الأشباح
آمال البنداري
نستيقظ جميعا كل صباح على فتح أجهزة هواتفنا المحمولة حتى قبل ان نقول لمن يشاركنا الحياة فى بيتنا عبارة (صباح الخير) واصبحنا جميعا مهوسون بهذه السويشال ميديا الخادعة ..فمعظمنا يعيش فيها حياة وهمية يكون فى الأغلب هاربا فيها من حياته الحقيقة...فأصبحنا نعيش حياتين وليست حياة واحدة ..حياة الواقع والأسرة والأبناء والعمل وحياة أخرى نهرب إليها من حياتنا الأولى.. فيتقمص كل شخص عليها شخصية كان يريد أن يكونها ولم تمنحه الحياة فرصة أن يعيشها فوجد ملاذه على السويشال ميديا فمن كان يريد أن يصبح طبيبا ولم تسعفه الحياة و مكتب التنسيق تقمص شخصية الطبيب.. ومن كانت تريد أن تصبح سيدة مجتمع ولم تساعدها امكانيتها المادية والاجتماعية تقمصت شخصية سيدة المجتمع على السويشال ميديا...وهكذا أصبحنا جميعا نعيش فى مجتمع من الأشباح ..فهناك من يكذب ويتجمل ..وهناك من ينصب ويتجمل.. وهناك من يدعى المصداقية والشرف والاستقامة وهو غير ذلك على الاطلاق كما أن هناك من يدعى مناصب علمية وشهادات وهمية وهناك من يبث السم فى العسل ويروج لمغلوطات وأفكار هادمة..وهكذا أصبحنا نعيش جميعا فى مجتمع من الأشباح تحكمه صداقات وهمية ومشاعر مزيفة وأشخاص غيرى مكتملي المعالم وكأننا نعيش فى مشفى كبير للأمراض النفسية وعنبرا للعقلاء مثل الذى دخله الراحل اسماعيل يس ولكننا نعيش فيه على الهواء مباشرة.. فا إلى أين نحن سائرون.