الظل والضلال
وفيق عامر
هذه هي لغة المفاهيم التي يعمل بها الناس اليوم في اجتياح حياة الآخرين واقتحامها، وكشف عوارهم وجمع مشاعرهم وهدم خلوتهم وتعرية بطونهم فما داخلهم من أسرار وآلام وأحزان واقتناص من نقط الضعف، وهدم ما تبقي من آداميتهم بتهديدهم والقضاء على مشاعرهم وأمانيهم وأحلامهم وحصرهم في حياة الرعب والخوف ليتأكد للنفس المريضة أنها الكائن الأقوى والذي ملك ملكات الفضول والتسلط للآخرين إلى من امتلأت بطونهم وأفواههم بدماء الآخر ليشبعوا رغبته السادية في امتصاص الدماء والقضاء على الضعاف والمسالمين ومن جعل الله في قلوبهم حقا للآخرين فلم ينفذوا شريعة الله بل أصبحوا أصحاب الرأس مالية الشرهة لامتلاك كل الأموال والخيرات ويتجسد الظلم في أجسامهم وأروحهم، وهو رمز القوة في العالم فعندما يرحل الفيل يضرب عن الطعام ويترك جسده بعد أن يضع رأسه في الأرض والتراب للحشرات والقوارض حتى لا يشعر بألم الموت ويرحل عن عالمنا.
فإن كانت القوة بالأجسام لحكمت الأفيال العالم وطائر الشهيين رمز القوة والعلو والسمو، أتفق الجميع أنه أقوى طائر وأكثر مكانًا يعيش مرتين في الحياة الأولى حياته الذي يعيشها لأول مرة وبعد سن الاربعين يذهب الى أعلى مكان صعد إليه وينزع كل ريشه حتى يتحول الى قطعة لحم ويضرب عن الطعام لأكثر من عشرة أيام ثم يأكل أوراق الأشجار فيعود إليه ريشة بقوته وشبابه كما لو ولد من جديد، يطير ويعلوا في السماء مرة أخرى مالك الطير الحزين ضعفاء هذا البشر الذين تنزف دمائهم وتتقطع وتموت أحلامهم وتتخبط وتنحدر أحوالهم ولا يمكن أن تكتمل منظومة حياتنا فلسنا اسودا أو نسورا فأنها الحياة بألمها واحزانها وحلوها ومرها، إلى كل من رأيت فيه الدنيا ورأيت في عينه الظلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كل وسائل الحياة اليوم لا تمتلك فيها سوى العدوان من أجل العدوان والحرب من أجل الحرب إلى نباشين القبور وأكلى لحوم البشر أستحلفكم بالله وهو أقوى منكم ومنى ان تكفوا عن الظلم فإن الحياة لا تتحمل كل هذه القسوة فإن الحياة قصيرة جدا وفارغه تماما، وليس بنا وداعا وليس الشعور بسكرات الموت لان الحياة قوة شديدة وتعدنا لبناء حياة اقوى في العالم الأفضل وتعدنا لبناء طفولتنا وذكريتنا للحياة، فلن نستطيع أن نقول وداعا ولا نستطيع أن نحيا اسودا فان الأسد عندما يشعر بالموت يصعد إلى أعلى مكان بعيد عن الأنظار حتى لا يظهر ضعفه ويبقي صامدا ويظل مستيقظا أكثر من سبعة أيام حتى يموت ويتحلل وترحل قوته وترحل هيبته ويكون وجبة دسمة للدود كما يمر به الإنسان في هذه المراحل من الحياة إلى الرحيل ومعاودة ومفارقة الحياة.
وداعا ليس هناك وداعا فقوتنا اليوم ريشه في مهب الريح تعصر بالأحياء ولكن عاد النداء الى عظماء العالم الذين رحلوا والى قوتهم والى اشرار التاريخ والى قيادات وحكام العالم أين أنتم اليوم لستوا اسودا او نسورا اليوم فأنتم ترابًا ترابًا ولكن كل ما اريده أن أحصد، احصد يا بنى آدم (حب ساعد أخلص لا تكن سافيها للدماء).
فنعمة الله وسعت كل شيء، كن رحيما تكن غنيًا.