السراج عمالة بالوراثة
عبد العزيز الفضالى
يرجع نسب السراج إلى أصل أندلسى، غادر، الأندلس إلى تركيا فى القرن ١٧ بصحبه مجموعه من يهود الأندلس ثم كانت رحلتهم من تركيا إلى ليبيا فيذكر «مصطفى فوزي السراج» والد فائز السراج في مذكراته التى حملت عنوان « ذكريات وخواطر مصطفى فوزي السراج»، الصادر عام 2005 عن مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية نسبه كما يلي، فائز بن مصطفى بن فوزي بن مصطفى بن محمد آغا، والجد الأعلى له هو «محمد أغا» وهذا أحفاد اللاجىء الأندلسى وقد ولد فى مدينة «مغنسيا» الواقعة شمال مدينة «أزمير» التركية ، وكان قد التحق كاجندى في الحامية العثمانية إلى ولاية «طرابلس» عام 1840 وعمل جنديا بالجبل الغربي بمدينة «نالوت» ذات الأغلبية الأمازيغية ، وفيها تزوج من السيدة الأمازيغية الليبية «سعيدة بنت عسكر» من قبيلة العساكرة ، ثم انتقل إلى الإقامة بمدينة طرابلس، وتوفي بها عن ولدين هما، مصطفى وقدري.
وتخلت العائلة عن لقب أغا واحتفظت بلقب «السراج» خلال عهد الاحتلال الإيطالي عندما اختارت هذا اللقب لقباً لها في سجلات النفوس «السجل المدني»، وقد ولد لـ «مصطفى بن محمد أغا»أربعة أولاد هم: نوري ، فوزي ، وخيري ، وشكري الذين عملوا بوظائف عامة بمدينة طرابلس خلال العهد العثماني وعهد الاحتلال الإيطالي، أما «فوزي» بن مصطفى بن محمد آغا، فقد ولد له سبعة أولاد هم: مصطفى وعلي وكمال وسعدات وسعيد ونجاتي وراشد، و«مصطفى بن فوزي» هو والد « فائز» ، وقد عمل الأب مصطفى السراج مدرساً ثم عمل بالإذاعة الفاشستية الناطقة بالعربية في طرابلس في الفترة من ١٩٣٩ إلى ١٩٤٣.
أما أخوه «علي» بن فوزي بن مصطفى بن محمد آغا فكان من ضمن أفراد حرس الوالي العام الإيطالي لليبيا خلال الاحتلال الإيطالي في الفترة من حسب ما ذكره أخوه مصطفى في كتابه، ولم يذكر «مصطفى» أبو «فائز» في كتابه موقفه وموقف عائلته وانطباعه الشخصي عن زيارة «موسوليني» الشهيرة لمدينة «طرابلس» وعدد من المدن الليبية، لأنه يبدو أن الأمر لا يشرفه الكلام عنه ، فلم يشر إلى زيارة «موسوليني» والتي قال عنها أن سلطات الاحتلال قد شرفته هو وأخيه «علي» بالإمساك بلجام حصان «موسوليني»، علماً بأنه ذكر أنه رافق ملك إيطاليا في زيارته إلى مدينة «غدامس» بناءً على طلب منه هو، وقد حدثت مشادة بينه وبين النائب في البرلمان الليبي «إبراهيم بن شعبان» بعد الاستقلال بسبب ادعائه الوطنية ومزايدته، فانبرى له إبراهيم بن شعبان يذكره بماضيه، فذكر تلك الحادثة في كتابه وقال إن إبراهيم بن شعبان تطرق إلى أشياء شخصية.
وقد أقر الأب «مصطفى» في كتابه بأنه عمل بالإذاعة الفاشستية في القسم العربي، وأنه كان خائفاً من الاعتقال من البريطانيين بعد سيطرتهم على طرابلس، ولكنه سرعان ما التحق بخدمة إدارة الاحتلال البريطاني، وكانت له صلة بالوالي البريطاني المعين من الاحتلال البريطاني، ثم انتسب مصطفى السراج إلى حزب المؤتمر الوطني الذي كان مرضياً عليه في بداية إنشائه من قبل البريطانيين ، وقد اشترك في انتخابات 1952 مرشحاً عن المؤتمر الوطني عن أحد مقاعد طرابلس، وفاز بمقعد في البرلمان في الدورة البرلمانية ١٩٥٢ -١٩٥٦وعين ١٩٥٥وزيراً في حكومة «مصطفى بن حليم» ، ثم عين مديراً للمؤسسة الوطنية للتأمين الاجتماعي بين عامي ١٩٥٧ ، ثم تفرغ للعمل الحر.
أما «فائز السراج»، فقد ولد في فبراير ١٩٦٠ بمدينة «طرابلس» وبها عاش ودرس حتى حصل على بكالوريس الهندسة واشتغل بطرابلس بالوظيفة العامة حتى تقاعده اختيارياً عام ١٩٩٦ وكانت آخر وظيفة له مهندس بشعبية طرابلس، وهو عضو باللجان الثورية مثل أقاربه ومثل زوجته المهندسة «نادية رفعت» التي عملت بشعبية طرابلس، وبعد سقوط حكم العقيد القذافي انضم «فائز السراج» إلى حزب التحالف بقيادة «محمود جبريل» وترشح في انتخابات البرلمان الليبي عام ٢٠١٤عن طرابلس وفاز بمقعد في البرلمان ولمع نجمه مع اتفاق الصخيرات.