رشدى أباظة
آمال البنداري
أحيانًا كثيرة أتسائل لماذا كان رشدى أباظة رمزا للوسامة، والجاذبية، والأناقة، وكل صفات "الجنيتل مان" على مدار أكثر من ٧٠ عامًا.
لماذا كان هذا الفتى الوسيم من أب مصرى وأم إيطالية، رمزًا للحضور الطاغي، ومعشوقًا للمرأة العربية لسنين طويلة، وعندما بحثت عن السر وراء هذه الجاذبية المفرطة، والحضور الطاغى اللامتناهى، وجدت أن رشدى أباظة بالإضافة لصفاته الجسمانية، والشخصية التى جعلت منه أيقونة للوسامة، والجاذبية فى الشرق؛ لم يكن مجرد فتى وسيم أو رجل ناضج يعامل المرأة باحترام، ولباقة، وتحضر، فعشقته المرأة، واحترمته، وأحبته بل وشغفت به.
كان رشدي، سليل عائلة الإباظية العريقة رمزًا لجيل بأكمله نشأ في أربيعنيات، وخمسنيات، وستنيات القرن الماضي. جيل مثقف قارىء تربى على احترام المرأة، وتقديرها بل وعشقها.
ذاك الجيل كان رمزه هو رشدى أباظة، جيل تربى على أن المرأة ليست عاهرة حتى لو كانت راقصة وأن المرأة هى الست هانم، وليست الولية مكسورة الجناح كما ينادون المرأة الآن .. جيل عرف أن المرأة هي الأميرة والشقيقة والرفيقة والزميلة وليست رجس من عمل الشيطان .. جيل رفع شأن المرأه فرفعت المرأة من شأنه وأصبح رمزًا للتحضر فى الشرق الأوسط والأقصى والأدنى فى منتصف القرن الماضي.
أعترف أننى وكل نساء الوقت الراهن يحسدون نساء ذاك الجيل الراقي، ونقول بيننا وبين أنفسنا،: "نعم نريد رشدى أباظة.. أيوة عايزين رشدى أباظة؛ ليعود الرجل رجل وتعود المرأة هي الست هانم".