خروج الروح وعودتها
وفيق عامر
من قبلنا ومن بعدنا والى يوم التغابن سنكون قد بعثنا اثنتين،،، فقد بعثنا الله من العدم واشهدنا ونحن في أصلاب آبائنا على وحدانية سبحانه،، وعلمنا ما شاء ان يعلمنا به،، ثم أماتنا الموتة الأولى،، ثم اوجدنا في الحياة من رحم الغيب لرحم إلام لمسيرة نحددها بأفعالنا وتختارها نفوسنا فكل يحقق ما هو آهل له وتستمر حياتنا حتى نقبر وتكن موتتنا الثانية وننتظر البعث الاخير يوم الحساب وهذي هي بعثتنا الثانية(ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين) وبين الحياة في الدنيا والوصول من خلالها للقبر نموت آلاف المرات موتة صغرى أثناء نومنا.
ونرحل بأرواحنا لعوالم خفية عن واقعنا ونعبر دهاليز في أحلامنا او كوابيس تعترضنا،، ومنا من تنطلق روحه بلا رجعة، ومنا من تعود إلى جسده ليستيقظ ويتابع رحلته في الحياة.. وقال تعالى(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى اجل مسمى) الزمر42.. وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) الانعام60.
فيا خليفة الله في الأرض يامن نفخ فيك من روحه وأمر ملائكته المطهرين ان يسجدوا لك يا من كرمك وصورك في أحسن تقويم يامن جعلك مخيرا فيما تفعل واخترت الأمانة التي اشفق من حملها السموات والأرض وانت تجهل كم المشقة التي تثقل كاهلك بحملها.. أفق.. أفق، ولديك الفرصة فلتستغفر فقط استغفر برء نفسك من أفعالها وجهلها واستقبل عطايا الله بالاستغفار وما أكثرها وما اشملها من رزق ومال وبنون وفوز بالجنة، فقد قال سبحانه وتعالى (قلت استغفروا الله انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهار.
ولكنه الإنسان كنود لا يتعظ بما حوله او من حوله حتى توافيه المنية وقد وصفت آيات الرحمن هذا(أولم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون وإن كل لما جميع لدينا محضرون.
فما زال الأمر مستمر بطش وظلم وافتراء وافتعالات تكدر جمال الإنسانية من قديم الأزل من قتل قابيل لهابيل إلى قتل حمزة أسد الله او عثمان او الفاروق دون جرم اقترفوه وان تطرقنا لقنبلة هيروشيما وناجازاكي وإبادة الآلاف دون رحمة وتدمير العراق وليبيا وسوريا والسودان واليمن.. إنه الإنسان لخدمة مصالح أفراد أو دول والتاريخ يعيد نفسه والشر الكامن الغير مبرر تنفث فيه أهواء الشياطين هؤلاء أناس عبدوا شيطانهم وتملكهم وهناك أناس تخلوا عن الأنا احترموا الإنسانية وتجردوا من المطامع فنرى د مجدي يعقوب يهب حياته للإنسانية وتضميد الجراح ورسم الابتسامة على الوجوه نقيضين للإنسان أحدهما يدمر حياة والآخر يتفانى من أجل الحياة كل منهما سوف يحاسب على ما اقترفت يداه وتشهد عليه أعضاءه يوم الفصل.
فيا إنسان اليوم بعد كل ذلك العلم والتطور مازلت أعمى البصيرة لم تدرك انك راحل لا محالة وانه لا دوام لعرش او سلطة او بنون وان برحيلك لا يبقى منك إلا أفعالك على الأرض يا خليفة الله في الأرض فاحذر حين تستسلم للنوم فإن روحك بيد ملك موكل بها ربما يردها إليك وربما يأمره الله فيسلمها لقابض الأرواح فتذكر الآن أن نومك وأنت مستلقي سعيد على فراشك مستمتع به ربما تكن محطتك الأخيرة دون إنذار فالموت ليس مرتبط بالسن او المرض او الحوادث هو مرتبط بامره سبحانه ( كن فيكون) فسارع بالاستغفار والإنابة.