«الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضي»، حكمة بالغة فما تغني النذر، حقيقة نحن أمام منظومة ترهلت ثم شاخت ثم ماتت ودخلت مرحلة التكفين وفى انتظار مراسم الدفن والعزاء، ليحضر المسؤولين ويتم تشييع جثمانها وسط كاميرات تسلط الضوء على من قتلها وتتحقق مقولة "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" هكذا حال منظومتنا الصحية في عروس الصعيد التي تحولت بقدرة قادر إلى «قتيل الصعيد»، لا أخشي القول ما قاله الفنان القدير أحمد زكي في فيلم ضد الحكومة «كلنا فاسدون» نعم الكل فاسد بداية من صانع القرار حتى المواطن الذي يصمت إلي أن يصل الحال إلى ما نحن فيه الآن.
لن أخوض في قضية الطبيبة ماري شكري لأنها تخضع لجهات التحقيق التي تعكف حالياً على حل لغز القضية وتكشف ما يعانيه أهل المنيا من ويلات فيروس الإهمال والجشع، ولن أخوض فى قضية الطبيبة ش. ر بمستشفي المنيا الجامعي للنساء والتوليد التي رفضت الكشف على مريضة فى حالة خطرة، إنما قضيتنا اليوم هي أكبر بكثير من جريمة في حق مريضة ولكنها جريمة في حق شعب يعاني وراء ستار مسمي أهل «عروس الصعيد».
القضية يا سادة هي مسألة ضمير قُتل عمداً نتيجة انعدام الرقابة، والتعامل مع مواطني الصعيد كمواطنين درجة رابعة، انتهي عصر السماع لشكوي المواطن، وبالتالي قطع حبل الوصال بين المواطن والمسؤول الامر الذي تمخض منه أطباء بلا ضمير يتعامل مع المريض وكأنه سلعة رخيصة لا يجد من يثمنه ولا يدافع عن حقه.
تارة نجد مريض توفي نتيجة إهمال وجشع وتارة طبيب يرفض الكشف على مريض لأنه لا يروق له تخفيف أوجاعه، من المسؤول يا سادة عن حالة الترهل التي تعيشها المنظومة الصحية في محافظة المنيا؟.
سيادة اللواء قاسم حسين محافظ المنيا نتقدم اليكم شعب المنيا بشكوانا من تلك المنظومة التي ضربتها الشيخوخة وأضحت تقدم خدمات المرض الدليفري و الموت السريع، أغيثونا يرحمكم الله!!
الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة والسكان بالمنيا أين أنتي من حالة اليأس والإحباط التي تعششت في قلوب المنياوية من منظومة هي الاكثر خطراً على مر التاريخ فى المحافظة؟.
مسئولي وزارة الصحة أين دور الرقابة والتفتيش علي المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة؟ يا سادة زمن محفوظ عجب انتهي!!
لماذا تحاكمونا؟ لماذا يدفع مرضانا الثمن غالياً دون اقترافه ذنب يُذكر؟ أدعوكم جميعاً إلى زيارة مستشفياتنا الحكومية وانظروا بعين الرحمة والرأفة كيف يعامل الطبيب مرضاه؟ أنا لا اعمم لأن هناك أطباء يستحقون منا كل الإحترام والتقدير، ولكن أتحدث عن فئة تفسد ما يصلحه غيرهم.
أدعوكم لتشاهدوا اللقطات الدرامية في افتراش مرضانا بلاط مستشفيات وزارة الصحة للحصول علي خدمة العلاج، نناشدكم جميعاً أن تتقوا الله فينا، أن تتحركوا من مكاتبكم وتمارسوا الدور المنوط بكم في الرقابة والتشديد والمحاسبة علي كل فعل يرتكب ضد مواطن وضع فيكم أملاً في أن يتلقى علاجه بشيء من الآدمية والتعامل الراقي.
يا معالي رئيس الوزراء شكاوي المواطنين لدي مسئولي محافظة المنيا «غثاء كغثاء السيل» يا رئيس مجلس الوزراء المسئول في محافظة المنيا «ودن من والتانية من عجين» المسؤول يضجر من سماع شكوي المواطن، المسئول ليس لديه ثقافة النقد يرفض حتي أن يسمع الشكوي.
لمن نذهب بشكوانا عندما يغلق مسئولي المنيا ابوابهم في وجه المواطنين؟
يا دولة رئيس الوزراء قفص الاتهام يتسع للكثير بداية من أكبر مسئول في المحافظة وحتي اصغير موظف فيها، وحالة القهر التي يعيشها المواطن المنياوي علي أيدي مسئوليه تتطلب تدخل سيادتكم لوضع حد لإنهيار المنظومة الصحية في محافظة المنيا.
يا كل مسئول في عروس الصعيد سخرك الله لتقضي حاجته، جعلك الله في هذا المنصب لتكون سند وقوة لمن سخرت له لتقضي حاجته، لا تتركوا مرضانا يعانون من الوجع لا تتركوهم لقمة سائغة في أفواه منعدمي الضمير.
وأخيراً أيها المسؤولون في عروس الصعيد نوجه هذا النداء إليكم راجين أن تنفذوه لنا حتي نستريح.. أرحمونا أو أقتلونا.