في أنحاء البرازيل الضيقة... تعرف علي سر اللاعب البرازيلي
- رامي أيمنمنذ نعومة أظافرهم وبدء تدارك أقدامهم الأرض لتعلم المشي والركض تكون كرة القدم بين أقدامهم من البداية إلى النهاية على رمال الشواطئ بساحل ريو دي جانيرو أو في الشوارع لذلك جنون كرة القدم متصل معهم من أول لحظات العمر.
لا تختلف دولة البرازيل عن أغلب دول قارة أمريكا الجنوبية فلا يوجد سوى حلين لا ثالث لهما في أغلب أحواله كشاب يافع مقبل على الحياة سواء بأن تكون خارج عن القانون بأي صفة وطريقة لكي تكسب الأموال وتؤمن مستقبلك اما ان تحاول ان تصل لشيء فعلي بشكل قانوني وشريف لتحقيق المستقبل الجيد وهذا لا يأتي في أغلب الأحيان سوى بكرة القدم والتي أعتبرها البعض منفذًا للهروب من مستقبل غير مضمون وغير معلوم عواقبه.
ويتساءل البعض عن كون البرازيليين لديهم نوع فريد من المهارة والقدرة على السيطرة على الكرة أكثر من غيرهم..هنا يكمن السر:
فلو تعمقنا في دراسة الشعب البرازيلي وطريقة عيشهم وابتعدنا عن المنطقة الغنية والطبقة العليا القليلة هناك سنجد الطبقة الوسطى وحتى الطبقى الأدنى تعيش في نظام سكني كمجمعات سكنية كبيرة وضخمة لا توجد بها مساحات خضراء مجرد بيوت بدائية أو بيوت عادية بدون تخطيط عمراني جيد وهذا ما يجعل المساحات منعدمة.
إنعدام تلك المساحات يستغله الطفل البرازيلي في كونه يستطيع أن يتحرك مع الكرة ويسيطر عليها في المساحات الصغيرة ويستطيع أن يمرر ويراوغ كي يتحكم بالكرة مثل أي شخص لعب كرة القدم كطفل وإذا قرر الهروب من هذا الاختناق السكني فيتوجه للشاطئ وهو ما يجعل أيضاً لاعبي الكرة أكثر قدرة على التحكم بالكرة بسبب الرمال كالركض أوتمرير شيء يجعلك أفضل على العشب الأخضر.
بمعنى أن النشأة والظروف المحيطة والطبيعة تجعل من الشاب البرازيلي مُصمم على إسحار الساحرة المستديرة والإبداع بها بجانب الروح الجميلة التي يمتلكها البرازيليين كشعب يحب الرقص والغناء دائماً والاحتفال بالشوارع والعيش بشكل عام ببساطة ومرح.
كرة القدم متنفس وعشق ووسيلة لهم كي تكون أفضل شخص مشهور لديك الأموال أو حتى تُرفه عن نفسك ببعض اللحظات والمهارات في وقت به الحال الاقتصادي والاجتماعي ليس الأفضل ليضمن لك حياة كريمة في ساوباولو أو بيلو هوريزونتي أي أنها ليست رياضة فقط لهم بل اقتصاد هوية شعب ومنفذ يجعل كل شيء أفضل.
لذلك لن تستطيع ببساطة السيطرة على اللاعب البرازيلي...لن تستطيع أن توقف ذلك الرجل فهو يجمع بين الآلة الألمانية، والفلسفة الإنجليزية، وفكر المدرسة الإسبانية، وتركيز الساموري...ذلك الفارس قادر على فعل كل ذلك بل وأكثر منه لأن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة له من البداية هى شيء يولد به طفل السامبا ويجري في عروقه وسط الأحياء الضيقة بريو دي جانيرو، وبالتالي هو لاعب في مركز لا أحد قد يصل له في يوم من الأيام فهو لاعب مختلف له قوانينه الخاصة بالكرة وذلك ما نلاحظه في أبناء البرازيل على مر العصور من بيليه إلى رونالدو ثم رونالدينيو ثم نيمار فهؤلاء اللاعبين يمتلكون لمساتهم الغريبة والمختلفة لصنع سحر مختلف عن الآخرين يليق بهم ويجعل الجماهير دائمًا ما تصفق بحرارة وحماس لهذا الجمال المختلف.