القس مكاريوس فهيم يكتب: قداس الفقراء وقداس الاغنياء
تقوم الكنيسة في كل مكان بخدمة الفقراء وهم من اطلق عليهم الكتاب المقدس (اخوة الرب) ومعهم (الأسر المستترة)، وهي من الطبقة الاقل من المتوسطة ممن تحاربهم ظروف المعيشة القاسية المؤدية الي تراكم الديون نتيجة العجز عن احداث التوازن ما بين الايراد والمصروفات مع تذبذب موجات غلاء المعيشة وقد اطلق اسم (مستترة) علي هذه الاسر لأنها تتمزق نفسيا خوفا من هوة الفقر فتتمسك بأهداب الامل لمواصلة رحلة الحياه للوصول لفئة الطبقة المتوسطة ونتيجة التدهور المادي تتواري وتتخفي هذه الأس خجلا وحياءاً وخوفاَ من معرفة المجتمع لتدني مستوي معيشتهم المادي . وكالعادة نبدأ في كشف السلبية المنتشرة في كنائسنا وهي تخصيص القداس الشهري المميز والمتميز والمشهور لأخوة الرب حيث يتم توزيع المعونة والمساعدة المادية علي الفقراء بالكنيسة وهي عبارة عن مبلغ من المال بالإضافة الي (الشنطة) الشهيرة التي تتفوق علي شنطة (حمزة) في الشهرة الواسعة بين العالم (شنطة الفقراء) و بها عينات من المواد التموينية (1 ك سكر + 1ك ارز.... الخ) بالإضافة الي مبلغ من المال ووضعت بعض الكنائس _ منها للأسف كنائس تتبع البابا شخصيا في الاشراف عليها _ الشرط الاساسي الذي يستحيل التنازل عنه الا وهو ضرورة حضور الفقراء للكنيسة والصلاة (بمزاجهم او بالإكراه)، بالقداس الالهي الخاص بهم شهريا والا لن يتم صرف لهم المعونة!!! وهذا الاكراه والأجبار _ وهو تجبر حقيقة-- يدعو للدهشة ولقد حاولت كالعادة مع الكبار ومن بيدهم الامر حتي تصدر تعليمات واوامر صريحة من البابا لضرورة الغاء هذا الشرط نهائيا مع تقوية وتنمية الايمان العملي بلقب (اخوة الرب)الذي أطلقه السيد المسيح نفسه علي الفقراء و المساكين واحترام خصوصياتهم والمحافظة علي كرامتهم وذلك بالذهاب الي منازلهم مباشرة ومنحهم العطايا والمساعدات وهي فرصة رائعة للكاهن وخدامه للافتقاد العملي ومعرفة الظروف المعيشية علي الطبيعة في الخفاء وبسرية تامة مع ضرورة الصلاة معهم في المنزل بالمزامير وقراءة الانجيل لمنحهم جرعة روحية مقدسة اما اخوتي وابائي الكهنة والأساقفة المتمسكين بهذا التقليد بتخصيص مواعيد ثابتة علانية لاجتماع وقداس الفقراء ولمن يصر إصرارا مبينا علي ذلك؛ فاطلب منهم أيضا بإصرار مبين علي ضرورة اقامة قداس شهري خاص بالأغنياء وضرورة صدور قرار كنسي واضح وصريح بالزام حضور الاغنياء من رجال الاعمال او أثرياء بالوراثة ايأ كانت صفتهم والمتبرعين بعطاياهم للكنيسة و عدم قبول اي عطايا او منح منهم الا بحضورهم بسلامتهم للكنيسة شخصيا و حضور الاجتماع صلاة القداس والتناول لان هذه بركة كبيرة جدا وفرصة عظيمة تمنحها لهم الكنيسة بقبول تبرعهم ومتابعة روحياتهم مثلما تفعل مع الفقراء واخوة الرب وهذا شرف لهم وبركة خاصة لأن كنيستنا قليلا ما يتردد عليها الاثرياء ورجال الاعمال _علشان ناكل عيش نقول - نظرا لضيق الوقت لديهم لان الوقت من ذهب والماظ (وهم عشاق الذهب) لذلك يتم ارسالهم للتبرعات مع الاخرين او يشترط اشتراطا مشروطا اغلبيتهم ضرورة حضور الاب الكاهن لمنازلهم او مصانعهم وشركاتهم لتحصيل هذه العطايا وهذا هو سر اهتمام الكهنة بهذه الطبقة من الشعب اكثر قليلا او كثيرا _حسب كم العطايا ومنها بالطبع افراحهم وجنازاتهم التي تمتلئ بإخوتي أصحاب الجلباب الأسود والعمامات المتدرجة في الأحجام والعكس بالطبع مع الفقراء _اسف قصدي اخوة الرب، لانهم اخوات ربنا وهذا يكفي ليمنحهم البركة والعزاء والفرح معهم مثلما فعل الانبا مكاريوس، اسقف المنيا العام يوما ما وقام بالصلاة علي امرأة فقيرة في وجود كاهن وشماس فقط.!!! نشكر ربنا يا اخوتي وتحياتي لصديقنا عادل امام ودعواته المستجابة اللهم أفقرنا واغنيهم قولوا جميعا أمين.