من هو «البشير» ولماذا يطالب المتظاهرون بإسقاطه؟
- أحمد عبد التواب
البشير يحكم السودان منذ 1989 بعد الإطاحة بحكومة صادق المهدي
تعرض لكثير من الانتقادات من قبل المنظمات الإنسانية
تلاحقه المحكمة الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية منذ 2009
لم تتم خلال 30 عاما من حكمه أي انتخابات رئاسية إلا في 2010 وفاز فيها
اندلعت احتجاجات شعبية ضده بسبب ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع الاقتصادية
يتظاهر السودانيون ضد حكومة بلادهم منذ 19 ديسمبر الماضي، مطالبين باستقالة الرئيس السوداني عمر البشير، والدعوة لتشكيل حكومة انتقالية.
وأطلقت قوات الأمن النار على المحتجين وقتلت ما لا يقل عن 37 شخصًا بحجة إثارة الفوضى في البلاد، وذلك حسب منظمة العفو الدولية في بيان صادر عنها.
ولكن لا يعرف الكثيرون معلومات عن الحياة الخاصة للبشير، ولماذا يطالب المتظاهرون بإقالته؟
حكمه
ولد عمر حسن أحمد البشير عام 1944 في قرية صغيرة تسمى "حوش بانقا" التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه.
تولى منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني في 30 يونيو 1989، بعد الإطاحة بحكومة الصادق المهدي، وجمع حينها عمر البشير بين منصب رئيس الوزراء ومنصب رئيس الجمهورية، حتى مارس من عام 2017 حينما تم فصل منصب رئيس الوزر.
وبحلول عام 2019، يكون البشير قد قضى أطول فترة حكم في تاريخ السودان الحديث وهو 30 عاما.
ومنذ توليه الحكم في عام 1989، لم تتم أي انتخابات رئاسية، حتى عام 2010 الذي فاز فيها البشير بعد أن انسحبت المعارضة من تلك الانتخابات، واصفة إنها "غير نزيهة".
وتعرض البشير لكثير من الانتقادات من قبل المنظمات الإنسانية، إذ تلاحقه المحكمة الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور منذ عام 2009، إلا أنه لا يزال يجري زيارات رسمية إلى البلدان العربية والأفريقية متحدياً قرار المحكمة.
اتفاق السلام
في سبتمبر 2013، اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في السودان ، ضد حكم البشير بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة. وقد قتلت فيها قوات الأمن الحكومية ما لا يقل عن 200 متظاهر، بالإضافة إلى اعتقال وتعذيب الكثير من العمال والطلاب. وأعلن البشير وقتها لشعبه عن عدم رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015. لكنه لم يف بوعده.
وقبل أن يصبح البشير رئيساً للبلاد، كان أحد قادة الجيش ومسؤولا عن قيادة العمليات في الجنوب ضد الزعيم المتمرد الراحل جون قرنق.
وعندما وقع عام 2005 اتفاق نيفاشا مع قرنق الذي كان يقود الحركة الشعبية لتحرير السودان، انتهت أطول حرب أهلية استمرت 21 عاما لتولد جمهورية جنوب السودان.
ويرفض البشير الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، القاضي الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو الذي قال في أكثر من مناسبة أن لديه أدلة دامغة على تورط البشير في جرائم حرب.
لا يعرف الكثيرون عن الحياة الخاصة للبشير، وليس لديه أطفال رغم زواجه من اثنتين. وكان زواجه الثاني من أرملة إبراهيم شمس الدين، الذي كان يعد "بطلا حربيا في الشمال".
وكان يحث البشير، القادة على الزواج بأكثر من امرأة وتكفل الرعاية لأرامل الحرب الأهلية التي استمرت عقدين من الزمن وسقط فيها مئات القتلى.
وفي بدايات حكمه، شهد السودان انتعاشا اقتصاديا، لكن على الرغم من تأرجح استقرار الأوضاع في السودان بشكل مستمر، إلا أن السودانيين لا يزالون يعانون من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية في البلاد.