الإثنين 25 نوفمبر 2024 08:56 مـ 23 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

خيار التدويل ام الحرب إلى أين يا سد النهضة؟؟!!!

اللواء أ ح / مجدى أبو المجد

 

التصلب الاثيوبى وفصول التصعيد فى أزمة سد النهضة تتوالى !! هل وصلنا لطريق مسدود.

في تصريح جديد لوزير الخارجية الإثيوبي إن إثيوبيا لن توافق أبدًا على الشروط "غير العادلة" التي تسعى إلى الحفاظ على الهيمنة المائية لمصر والسودان، واعتبر أن المفاوضات حول سد النهضة فرصة للأطراف، إذا اتبعت مصر والسودان نهجًا بناء لتحقيق نتيجة مربحة للجانبين في إطار العملية الجارية التي يقودها الاتحاد الإفريقي. وإن ممارسة ضغوط غير ضرورية على إثيوبيا من خلال إخراج ملف سد النهضة من الإطار الإفريقي بالذهاب لمجلس الأمن والتسييس المتعمد وتدويل القضية، لن يجعل إثيوبيا تقبل بمعاهدة "الحقبة الاستعمارية" بشأن نهر النيل، وقد شرعت إثيوبيا في فتح البوابات العليا لسد النهضة تمهيدا لعملية الملء الثانية فى تصعيد خطير للأزمة.

إثيوبيا التي ترى في السد الهائل وسيلة للتنمية الاقتصادية وإخراج البلاد من الفقر، كانت طوال عقود طويلة تنظر إلى مصر والسودان بأنهما يستوليان على حقها من مياه النيل، مما تسبب في حالة الفقر التي عانت منها طويلا، كما ترى ان الوقت قد حان لتتصرف في ما تعتقده من ممتلكاتها (نهر النيل الأزرق) بالكيفية التي تحقق بها رفاهية شعبها.من ناحية أخرى ترى مصر والسودان في السيطرة الإثيوبية المطلقة دون اتفاقيات أو قيود تهديدا وجوديا للشعب المصري والسودانى

على جانب آخر قام رئيس الوزراء السودانى بدعوة رئيس الوزراء الإثيوبى ورئيس الوزراء المصرى ليجدوا مخرجا من هذه الأزمة عبر الجلوس بصورة مباشرة خلال عشرة أيام والتي تصر إثيوبيا لأسباب داخلية لصرف الأنظار لما تعانيه من مشاكل واستقطابات سياسية. مصر والسودان ماضون في جولة دبلوماسية في أفريقيا ودول العالم المهمة لإطلاعهم على التطورات الخطيرة حيث الملء الثانى محدد له موعد شهر يوليو القادم ونحن هنا نتحدث عن سباق مع الزمن، المأمول في إثيوبيا أن تتصرف برشد كما يمليه عليها القانون الدولى والالتزام بموجب توقيعها في إعلان المبادئ في ٢٠١٥ وكذلك أسس حسن الجوار.

السؤال المطروح هنا ماذا لو رفضت اثيوبيا دعوة رئيس الوزراء السودانى للحوار وعدم الاعتداد بالمرجعية القانونية التى تم التوافق عليها فى إعلان المبادئ ٢٠١٥ الذى يتحدث عن الوساطة والتسهيل أو اجتماع الرؤساء، وإذا انتهى طريق التفاوض واصرار الجانب الإثيوبى على السير في هذا الدرب الخطير فمازال أمام مصر والسودان كل المجالات السياسية والدبلوماسية والأمم المتحدة.تصعيد في اللهجة بدأ يصدر عن مصر بشأن أزمة سد النهضة، ثم تلتها السودان بعد فشل جولة مفاوضات "الفرصة الأخيرة" مع إثيوبيا في كينشاسا. عامل الوقت لم يعد في صالح مصر والسودان، فما هي الخيارات المتبقية لتجنب خيار الحرب؟

لكن اللهجة الأعنف جاءت ولأول مرة على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال "نحن لا نهدد أحداً، ولكن لا يستطيع أي أحد أخذ نقطة مياه من مصر وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد". وأضاف لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون رد فعلنا حال المساس بها أمر سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل'. وقال أيضا التفاوض هو خيارنا الذي بدأنا به والعمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتد لسنوات طويلة لأن الشعوب لا تنسى ذلك وشدد على أن كل الخيارات مفتوحة.

أجرى وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا الأسبوع الماضى مع الأمين العام للأمم المتحدة استعرض خلاله آخر التطورات في ملف سد النهضة واكد على ثوابت الموقف المصري الداعي إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، كما جرى التأكيد على خطورة استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات أحادية نحو الملء الثاني دون التوصل لاتفاق وأثر ذلك على استقرار وأمن المنطقة، فضلا عن أهمية دور الأمم المتحدة وأجهزتها في الإسهام نحو استئناف التفاوض والتوصل إلى الاتفاق المنشود، وتوفير الدعم للاتحاد الأفريقي في هذا الشأن. وقام بتوجيه خطابات إلى كل من سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة، وطلب تعميمها كمستند رسمي تم من خلاله شرح كافة أبعاد ملف سد النهضة ومراحل التفاوض المختلفة وآخر التطورات. مع الأخذ فى الاعتبار أحكام محكمة العدل الدولية تساوى دولة المنبع مع دولة المصب فكلتاهما شريكتان فى ملكية النهر ولا يجوز لإحداهما أن تنفرد بتصرف أحادى الجانب دون تفاوض أواتفاق

أمام مِصر والسودان ثلاثة أشهر تفصلهما عن موعد المرحلة الثّانية من مَلء خزّان سدّ النهضة الإثيوبي المُقرّرة في شهر يوليو المُقبل، لاتّخاذ الإجراءات اللّازمة دِبلوماسيًّا أو عسكريًّا لمنع إثيوبيا من الإقدام على هذه الخطوة التي ستُشَكِّل خطَرًا وجوديًّا على البلدين.جميع الحلول والوِساطات الدبلوماسيّة سواءً تلك التي تقدّمت بها الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي، والاتّحاد الإفريقي بائت بالفشل بسبب الرّفض الإثيوبي لها، وتبيّن أنّ الحكومة الاثيوبية تُراهِن على كَسبِ الوقت، وتَرفُض أيّ تنازل من جانِبها يحفظ حُقوق الجانبين المِصري والسوداني المائيّة، وتَعتبِر السّيادة على السّد خط أحمر، وتُؤكّد أنّها ستمضي قُدُمًا في المرحلة الثّانية سواءً باتّفاقٍ أو بُدونه.

من الواضح أن الاتّحاد الإفريقي ينظر بفتورٍ إلى هذا الخِلاف المتصاعد، ولا يمارس أيّ ضغوط على إثيوبيا للتّعاون وتخفيض التّوتر وهناك من يتهم الاتحاد في مِصر بالتواطؤ مع النظام الإثيوبي، وهذا ما يفسر فشل جميع جولات المُفاوضات التي رعاها الاتحاد بحُضور مندوبي الدول الثّلاث.الحكومة المِصرية تلتزم الصمت وتمنع أي تحريض في الإعلام المِصري على اللجوء لاستِخدام القوّة كملاذ أخير، ولكنّ هذا الصمت لا يعني عدم وجود سيناريوهات وخطط طوارئ عسكريّة تحديدًا، يمكن اللّجوء إليها إذا تأكد فشل جميع الحلول السلمية، وهذا الاحتِمال هو الأكثر ترجيحا. كما أن مصر التي عرفت بانتهاج الدبلوماسية إلى آخر مدى مع الجيران والتي كان لها تأثير مادي ومعنوي كبيرين في العمق الإفريقي سيكون من الصعب عليها للغاية أن تضحي بهذا الإرث التاريخي إلا إذا دفعت إلى ذلك دفعاً خاصة وأن العمل العسكري سيكون له تأثيرات سياسية واستراتيجية بعيدة المدى ، إذا جرى اتخاذ القرار من القيادة السياسيّة في البلدين. فالحرب قرار صعب وقبلها سيكون هناك استنفاذ لخطوات كثيرة جدا ويجب عدم اللجوء له بانه لو هناك إرادة سياسية من الجانب الأثيوبي سيتم الانتهاء من الاتفاق خلال ساعتين فقط حيث تم مناقشة كل الامور من قبل ، ومصر لن تتخذ قرارا تحت ضغط، حيث سيتم إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.ومن هنا نوجه رسالة للمواطن المصري فلنترك القيادة السياسية تأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

عودة الولايات المتحدة إلى الساحة بعد انتقال السلطة إلى الرئيس بايدن جاء بعد فترة فتور والآن تدفع الإدارة الحالية إلى إيجاد حل دبلوماسي في المنطقة، واعتقد شخصيا بأن الضغط الأمريكي على الأطراف الثلاثة والتي تتمتع بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة، خاصة السودان التي عادت مؤخراً إلى الحاضنة الأمريكية كلها أمور قد تدفع الأطراف لإيجاد حل ما، هذا إلى جانب ما بدا أنه رفض أمريكي لحل المسألة عبر الحرب "طاولة المفاوضات هي الحل الوحيد للأزمة".ودعم أي جهود للتعاون بينها وبين الأطراف الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا)"، وتزداد قناعتى بان إمكانيات الحوار بين الأطراف الثلاثة بإمكانها أن تؤدي الى حل قد يتفق عليه الجميع، فضلا فالحديث هنا عن العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين مصر وروسيا والذى تأكدت من خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الروسي لمصر والذى أكد على عدم المساس بالحق التاريخي لمصر. بالإضافة إلى مسألة مهمة وهي تراجع الحضور الصيني والخليجي وخاصة الإمارات وبالتالي أعتقد أن إثيوبيا الآن في موقف أكثر ضعفاً من السابق.

خلاصة الكلام هنا مصر لن تغفر لمن سوف يعترض على أى خطوة مستقبلية تتخذها نحو سد النهضة،لذلك يجب علينا جميعاً الوقوف خلف القيادة السياسية المصرية صفا واحدا. فمصر تكالبت عليها الحوادث الجسام والمؤامرات والاعتداءات المعقدة الجسيمة من الخارج والداخل، لكن مصر لم تنهزم أبدًا، بل قاومت وانتصرت في كل ما واجهته من ظروف ومصاعب.

حفظ الله مصر رغم طمع الطامعين ومكر الماكرين وصان قواتنا المسلحة حامية لبلادنا وحفظ الله رئيس مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي هدية الله لمصر في هذا التوقيت ، وجعل مصر دوما كما تستحق أمة عظمى بين الأمم.. .. لكِ يا مصر السلامة.. وسلامًا يا بلادي.

اثيوبيا سد النهضة نهر النيل