همس في اذني وافشى لي سرا فامتزج داخلي إحساسين مختلفين مأساة وملهاة وتعثرت حروفي ولم انتبه لصمتي إلا حين زرفت عيوني دموعها إعتزارا وتوسلا قال هذه رغبتي ابغي الرحيل،،، قلت لما،؟ قال منذ القدم احبوني وقدسوني وكانت هديتهم لي عروس من أجمل ما أنجبت الأرض تزف إلى في مواكب الفرح في أبهى صوره،،، وانتم تلقون حيواناتكم النافقة ونفاياتكم وبقايا ما تأكلون وتشربون فلما ابقي عليكم ولم تقدروني،،،،،؟ (ويحنا نحن بالفعل نفعل هذا،،،،) توسلت اليه لا لن تفعل فمصر هبة النيل كما قال هيرودوت انت الحياة لا تسلبها لا ترتحل، فتبسم وقال هكذا انتم فكروا ستجدون دول غيركم تطورت وغزت العالم ولم أمر بها يوما،،، هذه عقولكم وليست الحقيقة ارادتكم وعلومكم هي الحياة،،، قلت لا تتخلى ولم اكمل باقي جملتي حتى قال هل تبقون على حياتي بينكم وانتم لا تبقون على حياتكم قلت كيف،،؟ قال تشربون مني وتلوثون وردكم أتعجب منكم لا تحافظون على أنفسكم فكيف تؤتمنوا علي؟ سنوات صبرت عليكم وتجرعت مرارة الغبن الواقع على الوادي كله،،، بكل ضخامة مواردكم البشرية لم أجد فيكم عقل يوسف الصديق اسألوا الفيوم اسألوا بحيرة قارون ثم اسألوا الفلاح لما هجر وتخلى عن الأرض واسألوا القائمين عليكم وادراجهم المغلقة كم مشروع من ذوي الخبرة قدم اليهم بدراسة جدوى لغزو الصحراء والخروج من حيز الوادي الضيق وتوقف بسبب الروتين او التعنت او اللامبالاة ،،،، اسألوا البحر كم ابتلع اطنان مني ذابت في ملوحته دون استغلال لها،، تحرمون أنفسكم الحياة بايديكم فأنا نعمة الله اوجدني ولم تحافظوا عليها ولا تنتبهون وتولولون الا بعد سكب اللبن او تهشيم البيض لما لم تدركوا ما وهبكم الخالق،،، تهميش،،، وإهمال يصحبه ضياع،،،،،، فلابد من الرحيل عل الجنوب يحسن استغلالي ويوقرني فاشعر بعظمتي المطعونة بايديكم وانتم ابنائي،،،،،،، اجهشت بالبكاء وصرخت مع قوله استفيقوا وعلى نحيبي إعطنا فرصة أخرى فرصة أخرى فوجدت ابني يوقظني اي فرصة اي فرصة فادركت اني في كابوس مضحك مبكي،،،، ولكنه إنذار علنا ندرك انه ان الأوان نعلم أطفالنا كما تعلمنا قيمة نقطة المياة وقيمة المحافظة على النعمة وقيمة العلم وقيمة الأيدي البشرية ونكسر حواجز الروتين ونحب الأرض ونقدر النيل ونتوسل للإعلام ان ينتج برامجه الإرشادية بأمانة من أجل أطفالنا وشبابنا لان الملتقى إعلاميا اسرع ادراكا من تلقين الكتاب وقولا واحدا صلاح بلادنا من عقولنا المستنيرة بالعلم ومن البحث عن المشاكل وإيجاد حلول واقعية جذرية لها ومن القفذ فوق التمسح بحضارتنا القديمة،،،،،، علينا أن نستثمر مواردنا البشرية وما أكثرها.