وداعا "عساكر".. رجل الخير والأحسان
كرم أصلان
بالأمس القريب رحل عن عالمنا رجلاً من رجالات الخير والعطاء هو اللواء مهندس محمد أسامة مصطفى عساكر، وكيل أول وزارة الإنتاج الحربى الأسبق ورئيس جمعية مصطفي عساكر الخيرية، ومؤسس ورئيس جمعية مصر الزراعية.
والذي حضر صلاة الجنازة على اللواء مهندس أسامة عساكر، لابد أن يعرف أن كل الناس التى حضرت للصلاة عليه والمشاركة في مراسم الدفن لا يجمعها إلا شئ واحد هو حبها لذلك الرجل الذي أحبهم في حياته أكثر من حبهم له في وداعه الأخير.
والمرحوم اللواء مهندس أسامة عساكر من القلائل الذين تجتمع فيهم مكارم الأخلاق مقرونة بالفكر المستنير، أضِف الى ذلك العزم والإرادة والتضحية في خدمة قضية نبيلة، هي قضية كفالة الأيتام و«الأكفاء»الذين فقدوا بصرهم منذ الصغر، وتوفير أقصى الممكن من وسائل الرعاية الاجتماعية واتاحة فرص التعليم العالي أمام الأطفال الايتام والأكفاء، بالمستوى اللائق والرفيع.
نعم قلائل هم الرجال أمثال الراحل اللواء مهندس أسامة عساكر، فالرجل وعلى مدى عمره المديد قدم ذروة عطاءاته في العمل الخيري والتعليمي حيث أسس جمعية مسجد مصطفى عساكر عام 1990 لرعاية الأيتام والخدمات الاجتماعية والثقافية، والتى كفلت ولا زالت نحو 500 طفل يتيم من الأطفال الذين لا عائل لهم ممن يتخلى عنهم ذويهم لتؤمن لهم العناية والرعاية
فأنشئ لهم دارا للضيافة، ومدارس للتعليم، ومشروعات للعمل، ووحدات سكنية للزواج، كما أنشئ الراحل اللواء مهندس أسامة عساكر، مدرسة مصطفي عساكر للكفيفات، والتى تخرج منها عشرات الكفيفات والتحقن بالجامعة، وتخرجنا منها.
كان رحمة الله عليه اللواء أسامة عساكر، كالسهل الممتنع سلساً ليناً متواضعاً وفي الوقت نفسه مقدامأً جريئاً صلباً في مواجهة التحديات والمصاعب وحكيماً في اجتراح الحلول الممكنة للوصول الى الهدف النبيل. لم يبغٍ لنفسه مكسبا أو افتخاراً، بل كانت عطاءاته الكبيرة ونجاحاته هي مصدر سعادته وتجديد طاقته التي لم تفتر حتى اللحظة الأخيرة من حياته .
وكان اللواء أسامة عساكر قد حصل على نوط حسن أداء الواجب من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، ثم حصل على نوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى من الرئيس السادات، ثم حصل على نوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى من الرئيس حسنى مبارك، رحم الله الفقيد الراحل وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان