية، قبل أن يتم تجميد أنشطتها بشكل مفاجئ دون إعلان الأسباب، ليعلن الوزير عن إنشاء ذات الأكاديمية في 2018.

 

الأكاديمية السابقة في مسجد النور بالعباسية، استقبلت دفعة من الأئمة ، في إطار تنظيم دورات ومحاضرات دينية ولغوية، وفي التنمية البشرية لمدة شهر، مقسمة على 6 أيام أسبوعيا بعدد ساعات محددة، وعقد بنهاية كل دورة ورش عمل، وجرى تقييمهم وامتحانهم لقياس مستوى كل إمام، وتقديم بحث استبيان على الأئمة لتقييم الدورات ومقترحات التطوير، حيث ضمت بداخلها 5 قاعات 3 منها مجهزة وتحتوى على "داتا شو"؛ لعرض المحاضرات بشكل مبسط.

 

الوزير مختار جمعة، أعلن حينها عن تخصيص ميزانية بنحو 15 مليون جنيه سنويا لدعم تلك البرامج التدريبية بالأكاديمية، بيد أنه تم تجميد العمل بالأكاديمية بعد تخرج دفعة واحدة فقط، ودون أي مقدمات، وهو ما دفع الشيخ أحمد تركي، مدير عام المراكز التدريبية بالأوقاف المقال في يوليو الماضي، لمخاطبة الوزارة حينها حول سبب وقف العمل بالأكاديمية بيد أنه لم يتلق أية ردود؛ ليتم الإعلان بعد ذلك عن إنشاء الأكاديمية الجديدة في مدينة السادس من أكتوبر وبتكلفة 50 مليون جنيه.

 

لتصحيح المفاهيم

 

الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، قال إن الأكاديمية تهتم بتدريب أئمة ودعاة مصر والعالم والعربي، عبر علماء أكفاء ومستنيرين في شتى المجالات؛ للزود عن الدين الإسلامي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

 

ولفت طايع، في بيان له، إلى أنه يشترط للالتحاق بالأكاديمية اجتياز الأئمة حفظ القرآن الكريم، واجتياز اختبارات الثقافة الإسلامية، واللغتين العربية، والإنجليزية، والحاسب الآلي؛ بهدف تخريج أئمة على مستوى عال من الكفاءة.

 

وأفاد المتحدث الرسمي، بأن أنشطة الأكاديمية ستتجاوز المحلية إلى العالمية، حيث تستقبل الأئمة من مختلف دول العالم، وتقيم دورات تدريبية لأئمة الدولة الراغبة في الاستفادة من التجربة المصرية، على أن يتم تمويل جميع أنشطة الأكاديمية من الموارد الذاتية للوزارة.

 

وأكد أن الأهداف المنشودة من تشدين الأكاديمية، تتمثل في نشر الفكر المستنير بالداخل والخارج، في ضوء دور مصر الريادي في نشر سماحة الإسلام ومواجهة الفكر المتطرف وتفكيك مزاعم المتطرفين.

 

وأطلقت الأوقاف، البرنامج العلمي للأكاديمية، أمس الأول، حيث شمل البرنامج محاضرات لأكبر علماء العالم وهم المفتى السابق الدكتور على جمعة، والمفتى الحالي الدكتور شوقي علام، والدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس والدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر، بالإضافة إلى أبرز علماء العالم بالتنسيق مع أجهزة الدولة، كما تستقبل الأكاديمية متدربين من مختلف دول العالم.

 

مستشار الرئيس

 

الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية، قال خلال جولته بالأكاديمية،:"  هذه بشارة جديدة للمصريين حول عمل المؤسسات الدينية وتعاونها، وعام 2019 انطلاقة للتنسيق، كما أن أكاديمية الدعاة هي امتداد للأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل".

 

ويدرس الدعاة داخل الأكاديمية كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح" ويقوم بتدريسه الدكتور محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا السابق، بالإضافة إلى كتاب "قواعد الفقه الكلية" ويقوم بتدريسه مؤلفو الكتاب وهم الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية والدكتور محمد سالم أبو عاصي، و الدكتور رمضان محمد الهتيمي، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر، والدكتور هانى تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية.

 

ويحاضر بالأكاديمية الدكتور ياسر أحمد مرسى، مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة، إضافة إلى محاضرتين ثقافيتين هامتين الأولى للدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية.

 

وتعقد الأوقاف، اختبارات قياس مستوى الدارسين فى الحاسب الآلي تمهيدًا لتصنيفهم إلى مجموعات حسب مستوى كل منهم لتحديد البرامج اللازمة لصقل مواهبهم  فى ذلك بالإضافة إلى المحاور العلمية الأخرى والثقافية العامة من "علم المنطق، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، ومفاهيم الأمن القومي، وحروب الجيل الخامس، وفنون التواصل، واللغة الإنجليزية"

 

وقبل أسبوعين افتتح الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، أكاديمية الأزهر الشريف لتدريب الأئمة والوعاظ، تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بهدف تأهيل خريجي الكليات الشرعية والعربية وغيرها، من الوعاظ والأئمة والمدرسين وباحثي وأمناء الفتوى لتكوين عقول قادرة على مسايرة تطورات الأحداث والمجتمعات، وإتقان التعامل مع الوسائل الحديثة لبناء قدرات ومهارات وملكات المتأهلين والمتدربين العلمية والمهنية للتعامل معها والاستفادة منها علاوة علي تأهيل الطلاب بجامعة الأزهر من الوافدين الذين سيحملون فكر الأزهر الوسطي المعتدل لمواجهة التطرف والتشدد، وهي ذات الأهداف التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف لإنشاء أكاديمية الدعاة، حيث يظهر عدم التنسيق بين المؤسستين الدينيتين وسط تقارير عن وجود منافسة وصراع خفي حول إتمام قضية تجديد الخطاب الديني.