أزمة شرف !!
محمد يوسف
لك الله يا مصر .. فقد شاءت أقدارك أن تبتلي ببعض مكفرات الذنوب من عينات "عبده موتة" الشهير بمحمد رمضان الذي قرر دخول الفن من باب خلع الهدوم وشرب المخدرات وحركات البلطجة والإجرام ، وصاحبه المدعو "شيكابالا" اللاعب الذي اشتهر بحركاته القبيحة أكثر كثيراً مما اشتهر بمهاراته الرياضية في كرة القدم ، وثالثهما "كهربا" الذي لا يقل بذاءة عن سابقيه .
فمن سوء الطالع أن يتزامن وقوع هذه الأحداث المسيئة في فترة قريبة لدرجة تجعل من الصعب استيعاب أنها محض صدفة ، وكان بطل المصيبة الأولى الممثل محمد رمضان كانت هذه المرة من خلال أزمته مع الطيار أشرف أبو اليسر، الذي تعرض لعقوبة الإيقاف عن العمل وسحب رخصة قيادته الجوية مدى الحياة ومنعه من الالتحاق بأي مؤسسة طيران في العالم، على خلفية الخطأ المهني الذي ارتكبه هو شخصياً عندما سمح لـ “رمضان” بالدخول إلى قمرة القيادة والسماح له بالتحكم في الطائرة المدنية التي كانت تقل مئات الركاب من باب الدعاية والتذكار.
وغني عن التعريف ما استتبع هذه الأزمة من خراب بيت الطيار وحرمانه من جميع مستحقاته على اعتبار أنه عرض حياة الأشخاص للخطر الداهم، وكانت اللطمة الأخرى كما رواها “أبو اليسر” أن الممثل تخلى عنه تماماً ولم يقدم له أي تعويض أو دعم عما لحق به من ضياع مستقبل بسببه.
فما كان من محمد رمضان إلا الخروج على جماهير مواقع التواصل الاجتماعي ساخراً مستهزءاً من ضحيته على النحو الذي شهدناه وهو يردد ” على كده لو الدكتور صورني وأنا في أوضة العمليات هيتوقف عن العمل وأنا أدي له 9.5 ملايين جنيه (في إشارة إلى المستحقات التي حرم منها الطيار الضحية بسبب خطأه) مما استفز مشاعر ملايين المتابعين بصورة كبيرة.
بعدها مباشرة انطلقت حملة طافت جميع مواقع التواصل الاجتماعي وكان لها صدى كبير تحت اسم “قاطعوا محمد رمضان” في دعوة صريحة لمقاطعة الأعمال الفنية التي يقدمها رمضان والتي في مجملها إما أنها تشجع على البلطجة أو تعاطي المخدرات أو مصاحبة بنات الليل.
ورغم كل هذه المهازل فوجئنا بتليفزيون الدولة يستضيف محمد رمضان في أول حلقة من برنامج التاسعة مساء الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي والذي جاء بعد ما يفترض أنه خطة تطوير ماسبيرو وإعادة هيكلة الإعلام الرسمي ، لدرجة دفعت الكثيرين .
أما المهازل الأخلاقية التي شهدتها مباراة السوبر بين فريقي الأهلي والزمالك ، عملاقي كرة القدم في مصر ، والتي أقيمت بأبوظبي .. حيث وقعت جرائم ضرب وشتيمة وإيماءات جنسية فاضحة بصورة أعطت انطباعات في غاية السوء عن سلوكيات اللاعبين المصريين التي لم تراع أدنى معايير استضافة دولة عربية شقيقة لمباراة السوبر .
ولعل كل ما سبق "كوم" ، كما يقولون في التعبير الشعبي الدارج ، وما حدث من تجاهل تام لحدث تكريم البروفيسور المصري العالمي د. مجدي يعقوب "كوم" تاني خالص .. فلم يلتفت إعلامنا الرشيد إلى هذا الحدث الحضاري المشرف الذي أقيم بالمناسبة أيضاً على أرض إمارة دبي الشقيقة ، لدرجة تدعو كل من لا يزال لديه بقايا عقل أو منطق يفقد صوابه سائلاً : هل لا زلنا نشكك في أن لدينا أزمة شرف خطيرة .. بالتأكيد لا .