اقتلوا محمد صلاح !!!
محمد يوسف
كغيري من الـ 100 مليون مصري، كنت أتمنى أن تحسم مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها على أراضيها والتي شهد العالم أجمع بروعة تنظيمها ، لكن بما أنه "ما نيل المطالب بالتمني" ودعت مصر البطولة مبكراً متجاوزة أكثر التوقعات تشاؤماً .
لا أنكر أن هناك أخطاء فنية كبرى وقعنا فيها ، بل أنه ربما كانت هناك جرائم ارتكبت .. وكلاهما يستحق التحقيق والمحاسبة الصارمة ، لكنني في واقع الأمر أرفض تماماً ظاهرة تعليق المشانق للاعبي المنتخب وكيل الاتهامات الجزافية والوهمية بحيث فوجئنا "بكل من هب ودب" كما يقول التعبير الشعبي الدارج يفتي ويتحفنا بآرائه "اللوذعية" ومشاعره "الجياشة" التي لا تتسق مع حقيقة ما جرى .
ومع كامل التقدير لمشاعر الحزن والغضب التي كست وجوه ملايين المصريين ، بالمناسبة من يشجع ومن لا يشجع ، فهي كانت بمثابة حماسة وطنية وغيرة محمودة وهذا شعور طبيعي ومتفهم ، لكن ما أرفضه بشدة حملات الهدم التي خاضها العديد من أصحاب الأهواء الشخصية ومحترفي تصفية الحسابات الخاصة والرقص على الجثث.
المؤسف في هذا السياق أيضاً أن هذه الجهات المشبوهة التي تخصصت في هدم أي إنجاز وتقبيح كل شيء تعمل بلا أدنى شك لصالح أشخاص أو دوائر لها أهداف خبيثة، فعلى سبيل المثال دأبت بعض الأقلام على شن حملة شعواء وحرباً قذرة ضد اللاعب العالمي محمد صلاح وتعمدت إهانته وتوبيخه وكيل الأكاذيب ضده ، متجاهلة أنه أصبح رمزاً عالمياً تفخر به مصر والعالم كله يتهافت عليه ، في حين عمد بعض المأجورين إلى تدميره واغتياله معنوياً وفنياً عبر حملات مغرضة للتشكيك في ولائه وأدائه.
وقد تجاهل هؤلاء المأجورين أيضاً أن "صلاح" لم يعد مجرد لاعب كرة قدم فقط وإنما تحول إلى سفير لمصر وواجهة مشرفة تعكس الصورة المضيئة التي لا يعرفها الكثيرون عن مصر من حيث الاحتراف والخلق الحسن والالتزام حتى تحول إلى رمز وقدوة لملايين الشباب بل والأطفال في مصر ولعلي لا أفشي سراً إذا ما أكدت أن في كل بيت مصري من يحلم بأن يكون مثل محمد صلاح .
فهل من المقبول أننا بدلاً من أن ندعم هذا اللاعب العالمي ونسانده ونوجه له الشكر على كل ما بذله من مجهود لتحقيق نتائج جيدة ، نفاجأ بهذا الهجوم المشين ضده ليس لجريمة اقترفها بل لأخطاء ربما يكون هو أبعد ما يكون عنها ، وليس أدل على مكانة "صلاح" الكبرى من تضاعف أعداد السائحين الوافدين إلى مدينة الغردقة خلال قضائه عدة أيام بها على سبيل العطلة والاستجمام ةهذا ليس حديثاً مرسلاً بل هو ما سجلته عدسات المصورين وجميع الأرقام الرسمية .
وفي النهاية تبقى كلمة.. لابد من محاسبة هؤلاء المسيئين .. ولتكن مصر دائماً فوق الجميع فيجب أن نفرق بين النقد البناء الذي يهدف إلى التقدم والارتقاء بالوطن ، وبين أصحاب الأجندات المشبوهة .