وفاء الأبطال.. حكاية فلسطينية انتظرت خطيبها الأسير 16 عامًا بمفاجأة
أحمد واضح
بدأت قصة الحب بينهما في مدينو "طول كرم"، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى"؛ ليتقدم إلى خطبتها قبل أسره من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2003، ويستمر في الأسر 16 عامًا؛ ليفرج عنه أمس الأول الموافق الثلاثاء الثامن من إبريل الجاري .
شذى خالد، فتاة فلسطينية من فصيلة الأبطال، بلغت عامها الـ32، قضت نصف عمرها تنتظر خروج خطيبها هادي الهمشري، من الأسر ليتمما الزواج، ورغم مرور السنة تلو الأخرى إلا أنها أبت أن تستسلم ومضت على وعد الزواج فقاومت نفسها والظروف في محيطها، بل وكانت تسعى في تأسيس منزل الزوجية ونجحت في إنشاءه من راتب خطيبها الأسير.
وبعد معاناة هادي في ظلمة سجون الاحتلال، وشذى في مكابدة نفسها والظروف من حولها، اجتمعا الاثنين على أرض فلسطين الأبية وتحت سماء الحرية، ليستعدا سويًا في إقامة أسرة وطنية، تكمل مسيرة الكفاح والنضال؛ لتحرير بيت المقدس من دنس الصهيونية.
شذي حكت قصتها للصحافة، قائلةً،:"كان هادي صديق إخوتي، وعلاقتنا بدأت عندما أجبت على الهاتف ذات مرة، فأحبني من صوتي، لكن لم يسمح الوقت له بأن يتقدم لخطبتي، حيث كان الاحتلال الإسرائيلي يطارده".
وأردفت،:" هادي كان يتبع كتائب شهداء الأقصى، الذراع المسلح لحركة فتح، وكان مطاردا منذ بدء انتفاضة سنة 2000 حتى اعتقاله في أبريل 2003، بعدها نقلوه من سجن إلى آخر ولم تكن عائلته تعرف عنه شيئا، وطيلة 6 سنوات لم أكن أعرف عنه شيئا، ولا حتى عائلته تعرف، كان أسيرا في سجون ليس بها اتصالات ومنعت عنه الزيارات العائلية" -بحسب ما نقلت سبوتنك-.
وبعد معاناة في محاولة الوصول إلى هادي، ظهر في أحد السجون الإسرائيلية عام 2009، وتمكنت عائلته من زيارته، وفي أول زيارة عائلية له في السجن، طلب من أسرته أن يتواصلوا معي ليطلب الزواج مني، والحمد لله تيسرت الخطبة".
وتتبع شذى معاناتها، فتقول،:" لم يكن من السهل الارتباط بأسير في السجون الإسرائيلية، فكنت وعائلتي نعرف أنه يمكن أن يمكث في السجن أكثر من 10 سنوات، لكن أهلي كانوا يقدرون هادي وما يفعله للوطن، وكان له قيمة كبيرة عندهم حتى من قبل التفكير في الارتباط بي، فكان يحبه الجميع، والدليل هو استقبال سكان خمس مدن له فور خروجه من سجون الاحتلال".
وتقتصر زيارة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي على ذويهم من درجة القرابة الأولى فقط،؛ لتقرر شذى نقل هويتها على اسم "هادي الهمشري" حتى تتمكن من رؤيته، فكان زواجا مع وقف التنفيذ، وأكملت دراستها في الوقت الذي يقضي فيه هادي سنوات أسره، وحصلت على درجة بكالوريوس المحاسبة في جامعة القدس المفتوحة، ثم بدأت رحلتها للبحث عن وظيفة، وعملت في أحدى مشافي مدينة "طول كرم".
"كنت ادخر راتبي، وراتبه معا لأبني البيت"، بهذه الكلمات تابعت حكايتها، مشيرةً إلى أنها كانت تحصل على ثلث راتب هادي والذي لا يتجاوز 150 دولارًا، فيما تدخر راتبها أيضًا وتعمل على بناء منزلهما لتعده عند خروجه من الأسر".
وكشفت شذى عن موعد إتمام زفافها على هادي، قائلةً،:" البيت الآن لا ينقصه شيء، جاهز والأثاث موجود بقي فقط أن نضع كل شيء في مكانه، فقط مدينين بقروض للبنوك، لكن كل شيء مسيطر عليه، وموعد العرس سيكون يوم السبت 15 يونيو المقبل".
وهكذا سطرت شذى ملحمة بطولية تضاف إلى ملاحم البطولات للشعب الفلسطيني الحالم بتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي، فيقاوم الرجال في ميدان المواجهة، بينما تعد النساء عرين الأبطال.