بين غرور الكومبارس وتواضع الكبار.. خرج هذا المقال
- محمود بكريمشاهير الفن، من نجوم الصف الأول، بشتى المجالات، طالما ما نجد الكثير منهم، يتعالى على الصحافة، ويجد نفسه أكبر من أن يكون متواضعًا، مع صاحبة الجلالة، معللين ذلك، بأن الصحفيين دومًا ما يفبركون الأخبار، وينقلون الأكاذيب، ويتدخلون في الأمور، شديدة الخصوصية للفنان، مما تسبب في مقاطعتهم الكاملة، للصحافة والإدلاء بأي حديث صحفي، أو حتي تصريح بسيط.
ويتناسى هؤلاء النجوم، أنهم كانوا يلهثون في وقت ما، خلف محررين صغار، يعملون في جرائد مغمورة للغاية، من أجل أن يذكروهم في جملة واحدة مفيدة، وأن الصحف والمواقع الفنية، كان لها بالغ الأثر الإيجابي، في تناول سيرتهم، ولفت الأنظار إليهم، لكنها الأيام يتم تداولها، ولا يبقى الصغير صغيرًا، وعندما يقرر هذا الفنان التمرد، يتمرد على من سانده وقام ببناؤه، حتى أن الأمر وصل للصغار، بل والكومبارس، رغم الإحترام الموصول للجميع، كلُ يبدع في مجاله، إلا أن الغرور أصبح صكًا للنجومية، إلا من رحم ربي.
أحد النجوم المشهورين، من الأصدقاء الأعزاء، خاطبني منذ فترة، وكان شديد العصبية، لأنني نشرت تصريحًا له، عن عمل مهم جدًا، يعرض في موسم رمضان الحالي، وكان كل العجب، في أنه أخبرني بهذه المعلومات بنفسه، وكان مرحبًا جدًا بالنشر، لكنه وبعد نشر التصريحات، لم تنال رضا أحد النجوم، والذي ذكره في حديثه، فطالبني بحذف الخبر، كما طالبني بعدم نشره بالعدد الورقي، وعندما رفضت، وإعتبرت أن هذه الأخبار من حق القارىء، وأنها كانت بمحض إرادته، وأنني لم أخطىء في شىء، إعتبرني غير مهني، فلكي أصبح مهنيًا لابد من أن أعمل عنده، نعم تلك هي الحقيقة، فبعض الفنانين يريدون من الإعلاميون أن يعملوا لديهم، يقومون بتلميعهم والتحدث عنهم بالكلام الطيب، دون مراعاة للهدف الأساسي من مهنة الصحافة، وإلتصاقها بالفن، وأنهما يكملان بعضهما.
إحدى النجمات الجميلات، ظهرت فى أحد البرامج، وكنت مسئولاً عن إعداده، وكان يعرض لها فيلمًا في ذلك التوقيت، تقدم من خلاله دور فتاة ليل، فالبطبع تحدثنا عن الفيلم، وعن طبيعة الشخصية، وكانت حلقة رائعة، لكنها بعد الحلقة، أقامت الدنيا ولم تقعدها، بسبب أن والدها شاهد تلك الحلقة، وتألم نفسيًا بسبب الحديث عن دورها، مما تسبب في مفاجأة، وهي مهاجمة هذه الفنانة للبرنامج، في جميع وسائل الإعلام، وكأن القائمين على البرنامج، قاموا بالتمثيل بدلاً منها في الفيلم، ثم وضعوا إسمها وصورتها على الأفيش، أما عن موقف والدها، والذي تأثر وبكى على حد قولها، بعد مشاهدة الحلقة، فمن المفترض أن نسأله سؤالاً، ألم تشاهد الفيلم الذي قدمته كريمتك؟ ألم تحزن عندما وجدتها تقدم دور ساقطة؟ وحزنت عندما قمنا بإستضافتها، نتيجة لنجوميتها، ولنجاح فيلمها !
أخيرًا .. هناك نجوم كبار جدًا، بل أيقونات خالدة، يعرفون لصاحبة الجلالة قدرها، وذلك لأنهم فعلاً كبار، ولأنهم فعلاً فنانون حقيقيون، وليسوا مزيفون كغيرهم، أحبهم القلم، وهام الجمهور بهم عشقًا، أما غيرهم من المرضى، فسرعان ما ينكشفون، والأمثلة على هؤلاء كثيرة، وبدون ذكر أسماء، فليعرف كل منا قدره، وليعرف كل منا قدر غيره، سيكون العالم بأثره أفضل، وليس الفن فقط.