سحر الأعماق.. شدوان جزيرة الفخر والكرامة ومتعة الغوص وسط المرجان النادر

تقع جزيرة شدوان في خليج البحر الأحمر للعقبة، وتقترب من بداية مدخل خليج السويس بحيث تبعد عنه ثلاثمائة وخمسة وعشرين كيلومتراً، بينما تبعد عن الغردقة ما يقارب الخمسة والثلاثين كيلومتراً، وعلى الجزيرة تقع منارة لإرشاد السفن.

 

تعد هذه الجزيرة ذات موقع استراتيجي يسمح لها بمراقبة الأنشطة البحرية في المدخل الجنوبي لخليج السويس.

 

لا تعد الجزيرة كبيرة الحجم، حيث تبلغ مساحتها تقريباً سبعين كيلومتراً وعرضها خمسة وثلاثين كيلومتراً، وطولها يقدر بستة عشر كيلومتراً، وتعتبر من الجُزر المنعزلة، وهي ذات طبيعة صخرية؛ لذا تمنع ممارسة السباحة فيها. تتميز جزيرة شدوان بشعابها المرجانية؛ حيث تعد جزيرة شدوان بالنسبة لمضيق جوبال أكبر جزيرة شعبان مرجانية في المنطقة، وكما يمكن للسياح ممارسة رياضة الغوص وخاصة في الجزء الشمالي من الجزيرة، حيث يمتد في ذلك الجزء جدار من المرجان الطبيعي الخلاب، والذي يصل لعمق يفوق الأربعين متراً. كما يتواجد سمك المرجان، وسمك المروحة، وسمك قرش الشعاب المرجانية الذي يتميز بزعنفته البيضاء، وسمك قرش الشعاب المرجانية ذو الزعنفة الرمادية، والسلاف ذات المناقير الصقرية، والدلافين الجميلة.

 

يمكن ممارسة الصيد والغطس الحر والغطس بالمعدات في هذه الجزيرة، ولهذا يقصدها عدد كبير من السياح سنوياً للتمتع بمنظرها الخلاب وممارسة الغوص والصيد عن طريق استئجار المراكب واليخوت المتوفرة، كما يتواجد على الجزيرة عدد من المدربين على الغوص وخبراء الصيد. ويمكن للسائح أن يستمتع بالوجبات البحرية الشهية المُعدة من السمك الطازج.

 

من أهم ما يميز تاريخ الجزيرة حدوث معركة شدوان التي وقعت شهر يناير لعام 1970م، حيث حدثت المعركة بين العدو الإسرائيلي وأبناء الجزيرة الذين قاوموا الهجوم، وتحولت المعركة إلى ملحمة شعبية تعد من أهم العمليات للجيش الإسرائيلي خلال حرب الاستنزاف، وانتهت المعركة في 22 من يناير لعام 1970م بخسائر فادحة أصابت الجانب الإسرائيلي والتي كانت سبباً رئيسياً في انسحابه من جزيرة شدوان.