موتوا بغيظكم
آمال البنداري
تابعت بمنتهى الحزن والاسى والانفعال ايضا ما قامت بنشره واذاعته بعض المواقع والقنوات المعادية لمصر وكيف كان انفاعلهم الهستيرى من حزن الشعب المصرى على وفاه الرئيس مبارك وتأكدت من خلال هذا الانفعال والشماته انهم لا يعرفون شيئا عن المصريون فنحن لمن لايعرفنا شعب راقى لا يظهر معدنه النفيس الا عند المحن والأزمات . نقدس الموت ونجعل له حرمة مثل حرمة الأعراض بل وأكثر شعب يحترم كبيره مهما كانت عيوبه ويرحم ضعيفه ومرضاه هذا هى صفاتنا المصرية المغروسة فى جيناتنا على مدار الاف السنين فاغلبنا ياتى من أصول قرويةريفية طيبة ودودة تربت بين مياه النيل وطميه على الحب والتسامح والمودة والرحمة والتكاتف والإنسانية. ثم جاء لنا فى اربيعنيات القرن الماضى من اراد زرع العنف والقتل والشماته والغل وطفوا على السطح مثل كل نبات عالق واعتقدوا انهم توغلوا داخل عقول وقلوب المصريين فكل طفليليات تبدوا من بعيد انها غطت عمق ماتحتها ولكن بمجرد أن تاتى رياح وامواج للنهر الاصيل لتجرفها بعيدا بعيدا عن مجرى النهر العتيق بعتق التاريخ يظهر حجمها الحقيقي.
مات الرئيس حسنى مبارك وكان موته هو أحدث تحرك لموجات هذا النهر الخالد ووقف المصريون باصلهم الطيب النبيل يبكون الرجل بالملايين لاننا شعب يحترم سنوات العشرة. يحترم تاريخه وذكرياته وقبل كل ذلك يحترم ابطاله. يحترم من دافعوا عنه وقت الازمات والحروب والمفاوضات والانتكاسات لا ننسي من كانوا (رجالة مصر )فى يوم من الايام .وقت ان كنا أطفال ننام فى احضان امهاتنا آمنين لان هناك رجال ساهرين يدافعون عن بلدنا ليلا ونهارا حربا ودبلوماسية ويقفون ضد المؤامرات والمناوشات والصدمات التى لم نشعر بها يوما لان فى ضهرنا رجال يحمون هذا الوطن .
لا ينسي المصريون ابدا آبائهم وابطالهم ولا نفعل فى قادتنا مثلما فعل غيرنا من تقطيع رؤس او ضرب بالنعال او شماته فى موت لاننا باختصار اولاد اصول قبل أن توجد الاصول على هذه الأرض. فمن كان جدته كليوباترا ونفرتيتى وحتشبسوت واجداده هم رمسيس وتحتمس واحمس وخوفو ومصطفى كامل وعرابى وسعد زغلول لا يشمتون فى موت بل يقفون صفوفا يبكون بالدموع احتراما وتقديسا لحرمة الموت .
كل بنى ادم خطاء هذا قول الرسول الكريم ولقد مات رجل انصفه التاريخ والقضاء ايضا ولكن أعدائه وفى الحقيقة هم أعداء مصر لا يريدون إنهاء الحرب عليه حتى بعد موته ولكن صدمهم المصريون بالصدمة المروعة القاسية وهى حزنهم عليه وتأكد الحاقدون انهم وبرغم كل عملهم على مدار أكثر من ٨٠ عاما بمؤسساتهم المشبوهه وخلاياههم النائمة وارهابهم المفزع ووسائل اعلامهم المضللةلتغيير اخلاقيات الشعب المصرى قد فشلوا الفشل المخزى وتمسك المصريون باصولهم الطيبة واخلاقهم الودودة وانسانيتهم الراقية وقد كان هذا هو أكثر ما صدم الشامتون واستشاط غيظهم انهم فشلوا فى تغيير المصريين. فاذا كان الرئيس مبارك قد مات بقضاء الله وقدره فمن المؤكد ايها الشامتون انكم ستمتون بغيظكم .
عمار يا مصر