انفراد.. قصة اكتشاف مصاب «كورونا» وتدخل جهات سيادية
- أحمد واضح
- رفع درجة الاستعداد للقصوى بكافة الموانئ البرية والجوية.
- عزل المخالطين للمصاب في الحجر الصحي 14 يومًا.
- جهات سيادية تدخلت على الفور للسيطرة على الوضع بنجاح.
بعدما أعلنت وزارة الصحة أمس الجمعة اكتشاف أول مصاب بفيروس كورونا المستجد، لوافد أجنبي -صيني-، بيد أن وزارة الصحة لم تفصح عن تفاصيل اكتشاف الحالة المصابة وكيف تدخلت جهات سيادية في عملية الاكتشاف والتعقيم، وصولًا إلى تأكيد الإصابة بعد إجراء التحاليل المعملية والتي جاءت نتيجتها إيجابية، ولكن بدون ظهور أية أعراض، وهو ما نكشفه في هذا التقرير عن مصدر مطلع وتم تأكيده بشهادة الشهود.
تعود تفاصيل اكتشاف المصاب بالفيروس، إلى وصل خطاب الخميس الماضي، من السفارة الصينية للسلطات المصرية، يفيد بنتائج التحاليل الإيجابية لإصابة راكبة صينية بفيروس كورونا، قادمة من القاهرة تدعى(zhang yujie) ،على متن الرحلة 958 إلى مدينة (جوانزوا) يوم 4 فبراير الجاري، وطالبت السفارة الصينية السلطات المصرية باتخاذ الحيطة والكشف على المحيطين والمخالطين بالمواطنة الصينية كإجراء احترازي لمنع انتشار الفيروس في القاهرة.
فور تلقي الجهات الرسمية خطاب السفارة الصينية؛ تحركت الأجهزة السيادية وبحثت توقيت قدوم المواطنة الصينية للقاهرة قبل عودتها للصين في الرابع من فبراير الجاري، واكتشفت دخول المواطنة الصينية مصر يوم 21 يناير الماضي قبل أن تعود للصين قبل 11 يومًا، وأنها تحمل جواز سفر مرقم "0260045......"، - تحتفظ الميدان بعدم نشره كاملًا حفاظًا على سرية المعلومات-.
وبالمتابعة توصل إلى مقر عمل المواطنة الصينية، في شركة ""M-So، بالمبنى الإداري لمول "s- s" المشهور بالقاهرة وموطنها الأصلي مدينة ووهان -مركز فيروس كورونا بالصين-، وتقيم بمدينة "الرحاب" "مجموعة 105"، لتتحرك على الفور الجهات السيادية والمختصة لإجراء مسح كامل لجميع الموجودين في الشركة وعدد 24 شخصًا؛ وتأكد إصابة عامل صيني -كان مرافقًا للفتاة المذكورة-.
على الفور عزل العامل الصيني فى الحجر الصحى المخصص بمطروح، إلى جانب الاشتباه فى اثنين آخرين، ولكن لم تتأكد بعد إيجابية إصابتهم بالفيروس؛ وتم عزلهم احتياطيًا بإحدى المستشفيات رغم سلبية النتائج ولكن خوفًا من احتمالية إصابتهم؛ لوجود ارتفاع طفيف في درجة حراراتهم.
الأجهزة السيادية مسحت جميع المختلطين بالعامل والفتاة الصينيين بمدينة الرحاب ومنطقة العمل وتم تعقيم مقر سكنهما بمدينة الرحاب "مجموعة 105"، وعملهما ببرج رقم 4 إداري بمول s-s""، وإغلاق الطابقين الحادي عشر، والثاني عشر، والمباني المحيطة، ولم تثبت إيجابية أية تحاليل للمخالطين بهما، ونجحت بذلك الأجهزة السيادية والجهات المعنية في منع انتشار الفيروس بالجمهورية.
وزارة الصحة
الوزارة في إطار تعاونها المثمر مع الجهات المعنية الدولية، أبلغت على الفور منظمة الصحة العالمية، واتخذت كافة الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية، ونقل الشخص المصاب بإحدى سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم إلى المستشفى لعزله، ومتابعته صحيًا، والاطمئنان عليه، مشيرةً إلى أن المصاب يحم ، ولا يظهر عليها أية أعراض، وحالته مستقرة تمامًا.
وزارة الصحة فعلت برنامج إلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات بالفيروس المستجد، ومن خلال الفرق الوقائية التي تتابعهم على مدار الساعة؛ لتنجح الوزارة في اكتشاف أول حالة إصابة مؤكدة بعد إجراء التحاليل المعملية، والتي جاءت نتيجتها ايجابية للفيروس، ولكن بدون ظهور أى أعراض مرضية.
وتنعقد غرفة إدارة الأزمات، والتي تعمل على مدار اليوم، وتضم ممثلين من كافة الوزارات والجهات المعنية، بديوان عام الوزارة؛ لمتابعة الموقف داخل البلاد وخطة الوزارة الوقائية بالمنافذ، والموانئ، وجميع مديريات الصحة بالجمهورية، مع رفع درجات الاستعداد للقصوى في جميع المنافذ والمطارات على مستوى الجمهورية.
الصحة العالمية
أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، الدكتور "جون جابور"، بإجراءات وزارة الصحة المصرية وبرنامجها في التعامل مع الموقف العام، وحرصها على إبلاغ المنظمة باكتشاف أول حالة إصابة، ما يرسخ لشفافية الحكومة، إلى جانب الإجراءات الوقائية التى اتخذتها الوزارة تجاه الشخص المصاب، والمخالطين له
وأفاد ممثل منظمة الصحة العالمية، بأن مصر من أوائل الدول التي وضعت خطة وقائية جيدة للتصدي لفيروس كورونا المستجد، وكيفية التعامل مع الحالات المصابة حال اكتشافها، لافتًا إلى أن مصر من أوئل الدول في شرق المتوسط التى أمدتها المنظمة بكواشف دقيقة لضبط المصابين بفيروس "كورونا" المستجد.
عن كورونا
فيروس "كورونا"، أو كما يعرف علميًا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية هو مرض تنفسي فيروسي يتسبب فيه أحد فيروسات كورونا، وظهر في مدينة "ووهان" الصينية قبل أشهر، وأصاب الفيروس حتى أمس 59864 شخصًا، توفي منهم 1368، وتمتد فترة حضانة المرض من 14 يومًا بحد أدنى، إلى 24 يومًا بحد أقصى وفق بعض العلماء، وينتقل بين البشر.
وينتقل الفيروس، أساسًا من الحيوان إلى الإنسان، واكتُشف لأول مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2012، فيما اكتشفت سلالته الجديد "كوفيد19" في الصين نهاية ديسمبر الماضي، ويمتد خطر الإصابة به من نزلة البرد الشائعة إلى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس" والوفاة من خلال الفيروس المستجد لفصيلة "كورونا".
أعراضه
لا يوجد له علاج حتى الآن، والعلاج المتاح هو علاج داعم ويتوقف على الحالة السريرية للمريض، وتشمل أعراض الحالة النمطية لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا"، الحمى والسعال، أو ضيق التنفس، كما يُعد الالتهاب الرئوي شائعاً، ومع ذلك فقد أفيد بأن بعض الأشخاص المصابين بالعدوى عديمو الأعراض، وبُلّغ أيضاً عن الإصابة بأعراض مَعدِية معوية تشمل الإسهال، وقد تشمل الحالات الوخيمة الفشل التنفسي الذي يتطلب التنفس الاصطناعي والدعم في وحدة للعناية المركزة، وأصيب بعض المرضى بفشل في وظائف بعض الأعضاء، ولاسيما الفشل الكلوي أو الصدمة الإنتانية، ويبدو أن الفيروس يتسبب في مرض أشد وخامة لدى الأشخاص الذين يشكون من ضعف الجهاز المناعي، والمسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل داء السكري والسرطان وأمراض الرئة المزمنة – بحسب منظمة الصحة العالمية-.
النقاب والفيروس
وفي عام 2014 انتشرت سلالة فيروس كورونا الجديد، فحسب آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية في 24 أبريل 2014، شخص 254 حالة إصابة مؤكدة في العالم توفي منهم 93، وتعتبر السعودية الأكثر إصابة بالفيروس والدول الأخرى التي ثبت وجود حالات فيها هي بريطانيا، قطر، الأردن، فرنسا، الإمارات وتونس وأمريكا واليونان وإيطاليا، ولوحظ أن 80٪ من الحالات في السعودية كانت في الذكور، ويرجح أن نسبة إصابة النساء بالفيروس أقل بسبب ارتدائهن للنقاب، -الزي الإسلامي للنساء-؛ لأنه يحمي الفم والأنف من انتقال الفيروسات.