عنصرية مشروعة
وفيق عامر
هاجمتني ذكرى شرسة واسترجعت عيناي براءة طفل مذعور يحتمي بجدار وعلى مقربة منه أب لا حيلة له وذئاب تجول وترتع بأرضه ولا تكتفي بهذا الذعر في عينه بل تطلق رصاصة في صدره ليموت أمام أبيه وأمام ناظرنا والعالم يشهد والصوت يخرس ولا يلوح أحد بحق براءته المغتالة ولا حياته ولا أرضه المغتصبة فضمير العالم ساكن شُلت حركته وأباح الصهيونية عنصرية مشروعة بختم الزيف والمصالح المشتركة لله الأمر يادرة.
فلا حراك من منظمات حقوقية ومحاكم دولية ولا رأي عام أجمع على القصاص للشهيد البرئ وغيره الكثير ممن انتهكت طفولتهم، ويتصادف مع مرور ١٩ سنة على هذه الذكرى الموجعة ذكرى السادس من أكتوبر وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر فأراني أمزج بين الحدثين فهل يا درة فلسطين.. تقنع أن الجيش المصري قد اقتص لك قبل أن تولد وما زال يقتص لكل شهيد في الوطن العربي كله فقد سألت دماءنا تطهر الأرض وترفع الراية والآن نحن الأقوى نسور الجو عمالقة البر وحيتان البحر قوة جيشنا هي رمز التحدي أمام كل معتدي وسيظل خير أجناد الأرض يا كل طفل فلسطيني سألت دماؤه.
مصر تحفظكم في الذاكرة شهداء وستثأر لكم دوما فالطريق مرسوم بوضوح فالثأر ليس حرب بالأسلحة فقط ولكن حروب القوة متعددة ونحن على مسار صحيح ويوما ما ستستظلوا تحت جناح أم الدنيا فصبرا جميلا أبطال الحجارة وتحية وإجلالا جيش النصر جيش أكتوبر جيش مصر تحيا مصر.