هكذا يكتبون بأقلامهم!
د . على الحسينى
يُمثل القلم شيئاً مهماً في حياة الكُتّاب، ولا يستطيع الكُتّاب ترك أقلامهم دون تحريكها، وحينما يقتربون منها فإنهم سرعان ما يكتبون بها ما يدور في أذهانهم، ويُعدّ القلم حكاية وقصة عشق مع الكُتّاب لا تنتهي، قد بدأت في حياة كل واحد منهم وامتدت إلى آخر حياته.
يمثل القلم الوجدان الداخلي والصوت العالي للكُتّاب، وغالباً ما يُسطّر لنا القلم التجارب والممارسات والمشاعر والأحاسيس، وهو عالم حقيقي قائم، وليس له حدود كالمعرفة.
إن نشر المعرفة وبثها لا تكون إلا بالأقلام، ومن هنا اكتسبت الأقلام أهميتها من أهمية المعرفة، فمن كان جاهلاً بضرورة المعرفة فإنه سيكون جاهلاً بقيمة القلم وأهميته.
ولا شك أن الكثير منّا يشتاق لوصف الأقلام التي كان يستعملها كبار الكُتاب في الكتابة، ومعرفة كيفية كتابتهم بها، فكان الأديب (أستاذ الكلّ) عباس محمود العقاد يكتب بقلم حبر أخضر، ولم يكتب بغيره أبداً، وكان يضعه في جيبه دائماً، ويسلم مقالاته للصحف بالحبر الأخضر، ويأخذ أجرها قبل نشرها، بينما كان توفيق الحكيم يكتب بالقلم الرصاص على ورقٍ صغير.
وأما أنيس منصور فكان لا يكتب إلا بالحبر الأسود على نوعٍ واحد من الورق المحبب له، ويستعمل الروائي إبراهيم عبد المجيد القلم (الفلوماستر)؛ لسهولته، ويفضل اللون الأسود فقط، ويكتب في كراسات كبيرة الحجم، في الصفحة اليسرى، ويراجع ما كتبه في الصفحة اليمنى.
وكان الأديب الكبير جمال الغيطاني يستخدم في كتاباته القلم الحبر (البلاستيكي)، ويضع عنده كذلك مجموعة من الأقلام النادرة، وتكون الكتابة عنده على مرحلتين، الأولى: تكون مسودة، والثانية: تنقيح عمله على ورق مسطر وببطء شديد، ويستعمل لها أفضل الأوراق والأقلام.
وأما الروائي والأديب يوسف القعيد فيكتب الكتابة الأولى بالقلم الجاف على ورق الصحف الأصفر "الدشت"، ثم استخدم فيما بعد القلم (الفلوماستر) في الكتابة الأولى، وفي التبييض يستعمل ألواناً أخرى غير لون الكتابة الأولى، وأما في الكتابة الأخيرة فيستخدم أقلام الحبر عادة.
وكان للروائي خيري شلبي أثناء الكتابة مجموعة كبيرة من أقلام الحبر، ويميل إلى اللون الأسود منها، ولا يزال الكاتب والروائي مكاوي سعيد يكتب بالأقلام بخط اليد، ولا يستخدم وسائل الكتابة الحديثة كاللاتوب، وعنده سكرتيرة تكتب له على الكمبيوتر.
وكانت الروائية ميرال الطحاوي في بداية أمرها تكتب بقلم رصاص واهن في أوراق مطوية في لحظات الهدوء بالليل، وكانت تشتبك الحروف التي حرصت أن تكون مطلسمة كي لا يفكها أحدٌ، وكتبت أيضاً في كراسات المدرسة حتى لا تكون مختلفة عن كراسات الدرس.
وقد استعان بعض الكتاب بالكمبيوتر كبديل عن الكتابة بالقلم، ومنهم الروائي خالد البري فكان يكتب رواياته بالحاسب؛ لأنه يلائمه كثيراً، ويختصر وقته، ويسهل عمله، وقد أعاد كتابة روايته "رقصة شرقية" مضطراً بعد سرقة اللاب توب الخاص به.