ردًا على نائبة "الردح" الكويتية.. "جبنا الدفاتر تنقرا"
لم تمر مصر ودولة الكويت يوما بمثل ما حدث من النائبة الكويتية صفاء الهاشم، ورغم أن ما قالته النائبة لا يستطيع مس العلاقات بين الشقيقتان، ولا يجوز من طرف منهما أن يعاير الإخر بأفضاله، إلا أننا واستجابة لما قالته بالأمس، "جبنا الدفاتر تنقرا" كما طلبت، احتراما لكرامة المصري الذي ادعت كذبا بأننا وضعناها تحت نعال الأشقاء العرب، إلا أنه وجب علينا الرد على مطلبها بالنظر في التاريخ لمعرفة حجم اليد المصرية التي مدت لدولة الكويت منذ بداية القرن الماضي.
إرسال طلاب كويتيين للتعلم في مصر
ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳن الثقافية ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺣﻴﺚ ﺣﺮﺻﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻴﻦ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻟﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﻠّﻢ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ليعودوا لموطنهم قادرين على بنائه علميا وثقافيا.
عبد الناصر ودفاعه عن الكويت ضد عبدالكريم قاسم
ﻓﻲ 19 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1961 ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ، ﻭ ﺑﻌﺪ 5 ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﻂ، كﺸﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻋﻦ ﻧﻮﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﻓﻖ ﻣﺰﺍﻋﻢ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻭﺑﺎﻃﻠﺔ،
ﻭﻓﻲ 10 ﻳﻮﻟﻴﻮ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻷﺣﻤﺪ ﺍﻟﺠﺎﺑﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﺷﺮﺡ ﻟﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺃﺑﺪﻯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﻭﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ،
ﻭﻭﻗﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ حينها ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﺘﻀﺎﻣﻨﺎ سواء ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ أﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ، وﺻﺎﻥ بذلك ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﻫي ﺩﻭﻟﺔ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻃﻤﺎﻉ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ، ولولا وقوﻑ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﺤﺪﺛﺖ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ، ووقعت اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻰ ﻳﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ.
مصر والقانون الكويتي
استعانت دولة الكويت الشقيقة بفقهاء اﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ لتأسيس القانون الكويتي وبناء تشريعاته.
الدعم المصري العسكري للكويت خلال حرب العراق
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﻳﻮﻡ 2 أﻏﺴﻄﺲ 1990، ﻭﺻﻠﺖ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳة ﺍﺳﺘﺠﺎﺑة ﻟﻠﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻘﻤة ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻲ 9 ﻭ 10 أغسطس 1990 ، ﻭﻗﺒﻞ إﻟﻘﺎﺀ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻼﺋﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﻋﻘة ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ إلى ﺍﻟﻤﻨﻄﻘة ﺍﻟﺸﺮﻗﻴة ﻛﺄﻭﻝ ﻗﻮة ﻋﺮﺑﻴة ﻭﺩﻭﻟﻴة ﺑﺮﻳة ﺗﺼﻞ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ عن ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﻤﻠﻴﻪ ( ﺩﺭﻉ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ) ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻪ ﺿﺪ ﺍﻃﻤﺎﻉ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴة، وتطورت ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻌﻤﻠﻴة "دﻓﺎﻋﻴة" ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﻪ ﺍﻟﻬﺠﻮﻣﻴة "ﻋﺎﺻﻔة ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ .
ﻭﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴة ﺍﻟﺪﻭﻟﻴة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﻩ، كما ذكر المؤرخ العسكري أحمد عبدالمنعم زايد، في مذكراته، ﻭﺻﻠﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻈﻼﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻪ ﺃﻳﻀﺎ إلى ﺍلإﻣﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻋﺰﺯﺕ ﻣﺼﺮ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳة ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﻖ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻗة ﺍﻟﺮﺍﺑﻌة ﺍﻟﻤﺪﺭعة( ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻣﺼﺮ ) ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎة ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﻪ ﻭﻣﺠﻤﻮﻋة ﺻﺎﻋﻘة ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻞ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻲ 40 أﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺭﺍﺑﻊ ﺍﻛﺒﺮ ﻗﻮة ﺑﺮﻳة ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪة ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳة ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ .
في حرب الخليج الأولى ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺍلأﻟﻐﺎﻡ ﻭلأﻭﻝ ﻣﺮة، ﺑاﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻣﺼﺮﻱ ﻳﺴﻤﻲ "ﺟﻬﺎﺩ 1 "، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ أثﺒﺖ ﻧﺠﺎﺡ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﺑﺴﺮﻋﻪ ﻭﻛﻔﺎﺀة ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺍلألغام، ﻭﺗﻢ ﺗﻌﻤﻴﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﻴة ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴة ﻭﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺍلأﻟﻐﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴة ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴة، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ ﻭﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄة، ﻭﺍﺷﺘﺒﻜﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴة ﻓﻲ ﻋﺪﻩ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺗﻮﺿﺢ ﺗﻤﺮﻛﺰ ﻣﻦ 8 ﺍﻟﻲ 12 ﻓﺮﻗة ﻋﺮﺍﻗﻴة أﻣﺎﻡ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻗة ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴة ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻔﺮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة، ﻓﻔﻲ تلك ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﻪ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴة ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻔﺮﻗة ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة ﺣﺠﻤﺎ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة ﺍﻟﻤﻜﻮﻧة ﻣﻦ ﻓﺮﻗﺘﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺛﻼﺙ ﻓﺮﻕ ﻣﺪﺭﻋة ﻋﺮﺍﻗﻴة ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ولولا مصر في تلك الحرب لظلت العراق محتلة إلى الآن.