ذات يوم كتب عميد الأدب العربى طه حسين إلى زوجته سوزان يقول لها ( بدونك أشعر انى اعمى حقا ..اما وانا معك فأنى اتوصل للشعور بكل شىء وانى امتزج بكل الاشياء التى تحيط بى وعندما رحل هو عن العالم كتبت سوزان له حزينة لتقول ..ذاراعى لن تمسك بذراعك ابدا ويداى تبدوان لى بلا فائدة بشكل محزن فاغرق فى اليأس أريد عبر عينى المخضبتين بالدموع حيث يقاس مدى الحب وامام الهاوية المظلمة حيث يتاجج كل شىء اريد ان ارى تحت جفنيك ابتسامتك المتحفظة..ابتسامتك المبهمة الباسلة ..اريد ان ارى من جديد ابتسامتك الرائعة هذا هو الحب فى زمن العمالقة ..عمالقة الاحساس..عمالقة الفكر..عمالقة الحب .. الذى لا يعرف اختلاف الثقافات ولا البلاد ولا الأديان..لا يعرف المستحيل..بل جعل الاعمى بصيرا. يبصر بعيون حببيته..وجعل العاشقة تعيش بانفاس عاشقها حتى اذا مات ماتت معه فرحتها وبهجتها واحساسها بالحياة..هذا هو الحب الذى صنع من فتى فقير كفيف من دولة نامية ..عميدا للادب العربى واثقا فى نفسه وعبقريته وفكره هذا هو الحب فى زمن الحب فلا قانون للحب ولا سلطان فالمحب يذهب إلى حبيبه كلما أراد العزلة ويتحدث إليه عندما يود الصمت ويحبه عندما لا يطيق الآخرين فالحب لا يعرف المسافات ولا الحدود ولا القيود فالذين لم يكن بوسعهم يوما لمسنا تركوا فينا مالم يتركه أولئك الذين يحتضوننا كل يوم فالاماكن لاتساوى شىء وهى خالية ممن نحب والذى يحب ..يحب رغم العيوب بل يحب العيوب نفسها فلا قانون للحب فإذا كان للقانون سطوة وللمال سطوة وللجمال سطوة ..فإن سطوة الحب تغلبهم جميعا اما نحن الان ففى زمن الشواكيش .فهل يعقل أن أشهر اغنية عاطفية الان فى مصر يغنيها المطرب حسن شاكوش وللأسف أصبحت شواكيش الحب تدق فى كل اتجاه فنجد الخطيب الذى ترك خطيبته لان الناس تنمرت عليها.. ونجد خطيب آخر يهرب من حفل خطوبته ويسرق التورتة معه ويجد من ينصب باسم الحب ويسرق باسم الحب ولا عجب فى ذلك فنحن الان فى زمن الشواكيش..ولسنا فى زمن الحب