إستراتيجية جديدة لتطوير قطاع البترول وجذب المزيد من الإستثمارات الأجنبية
- محمد الحملىأكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، فى كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة الثالثة من مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول إيجبس ٢٠١٩، أنه فى ظل هذه الإصلاحات الأقتصادية والهيكلية والتى حسنت المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الائتمانى لمصر بشهادة العديد من المؤسسات الدولية، أضافة إلى استراتيجية مصر 2030، شرع قطاع البترول فى تنفيذ استراتيجية طموحة لتطوير وتحديث القطاع برؤية موحدة تهدف الى تحقيق الاستفادة الاقتصادية المثلى من الثروات الطبيعية، للمساهمة فى التنمية المستدامة لمصر، وتحويل مصر لمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول ، وأنه على مدار العامين الماضيين تم البدء فى تنفيذ هذه الاستراتيجية والتى ساهمت فى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
واستعرض الوزير ثمار المبادرات التى تم طرحها خلال مؤتمر إيجبس الماضى،مشيرا إلى أنه تم طرح مناقصة بوابة مصر للاستكشاف لتسويق المناطق البترولية المختلفة الكترونياً، لتسهيل الوصول إلى البيانات وتشجيع عمليات البحث والاستكشاف من أجل زيادة الإنتاج ، إضافة إلى تحقيق طفرة غير مسبوقة فى مبيعات بنزين 95 بنسبة 250%، وكذلك زيادة عدد الشركات والمنافذ التسويقية بنسبة تزيد عن 300%، وذلك عقب المبادرة التى أُعلن عنها العام الماضى بإدخال نوع جديد من بنزين 95 ذو العلامة التجارية .
كما يجرى حاليا الاتفاق مع عدد من شركاء قطاع البترول، لبدء مشروعات مماثلة لما تم مع شركة بدر الدين للبترول كأحد النماذج لتطوير الشركات المشتركة لإنتاج البترول . كما أشار إلى تمكن بوابة التواصل الرسمية للعاملين بالقطاع التى تم تدشينها العام الماضى من توحيد أبناء القطاع فى منصة واحدة لمعرفة أحدث الاخبار والنجاحات والتحديات التى تواجهنا لإرساء الشفافية كأساس فى التعامل ، وأن عدد المستخدمين بلغ ما يزيد عن 70 ألف مستخدم.
وأعلن الملا، تمكن قطاع البترول هذا العام من تحقيق قصص نجاح ملموسة فى كافة مجالات صناعة البترول كانت لها أصداء إيجابية على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، ويأتى على رأسها التحول الهائل لمصر خلال ثلاث سنوات من أحد أكبر مستوردى الغاز في العالم لتحقيق الاكتفاء الذاتى بل واستئناف التصدير بالدعم الكبير من رئيس الجمهورية وتضافر جهود عدة جهات بالحكومة والتى أدت لاستعادة ثقة الشركاء من الشركات العالمية من خلال خفض المستحقات المتأخرة بأكثر من 80%، وهو ما انعكس على جهودهم وزيادة استثماراتهم خلال الفترة ، كما أشار لقيام الشركات المحلية بملحمة وطنية ومساهمتها فى تنفيذ عدد كبير من مشروعات تنمية حقول الغاز فى زمن قياسى ساهمت فى زيادة الإنتاج بنسبة 60%.
وفى مجال المشروع القومى لتوصيل الغاز للمنازل ، حيث تم زيادة معدلات التوصيل إلى أكثر من مليون وحدة خلال عام 2018 مع إعطاء الأولوية للقرى والمدن التى لم يصلها الغاز من قبل، هذا إلى جانب التوسع فى مشروع تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى المضغوط فى ضوء سياسات تعظيم القيمة المضافة وتخفيض فاتورة الدعم وكذلك الحفاظ على البيئة، ونعمل حاليا على خطة لزيادة أعداد السيارات المحولة وانتشار محطات التموين نظراً لكونه وقودا نظيفا ومنخفض التكلفة .
وأشار الوزير, إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم للشراكة الاستراتيجية فى مجال الطاقة بين كل من مصر والاتحاد الأوروبى بما يساهم فى تحقيق أمن الطاقة اقليمياً خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبى تمثل الأسواق الرئيسية لغاز شرق المتوسط وأنه تم توقيع اتفاق حكومى بين مصر وقبرص لتسهيل إقامة خط أنابيب بحرى مباشر بين البلدين لنقل الغاز الطبيعى من حقل أفروديت الى مصانع اسالة الغاز بمصر لإعادة تصديره ، وأعلن أن هذه الجهود قد تكللت فى منتصف يناير الماضى بانعقاد الاجتماع الوزارى الأول لمنتدى غاز شرق المتوسط بمبادرة من مصر واختيار القاهرة مقرا له بهدف تعزيز التعاون من خلال حوار منهجى وصياغة سياسات إقليمية لتحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانات الغاز بالمنطقة بما يحقق المصالح المشتركة .
وأعلن وزير البترول، عن بدء إنتاج الغاز من حقلى جيزة وفيوم بالتعاون والشراكة مع شركة بى بى البريطانية والذى يمثل المرحلة الثانية من مشروع تنمية حقول غرب دلتا النيل البحرية بمعدل 400 مليون قدم مكعب يومياً يزداد تدريجياً ليصل إلى 700 مليون قدم مكعب يومياً خلال شهر أبريل القادم.
مشيرا إلى أنه سيتم الاعلان خلال المؤتمر عن نتائج مزايدتى الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية للبحث عن البترول، والتى شهدتا إقبالاً كبيراً من الشركات العالمية وكذلك عودة ودخول شركات أخرى للعمل فى مصر.
ولفت الوزير، إلى أن مؤتمر ايجبس هذا العام يتواكب مع حدثين على قدر كبير من الأهمية. الأول هو مرور 60 عاماً على إنشاء منظمة الدول المصدرة للبترول "الأوبك" والتى أسهمت بنشاطها وفاعلياتها الواسعة فى استقرار السوق وتأمين الامدادات البترولية، والحدث الثانى والأهم هو تسلم مصر بالأمس رئاسة الاتحاد الافريقى لهذا العام وحرصها على تقديم كافة الجهود الممكنة للعمل على تحقيق مصالح القارة الافريقية وتعزيز مسيرتها التنموية وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والتحديث، وفى هذا الصدد فإن وزارة البترول والثروة المعدنية تعتزم تكثيف التعاون مع الدول الأفريقية وعلى أتم الاستعداد لتوفير كافة الامكانيات لنقل تجربة مصر وخبراتها فى استغلال الموارد الطبيعية بما يحقق المصالح المشتركة.