جيل أبن نوح
وفيق عامر
بكل دموع الحزن والآسي وقطرات الفراق المؤلم بمشهد مهيب شيعت الاخلاق والمبادئ والقيم والثوابت في الهرم الاخلاقي ليكون الوداع الابدي مثلما انزل الله في كتابه العزيز الوصايا بالوالدين واطاعتهم وعدم المساس بهم حتي لو وصل الامر كما في الآية الكريمة (وصاحبهما في الدنيا معروفا ).
(ولاتقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما ) بالامس كان لكل قاعدة شواذ لهذا جيل نسبة لا تتخطي الواحد في المائة لتاكيد الثوابت الا انه قد انقلبت الموازين واصبح العكس صحيح فانا نسبة الواحد في المائة اصبحت هي القاعدة العامة في هذا الجيل ولكن الشىء المجحف ان هذا الجيل علي اصرار وثيق بمطالبهم وما ادعوا انه حقوق في الحصول علي اموال الاسرة والوالدين ومنقولاتهم وسبل حياتهم معتقدين ان هذا الحق اصيل لهم ولا يمكن ان يشاركوا اصحاب الشىء بحجة كبر السن وفرق تفكير الاجيال وانهم الاكثر فهما دون غيرهم.
ولكن أين هم من هذه الحقوق والواجبات بداية من طاعة الوالدين والحفاظ علي الروابط الأسرية ؟ والمؤسف في هذا الجيل أن يسير علي نفس نهج ابن سيدنا نوح عندما أتي الطوفان فنادي ابنه أن يصعد علي متن السفينة فرفض وقال (سأوي الي جبل يعصمني ) ولكن الجيل الحالي قد مشي علي هذا النهج بحذافيره بأن يكون عاق لوالديه اعتقاداً أنهم خلف الجبل مثل ابن نوح ويحمل صفات الأسوأ فالأسوأ فقلب الأب وحنان الأم نلتمس لهم العذر فنحن الأكثر ضعفاً في الدنيا لأنهم لم يتخذوا قدوة من الماضي لإنعدام وجود القيمة أكتر من عشرين عاماً بمصر وعلي سبيل المثال نجيب محفوظ وطه حسين ورفاعي الطهطاوي وقاسم امين وأبطال الاستشهاد وخلافهما من رموز الفن أم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم كثيرون ولكنهم اتخذوا قدوتهم من الأفلام والفن الهابط ومنها استعراض الأسلحة البيضاء ومشاهد الدم والقتل ورموز البلطجة وغياب دور الرقابة الحكومية والوعي الديني للحفاظ علي البناء الاجتماعي حيث لم يهتم دينياً وثقافياً من خلال الأزهر والاعلام بالفرد الذي يمثل الطوبة الأولي في البناء وتحول هذا الصرح الاجتماعي في ظل هذه الاجيال المنحدرة أخلاقياً نتضرع للسماء طالبين من الله عزوجل أن يصلح حال هذا الجيل.