«الهواء فيه سم قاتل»
أهالي أبو هلال تحت رحمة المخلفات ..وحي جنوب في ثلاجة «الموتى»
المنيا - محمود أبو السعودالأهالي:-
أمراض الصدر تهاجم أطفالنا ومسئولى حي جنوب يصرون على مخالفة القانون
نطالب المحافظ ونواب المنيا بالتصدي لتلك الجريمة ومنع تراكم القمامة فى منطقة أبو هلال
شكاوى عديدة للمسئولين من الكارثة التي يتعرض لها الأهالى "ولا حياة لمن تنادي"
كلنا نتذكر فيلم «حياة أو موت» بطولة الفنان القدير عماد حمدي والذي يصرف فيه الصيدلي دواء خاطئ لمريض يدعى أحمد إبراهيم ويبلغ الشرطة التي تجوب شوارع العاصمة لتنادي على المدعو أحمد إبراهيم قائلة لا تشرب الدواء، الدواء فيه سم قاتل.
هنا فى حي جنوب المنيا تحديداً من منطقة السلخانة وحي مكة، نفس الموقف ولكن اختلفت الأشخاص واختلف التحذير، نحتاج لمسئول يحذر مواطني المنطقة من السكن داخلها لأن الهواء فيه سم قاتل، ولكن هنا الهواء القاتل بفعل فاعل ومتعمد بمعني قتل مقنن بفعل القانون، بسبب أن الحي حول المنطقة لمخزن قمامة.
نعم «رائحة الموت» تفوح من هنا .. عبارة تصف بدقة مقالب القمامة في حي جنوب المنيا، التى تعمل ضد صدور المواطنين من سكان المناطق التى تقع فيها، فى ظل عدم وجود أساليب علمية صحية فى التخلص من القمامة، ما يسبب أزمات عديدة أقلها ضررًا الروائح والمناظر الكريهة التى لا تطاق. لكن الأمر يتعدى المنظر والرائحة والضيق إلى ما هو أخطر، إذ تصيب مقالب القمامة هذه، المواطنين، بالعديد من أمراض الصدر التى تؤدى إلى الوفاة فى أحيانٍ كثيرة.
محمد حسين، أحد سكان أبو هلال يقول لا يمكن وصف الوضع سوي ببشاعة منظر مدخل المنطقة تحولت إلى مقالب قمامة بقوة قانون.
وأضاف أن الشارع يخدم عدد كبير جداً من سكان المنطقة رائحة بشعة متسائلاً.. فين حى جنوب؟
واشار محمد، أن مسئولى الحي هم من يلقون الزبالة فى التروسيكلات التابعة للحي وتقوم بجمعها من المنطقة، أى أن المنطقة أصبحت مقلب قمامة.
وأكد محمد، أن منطقة أبو هلال والسلخانة تحديدًا، يشهد انتشار كبير فى القمامة، وتحولت الشوارع إلى "مقلب زبالة"، تفوح منه روائح كريهة بسبب وجود العديد من الحيوانات النافقة ، فضلا عن تراكم القمامة، ما تسبب فى تأثيرات على الصحة العامة وانتشار الأمراض المعدية لسكان المنطقة .
فيما طالب بتدخل اللواء محمد شعراوي وزير التنمية المحلية، واللواء قاسم حسين محافظ المنيا، ونواب البرلمان، وإعطاء تعليماتهم لمسئولى الحى بتنفيذ حملات رفع للقمامة من شوارع حي جنوب المختلفة.
وأكد سعيد احمد، من سكان المنطقة أن القمامة تمثل مشكلة ضخمة لكل سكان الحى عارفين مكان إلقاء القمامة الموجود أمام مدرسة الشهيد و الحكومة مشكورة كانت ترسل عربات لحمل المخلفات من الصندوق إلى داخل العربة بشكل مباشر لكن منذ فترة قريبة لم يعد كما كان الآن يأتى الونش ليصب كل محتويات الصناديق الحديدية على الأرض ثم يقوم بتحميلها على العربات مما يتسبب فى الإضرار بالمارة و تعطيل المرور و بشاعة المنظر و إنتشار الرائحة الكريهة و تلويث المكان رجاء إلى السيد المحافظ أن يعيد لنا العربات المجهزة التى كانت تنظف المكان بشكل أسرع و أحسن و أكثر آدمية.
كريمة صابر، فى بداية عقدها الثالث، تعانى من «الجيوب الأنفية»، وهى حالة ثانية تضررت وكادت تموت جراء تنفسها هواء المنطقة، لأنها إحدى ساكنات حي مكة.
تشرح «كريمة» أن مريض الجيوب الأنفية لا يتحمل أى نسبة تلوث فى الهواء، وتزداد حالته سوءًا إذا تعرض لكل هذا التلوث الدائم، قائلة: «حالتى صعبة، نزيف الأنف لا يتوقف، وكل ما أستطيع فعله هو غلق النوافذ وتنقية الهواء بالتكييف والاستعانة بالكمامة أثناء نزولى إلى الشارع».
تحملت الزوجة العشرينية كل هذا على أمل حل الأزمة، كانت متعلقة - كما تقول- بوعود المسئولين، ولكن عندما طال الانتظار بلا جدوى قرر زوجها البحث عن شقة أخرى فى مكان خالٍ من كل هذا التلوث.
كيف هى الصورة على أرض الواقع إذن؟ ماذا عن هذه المقالب التى تنفث الموت من باطن القمامة إلى صدور السكان؟ فلنذهب إلى هناك.
يحارب المقيمون هنا - بكل ما أوتوا من قوة- القُبح الذى يتعرضون له، بعد أن خاب أملهم فى أن ينقذهم أو يستجيب لمطالبهم أى مسئول ويرفع الضرر عنهم، إنهم يحاربون بأسلحة ناعمة ما أفسده المسئولون الذين تركوا تلال القمامة ومدافنها والروائح الكريهة التى تلوث الهواء وتزكم أنوفهم وتتلف رئاتهم وأجهزتهم التنفسية.
ومع أنى فى البداية اكتفيت بالتقاط بعض الصور من بعيد لعربات محملة بالمخلفات كانت تلقيها بمقلب القمامة.
الرائحة كانت لا تحتمل، حتى بعد ارتداء كمامة مبللة بعطر مميز، ورغم ذلك كان يباشر عمال القمامة أعمالهم دون أى عوائق، منهم من كان يتولى الفرز، ومنهم من يوجِّه اللوادر التى ترفع المخلفات.