كورونا.. جاي جاي !!
محمد يوسف
ساعة بعد ساعة .. تتزايد المخاوف من الانتشار المريع لفيروس كورونا حول العالم ، فبنظرة سريعة نلاحظ تفشي الوباء بصورة كارثية وانتقاله من مدينة ووهان الصينية ، مسقط رأس الفيروس ، إلى العديد من البلدان الأخرى .. ولعل في مقدمتها إيران التي باتت دولة شبه منكوبة وسارعت إلى منع صلاة الجمعة وعطلت الدراسة بجميع مدارسها وجامعاتها ، بالإضافة إلى عدة دول بقارة آسيا من بينها كوريا والكويت والإمارات ، بخلاف ظهور "كورونا" في عدة دول أوروبية من بينها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا .
ولعله من بين ما رفع سقف هذه المخاوف تلك الإجراءات التي أعلنتها المملكة العربية السعودية من وقف إصدار تأشيرات العمرة تحسباً لانتقال العدوى بالمرض وخروجه عن السيطرة الوقائية كإجراء احترازي .
الملاحظ إزاء هذه الحالة ، التي تنذر بالخطر ، هو أن وزيرة الصحة د. هالة زايد تصر في جميع تصريحاتها أن مصر خالية تماماً من أي حالة إصابة بالفيروس ، ونحن بالمناسبة نتمنى ذلك من أعماق صدورنا ، ونتمنى أثر أن تكون هذه التصريحات دقيقة للغاية وأن تعبر بصدق عن وجود استراتيجية صحية وقائية للتعامل مع الوباء خصوصاً وأن هناك بعض التقارير التي تبعث على القلق حول عدم جاهزية مستشفياتنا ولا أطبائنا للتعامل مع فيروس "كورونا" أصلاً .
وتتزامن مع هذه المخاوف ما أعلنته بعض البلدان من أنها استقبلت عدداً من المصابين حاملي الفيروس قادمين من مصر ، التي تصر وزيرة صحتها على انكار وجود أي إصابات بالفيروس ، وهذا في واقع الحال ينطوي على العديد من المخاطر لأنه بمنتهى البساطة يحرمنا من اتخاذ الاحتياطات الواجبة لمحاصرة الفيروس خاصة في ظل وجود بعض السلوكيات المجتمعية الخاطئة التي توفر بيئة حاضنة لانتشار المرض .
وفي هذه الأثناء ، تخرج وزيرة الصحة د. هالة زايد على ملايين المشاهدين بتصريحات تؤكد من خلالها أن مصر ليست بمعزل تام عن انتشار "كورونا" قائلة : "مفيش دولة مهما بلغت قوتها يمكنها تجنب الإصابة بـ(كورونا) ، والفيروس أصاب دولًا ذات اقتصاديات مرتفعة وأنظمة صحية متقدمة" ، لافتةً إلى أن الوزارة لن نتخذ أي إجراءات استثنائية بمنع التجمعات إلا بتوصيات من منظمة الصحة العالمية ، وهذا يتنافى مع جميع التأكيدات بخلو مصر من المرض والذي أعلنته الوزيرة ذات نفسها .
وفي واقع الحال .. فإنه لابد من التأكيد على حقيقة في غاية الأهمية ، أنه لن يقلل من قدرنا بأي حال من الأحوال ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في مصر فنحن لسنا بمعزل عن العالم ولا ينال أبداً من سمعتنا أو أمننا الاعتراف بوجود حالات ، إن ثبت فعلياً وجودها ، فهذا أدعى باحترام العالم لنا ، خاصة وأن المصارحة والمكاشفة يتيحان لكل أجهزة الدولة التحرك بطريقة سليمة وناجحة .
الخلاصة إذاً أننا أمام ظرف تاريخي لابد خلاله أن نتحلى بأعلى درجات المصداقية والجاهزية لدرء الخطر الذي يهدد أمننا بعيداً عن التصريحات العنترية التي يدفع المواطنون ثمنها غالياً .. وربنا يستر .